أعلنت قطر أمس قيام إسرائيل بشن هجوم جبان استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس بالدوحة. 
جاء ذلك في بيان لخارجية قطر، التي تقود وساطة مع القاهرة وبإشراف أمريكي لوقف العدوان الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة وترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين منذ نحو عامين.
وقالت الخارجية القطرية: «تدين دولة قطر بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة».
وأضافت أن «هذا الاعتداء الإجرامي يشكل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية، وتهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر».
وأكدت الوزارة أن «الجهات الأمنية والدفاع المدني والجهات المختصة باشرت على الفور التعامل مع الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء تبعاته وضمان سلامة القاطنين والمناطق المحيطة». 
وتابعت أن «دولة قطر إذ تدين بشدة هذا الاعتداء، فإنها تؤكد أنها لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور والعبث المستمر بأمن الإقليم وأي عمل يستهدف أمنها وسيادتها».
وأعلنت وزارة الداخلية القطرية استشهاد عنصر من قواتها الأمنية في الغارة الإسرائيلية. وذكرت الوزارة في بيان أنّه «حسب المعطيات الأولية، فقد أسفر الاعتداء عن استشهاد الوكيل عريف بدر سعد محمد الحميدي الدوسري من منتسبي قوة الأمن الداخلي أثناء مباشرته لمهامه في موقع الاستهداف، إضافة إلى عدد من الإصابات المتفرقة بين العناصر الأمنية». 
من جهته، قال مسؤول في حركة حماس في قطاع غزة إن إسرائيل استهدفت قيادات الحركة أثناء اجتماعهم في الدوحة. 
وأوضح المسؤول الذي فضّل عدم كشف هويته لفرانس برس «في جريمة صهيونية جديدة، تمّ استهداف الوفد المفاوض لحركة حماس أثناء اجتماعه في الدوحة، بينما كان يناقش مقترح الرئيس ترامب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة». 
وكانت حركة حماس أكدت الأحد استعدادها للانخراط في مفاوضات بعد تلقيها مقترحا جديدا من واشنطن. وأتى ذلك بعد إعلان ترامب توجيه «إنذار أخير» لحماس، مؤكدا وجوب أن توافق على صفقة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين. 
وأعلنت حركة حماس لاحقا فشل إسرائيل في اغتيال أعضاء الوفد المفاوض الذين كانوا مجتمعين في الدوحة. وجاء في بيان الحركة «نّؤكد فشل العدو في اغتيال الإخوة في الوفد المفاوض»، فيما «ارتقى عدد من الإخوة الشهداء» معددا ستة هم جهاد لبد، مدير مكتب رئيس الوفد المفاوض خليل الحية، وهمام الحية نجل خليل الحية، بالإضافة الى أسماء ثلاثة مرافقين وعنصر الأمن القطري. 
وأضاف البيان أن «استهداف الوفد المفاوض في لحظة يناقش فيها مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير» لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، «يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن نتنياهو وحكومته لا يريدون التوصل إلى أي اتفاق، وأنهم يسعون بشكل متعمد لإجهاض كل الفرص وإفشال المساعي الدولية». 
وبدوره أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ أمس غارات جوية استهدفت قادة كبارا في حماس في الدوحة، 
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف «قيادة حركة حماس» بشكل «موجه ودقيق»، من دون أن يحدد مكان الهجوم. لكن مسؤولا عسكريا أكد في وقت لاحق أن الضربات كانت في الدوحة. وقال «اسم العملية هو قمة النار. نفذنا غارات جوية». 
وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 10 ذخائر ثقيلة أصابت مقر حماس بقطر، حيث شاركت 15 مقاتلة وعدد من المسيرات في العملية العسكرية.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني أن تقديرات القيادة في تل أبيب تتحدث عن مقتل 6 من كبار قادة حركة حماس في الضربة التي استهدفتهم في العاصمة القطرية الدوحة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أمر بهجوم الثلاثاء. 
وقال في بيان صادر عن مكتبه إن «العملية التي نفذت اليوم ضد كبار قادة حماس الإرهابيين كانت عملية إسرائيلية مستقلة بالكامل»، لافتا إلى أن «إسرائيل بادرت إليها، إسرائيل نفذتها، وإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عنها». 
وفي بيان مشترك، قال نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن القرار باستهداف قادة حماس جاء عقب هجوم مسلّح وقع في القدس المحتلة الاثنين وأسفر عن مقتل ستة إسرائيليين. 
وتبنت كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، عملية إطلاق في بيان أمس. 
إلى ذلك، قال البيت الأبيض أمس إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر عن اعتقاده بأن الهجوم الإسرائيلي على أهداف تابعة لحركة حماس في قطر مؤسف، وإنه وجه المبعوث ستيف ويتكوف لتحذير قطر من الهجوم.
وقالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن ترامب تحدث بعد الهجوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأمير قطر وأكد للأخير أن «مثل هذا الأمر لن يتكرر على أراضيهم».
وقالت ليفيت إن واشنطن أبلغت قطر مسبقا بالهجوم الإسرائيلي، الذي استهدف قادة حماس في الدوحة.
وأكدت ليفيت أن الرئيس الأمريكي لم يؤيّد قرار إسرائيل تنفيذ ضربات ضد حماس في الأراضي القطرية.
وقالت للصحفيين إنه بينما يعد القضاء على حماس «هدفا قيّما»، إلا أن تنفيذ ضربة في الدوحة «لا يخدم أهداف لا إسرائيل ولا أمريكا».
وأضافت وفق البيان الذي تلته بأن «الرئيس يرى في قطر حليفة قوية ودولة صديقة للولايات المتحدة ويشعر بعدم ارتياح كبير للموقع الذي تم فيه هذا الهجوم».
 
 
                	
                	
                	
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك