العدد : ١٧٣٣٨ - الخميس ١١ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٨ - الخميس ١١ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

احتجاجات في فرنسا تزامنا مع تسلم رئيس الحكومة المكلف مهامه

الخميس ١١ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

باريس‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬احتجاجات‭ ‬هدفها‭ ‬إظهار‭ ‬الغضب‭ ‬الشعبي‭ ‬تجاه‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬يبدأ‭ ‬وزير‭ ‬الجيوش‭ ‬سيباستيان‭ ‬لوكورنو‭ ‬الذي‭ ‬كلّفه‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة،‭ ‬مهامه‭. ‬وتشكّل‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬دعي‭ ‬إليها‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬لنشلّ‭ ‬كل‭ ‬شيء‮»‬‭ ‬اختبارا‭ ‬حقيقيا‭ ‬للوكورنو‭ (‬39‭ ‬عاما‭) ‬وهو‭ ‬حليف‭ ‬وثيق‭ ‬لماكرون‭ ‬وشغل‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬الجيوش‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬الماضية‭. ‬وتجمّع‭ ‬متظاهرون‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء،‭ ‬مع‭ ‬نشر‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬شرطي‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظام‭. ‬

وأقامت‭ ‬مجموعات‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين‭ ‬حواجز‭ ‬باستخدام‭ ‬حاويات‭ ‬نفايات‭ ‬ورشقوا‭ ‬الشرطة‭ ‬بالقمامة‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬باريس،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬مراسلو‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬وفي‭ ‬مدينة‭ ‬ليون‭ (‬جنوب‭ ‬شرق‭) ‬أغلق‭ ‬متظاهرون‭ ‬طريقا‭ ‬سريعا‭ ‬يمر‭ ‬عبر‭ ‬المدينة‭ ‬وأشعلوا‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬حاويات‭ ‬قمامة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬استخدمت‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نانت‭ (‬غرب‭) ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬لتفريق‭ ‬المتظاهرين‭. ‬وكان‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬برونو‭ ‬روتايو‭ ‬قد‭ ‬حذّر‭ ‬المتظاهرين‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬أي‭ ‬تسامح‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الأعمال‭ ‬العنيفة‭ ‬أو‭ ‬عمليات‭ ‬إغلاق‭ ‬أماكن‭ ‬رئيسية‭. ‬وأفاد‭ ‬روتايو‭ ‬لصحفيين‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬توقيف‭ ‬حوالي‭ ‬مائتي‭ ‬شخص،‭ ‬معظمهم‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬ومحيطها‭. ‬

وقال‭ ‬أحد‭ ‬المتظاهرين‭ ‬في‭ ‬ليون‭ ‬ذكر‭ ‬فقط‭ ‬اسمه‭ ‬الأول‭ ‬وهو‭ ‬فلوران‭: ‬إن‭ ‬قرار‭ ‬ماكرون‭ ‬بتكليف‭ ‬حليف‭ ‬وثيق‭ ‬له‭ ‬لتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬هو‭ ‬‮«‬صفعة‭ ‬على‭ ‬الوجه‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬سئمنا‭ ‬من‭ ‬حكوماته‭ ‬المتعاقبة،‭ ‬ونحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‮»‬‭. ‬وكلّف‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬لوكورنو‭ ‬الثلاثاء‭ ‬غداة‭ ‬حجب‭ ‬الجمعية‭ ‬الوطنية‭ ‬الثقة‭ ‬عن‭ ‬حكومة‭ ‬فرنسوا‭ ‬بايرو،‭ ‬ليصبح‭ ‬سابع‭ ‬رئيس‭ ‬للوزراء‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬ماكرون،‭ ‬والخامس‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬ولايته‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الجمهورية‭ ‬الخامسة‭ ‬الذي‭ ‬أُعلن‭ ‬في‭ ‬1958‭ ‬والذي‭ ‬عُرف‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬باستقراره‭. ‬

وقالت‭ ‬الرئاسة‭ ‬الفرنسية‭: ‬إن‭ ‬ماكرون‭ ‬‮«‬مقتنع‭ ‬بأن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ (‬بقيادة‭ ‬لوكورنو‭) ‬ممكن،‭ ‬مع‭ ‬احترام‭ ‬قناعات‭ ‬الجميع‮»‬‭. ‬وقالت‭: ‬إن‭ ‬ماكرون‭ ‬كلف‭ ‬لوكورنو‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بالتشاور‭ ‬مع‭ ‬الأحزاب‭ ‬بهدف‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الاتفاقات‭ ‬الضرورية‭ ‬للقرارات‭ ‬التي‭ ‬ستتخذ‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة‭. ‬ويواجه‭ ‬لوكورنو‭ ‬مهمة‭ ‬صعبة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬جسور‭ ‬عبر‭ ‬البرلمان‭ ‬المنقسم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬غالبية‭ ‬صريحة‭ ‬لأي‭ ‬طرف،‭ ‬وضمان‭ ‬عدم‭ ‬مواجهة‭ ‬مصير‭ ‬بايرو‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬منصبه‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر‭ ‬فقط‭. ‬

وشكر‭ ‬لوكورنو‭ ‬ماكرون‭ ‬على‭ ‬ثقته‭ ‬وأشاد‭ ‬ببايرو‭ ‬‮«‬لشجاعته‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬قناعاته‭ ‬حتى‭ ‬النهاية‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬أوكل‭ ‬إليّ‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬مهمة‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬ذات‭ ‬توجه‭ ‬واضح‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬استقلالنا‭ ‬وقوتنا‭ ‬وخدمة‭ ‬الشعب‭ ‬الفرنسي‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬والمؤسساتي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وحدة‭ ‬البلاد‮»‬‭. ‬من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬حزب‭ ‬فرنسا‭ ‬الأبية‭ ‬اليساري‭ ‬المتطرف‭ ‬امس‭ ‬الأربعاء‭ ‬إنه‭ ‬سيقدم‭ ‬اقتراحا‭ ‬بسحب‭ ‬الثقة‭ ‬من‭ ‬لوكورنو‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭. ‬وجاء‭ ‬سقوط‭ ‬بايرو‭ ‬بعدما‭ ‬طرحت‭ ‬حكومته‭ ‬مشروع‭ ‬ميزانية‭ ‬تقشفية‭ ‬كان‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬44‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭ ‬لتقليل‭ ‬الدين‭ ‬العام‭ ‬الضخم‭ ‬الذي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬114%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭. ‬

ويصعب‭ ‬تقدير‭ ‬أعداد‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬أو‭ ‬مدى‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬القطاعات‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬الضئيلة‭ ‬للنقابات‭ ‬العمالية‭ ‬التي‭ ‬تخطط‭ ‬معظمها‭ ‬ليوم‭ ‬خاص‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الإضرابات‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬الواسعة‭ ‬النطاق‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬سبتمبر‭. ‬وفيما‭ ‬ستعمل‭ ‬القطارات‭ ‬العالية‭ ‬السرعة‭ ‬ومعظم‭ ‬قطارات‭ ‬مترو‭ ‬باريس‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي،‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬خدمات‭ ‬السكك‭ ‬الحديد‭ ‬والمطارات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬مطارا‭ ‬باريس‭ ‬الرئيسيان‭ ‬شارل‭ ‬ديغول‭ ‬وأورلي،‭ ‬اضطرابات‭. ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التعبئة‭ ‬تذكّر‭ ‬البعض‭ ‬بحراك‭ ‬‮«‬السترات‭ ‬الصفراء‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬هزّ‭ ‬فرنسا‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2018‭ ‬و2019،‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المعروف‭ ‬مدى‭ ‬تأثيرها،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنها‭ ‬بلا‭ ‬قيادة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا