وارسو - (أ ف ب): ساعد حلف شمال الأطلسي في التصدي لمسيّرات يعتقد الغرب أن روسيا أرسلتها عمدا خلال الليل إلى بولندا من أجل «اختبار» الغرب، وأكدت الولايات المتحدة وقوفها إلى جانب حلفائها. وسارعت وزارة الدفاع الروسية بالرد على هذه الاتهامات في رسالة تتعلق بضربات ليلية جديدة ضد أوكرانيا، قائلة: «لم تكن هناك أي نوايا لضرب أي أهداف في أراضي بولندا»، من دون تأكيد أو نفي دخول مسيّراتها المجال الجوي البولندي. وأضافت: «نحن على استعداد لعقد مشاورات بشأن هذه المسألة مع وزارة الدفاع البولندية».
وبينما كررت بيان الجيش الروسي بشأن عدم استهداف بولندا والذي أفاد بأن مدى مسيّرات روسيا لا يتجاوز 700 كيلومتر، اتهمت الخارجية الروسية بولندا بنشر «خرافات» والافتقار إلى الأدلة «لتصعيد أزمة أوكرانيا». من جانبها، أفادت السفارة الروسية في وارسو فرانس برس بأن «بولندا فشلت في تقديم أدلة على المصدر الروسي للأجسام التي دخلت المجال الجوي البولندي». ورد وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي بقوله أمام صحفيين: «لا شك لدينا في أنه لم يكن حدثا عرضيا».
أتى ذلك في حين أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن المسيرات التي دخلت المجال الجوي البولندي «كانت موجهة» الى هذه الغاية معتبرا ذلك «استفزازا جديدا للقوات المسلحة الروسية». وأوضح «لا سبب على الإطلاق للافتراض بأنها أخطاء في المسار أو حوادث من هذا القبيل». وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية سيباستيان هيل: «هذا حادث في غاية الخطورة. (...) يُظهر مرة أخرى التهديد الذي نواجهه ومدى اختبار روسيا لنا».
وأكد السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي ماثيو ويتاكر «نقف إلى جانب حلفائنا في الناتو في مواجهة هذه الانتهاكات للمجال الجوي وسندافع عن كل شبر من أراضي الناتو». وقالت المتحدثة باسم الناتو أليسون هارت على منصة إكس: «دخلت الكثير من المسيّرات المجال الجوي البولندي خلال الليل وواجهتها الدفاعات الجوية البولندية والأطلسية». واشاد الأمين العام للحلف مارك روته برد الناتو «الناجح جدا» في مواجهة «تصرف متهور وخطر» مضيفا «سواء كان ذلك متعمدا أم لا». وحذر موسكو بالقول: «سندافع عن كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي».
وأكد متحدث باسم الحلف في بيان أن الحادثة كانت «المرة الأولى التي تواجه طائرات الناتو تهديدات محتملة في المجال الجوي لدولة عضو في الحلف». وأعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أمام البرلمان أمس الأربعاء رصد «19 انتهاكا... وأكدنا حاليا أنه تمّ إسقاط ثلاث مسيّرات»، موضحا أن هذه الأرقام تبقى أولية عقب عملية استمرت «طيلة الليل». وأكد عدم ورود أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى معتبرا أن ذلك «استفزاز على نطاق واسع». وعثر على سبع مسيّرات وحطام مقذوف لم يتم تحديد ماهيته بعد بحسب وزارة الداخلية البولندية التي أضافت أن منزلا وسيارة تضررا في شرق البلاد.
وطلبت وارسو من حلف شمال الأطلسي تفعيل المادة الرابعة من ميثاقه التي تلحظ عقد مشاورات بين الأعضاء في حال تعرّض أحدهم للتهديد. وأتت هذه التوغلات «غير المسبوقة»، بحسب بولندا، قبل المناورات العسكرية الروسية البيلاروسية المشتركة التي أطلق عليها «زاباد 2025» (غرب 2025) والمقررة بين 12 و16 سبتمبر. وبيلاروس، الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة عند الحدود مع بولندا، هي حليف رئيسي لروسيا التي استخدمت أراضيها لشن هجومها ضد أوكرانيا في فبراير 2022.
وفي هذا السياق، أعلنت بيلاروس أنها أسقطت مسيّرات في مجالها الجوي خلال الليل، من دون أن توضح مصدرها. وقال الجيش البيلاروسي إنه «دمر» مسيّرات «ضلّت طريقها»، من دون أن يوضح ما إذا كانت روسية أو أوكرانية. كذلك، أعلن توسك إغلاق حدود بلاده مع بيلاروس اعتبارا من الخميس ردا على المناورات التي يتوقع أن يشارك فيها 30 ألف جندي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك