«خلك الباوي» شعار لتعزيز الشعور بالانتماء إلى عائلة البا
نشرت مجلة Aluminium International Today مقابلة مع الرئيس التنفيذي لشركة ألمنيوم البحرين ش.م.ب. (البا) علي البقالي، أجراها أليكس لوري، مستشار السلامة المهنية والمدير العام لشركة «ويز كيم» الأمريكية، الذي زار الشركة في وقت سابق من هذا العام للتعرف على مختلف جوانب ثقافتها المؤسسية التي ترتكز على السلامة كأولوية رئيسية.
تنفرد «أخبار الخليج» بنشر ترجمة مختصرة لهذه المقابلة التي نُشرت في عدد المجلة لشهري يوليو وأغسطس، التي سلطت الضوء على العديد من الجهود التي تبذلها شركة البا لحماية موظفيها وجميع العاملين فيها.
تحتفل شركة البا مؤخرًا بسلسلة من الإنجازات في مجال السلامة. كم عدد السنوات التي مرت من دون وقوع حادثة إجهاد حراري في المصهر؟
هذا العام، نطمح إلى إتمام صيفنا التاسع على التوالي من دون أي إصابات أو أمراض مرتبطة بالحرارة، مثل الإجهاد الحراري أو الإنهاك الحراري. وهذا إنجاز كبير بالنظر إلى الحرارة الشديدة في أرض المصنع ودرجات حرارة الصيف في البحرين، التي تتجاوز باستمرار 40 درجة مئوية، ما يجعلها واحدة من أكثر بيئات العمل تحديًا.
كيف تنظر إلى السلامة من منظورك الشخصي؟
السلامة متجذرة في ثقافتنا المؤسسية كموظفين في البا، وهي ليست وجهة نطمح في الوصول إليها، بل رحلة مستمرة نعيشها كل يوم. إنها متأصلة بعمق في ثقافتنا، وعلى الرغم من أن الرحلة قد تكون محفوفة بالصعاب، فإننا لا نتوقف أبدًا عن السعي للمزيد. عندما يتعلق الأمر بالامتثال للسلامة والوعي بها، لا توجد حدود لطموحاتنا.
هل يمكنك شرح شعار «خلك ألباوي»؟
ابتكرنا شعار «خلك الباوي» ضمن أهدافنا لعام2025 لتعزيز الشعور بالانتماء إلى عائلة البا، وربط الجميع بهدف مشترك والتزام موحد. «خلك الباوي» تعني أن يلتزم الموظفون بأدوارهم ومسؤولياتهم في البا بكل إخلاص وتعاون ومسؤولية، وتعني أيضًا التفكير بكيفية تجاوز التوقعات، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بمسؤوليات السلامة. منذ إطلاق هذا الشعار في يناير الماضي، شهدنا تحسنًا ملموسًا في أداء السلامة بالشركة.
هل كان هناك حادث معين شكّل وجهة نظرك حول السلامة؟
بدأت عمليات البا منذ أكثر من 50 عامًا، وكأي موقع صناعي عريق، مررنا بلحظات صعبة. واحدة من أكثر الحوادث مأساوية وقعت في عام 2012 في خط الصهر رقم 1، عندما فقدنا زميلًا عزيزًا بسبب اختصار غير مقبول لمهام العمل. كانت تلك اللحظة نقطة تحول بالنسبة إلينا. ومنذ ذلك الحين قمنا بإعادة هيكلة أنظمة إدارة السلامة لدينا ورفعنا مستوى الوعي بشكل كبير. والحمد لله، لم تسجل الشركة أي حالة وفاة منذ ذلك الحين. وقد تحولت ثقافة السلامة لدينا تحولًا جذريًا. لكن لا يمكننا أن نتوقف عند تحقيق أي إنجاز، فكما ذكرت سابقًا السلامة رحلة متواصلة تتطلب التزامًا مستمرًا على جميع مستويات الشركة.
أكمل الجملة التالية: السلامة مهمة لأن...
بيئة العمل الآمنة هي تلك التي يشعر فيها الموظفون بالتقدير والدعم والتمكين للنجاح، جسديًا ونفسيًا.
كيف تحافظون على سلامة المقاولين في المصهر؟
نحن لا نفرق بين المقاولين والموظفين؛ فهم أيضًا جزء من عائلة البا. من الضروري أن نقوم بتدريب كلتا المجموعتين بشكل متساوٍ وأن نستمع إليهم. في العام الماضي، تم توزيع استبيان ثقافة السلامة على الموظفين والمقاولين في الوقت ذاته، ما يؤكد نهجنا الموحد. كما نحرص على إشراك المقاولين في جميع حملات التوعية ونضمن الإشراف الدقيق على أنشطتهم.
احتفلت البا مؤخرًا بأرقام قياسية في السلامة لساعات العمل الآمنة من دون إصابات مضيعة للوقت. لمن تنسبون هذا الإنجاز؟
أكبر تقدير يعود إلى فرق العمل في المواقع التشغيلية، فهم من ينفذون المهام الصعبة ويلتزمون باستمرار بإرشادات السلامة في بيئة عالية المخاطر. ومع ذلك، فهو جهد مشترك، من المشرفين والمراقبين إلى الإدارة العليا.. يلعب الجميع دورًا أساسيًا في الحفاظ على معايير السلامة. كما أن دائرة السلامة والصحة بالشركة لها دور محوري في تجسيد رؤية الإدارة العليا للسلامة من خلال برامج إدارية منظمة، مدعومة باتصالات داخلية قوية وجهود توعية تستهدف قوانا العاملة التي تضم آلاف الموظفين.
كيف تطورت السلامة والصحة والبيئة خلال فترة توليك منصب الرئيس التنفيذي؟
من الإنجازات التي أفتخر بها هو إطلاق خارطة طريق الجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة(ESG) في عام 2022. وقد وفرت لنا هذه الخارطة نهجًا منظمًا لتعزيز جهودنا في هذه الجوانب، وخاصة سلامة ورفاه موظفينا وعمال مقاولينا، حيث أحرزنا تقدمًا ملحوظًا. حطمنا الرقم القياسي في عدد ساعات العمل الآمنة وحققنا سنة تقويمية كاملة من دون أي إصابات مضيعة للوقت عبر جميع العمليات لأول مرة في عام 2019، ثم مرة أخرى في 2021، ومؤخرًا في 2024 أيضًا. وقد حصلنا على الإشادة والاعتراف الدولي بالتزامنا في هذا المجال من خلال العديد من الجوائز المرموقة، بما في ذلك جائزة الرئيس الدائم للجمعية الملكية لمكافحة الحوادث (RoSPA) في وقت سابق من هذا العام. كما حصلنا على تصنيف 4 نجوم من مجلس السلامة البريطاني بعد تدقيق شامل، ونحن نعمل جاهدين الآن للوصول إلى تصنيف 5 نجوم من المجلس ذاته.
كيف تُشرك شركة البا عائلات الموظفين من أجل تعزيز بيئة عمل أكثر أمانًا؟
نحرص دائمًا على إشراك عائلات الموظفين وأطفالهم في جميع حملات السلامة والصحة المهنية. إحدى الحملات الأخيرة التي نُفذت على مستوى المصنع بالكامل تمحورت حول عائلات الموظفين، حيث تم تصميم المواد التسويقية المرئية والأنشطة بعناية لتشمل العائلات والأطفال، ما يجعل السلامة قيمة مشتركة تتجاوز حدود مكان العمل.
وفي العديد من المواقع التشغيلية تجد صورًا كثيرة لأطفال الموظفين، في رسالة بسيطة لكنها مؤثرة: نريد من موظفينا أن يتذكروا أحبّاءهم وما هو على المحك قبل الشروع في أي مهمة، ليعودوا إلى منازلهم سالمين كل يوم.
مع اقتراب المزيد من العاملين من سن التقاعد، كيف تتعاملون مع هذا التحدي؟
في البا، نستثمر في برامج تدريب منظمة تهدف إلى سد فجوات المعرفة وبناء قوى عاملة ماهرة وواعية بالسلامة. من بين الخطوات التي اتخذناها إعادة تعيين بعض موظفينا الأكثر خبرة، وخصوصًا أولئك الذين يتمتعون بسجلات سلامة متميزة؛ للتركيز على نقل المعرفة خلال الستة إلى الاثني عشر شهرًا الأخيرة من مسيرتهم المهنية. هؤلاء المخضرمون يلعبون دورًا محوريًا في تدريب الجيل القادم.
كما أود أن أشيد بجيل الشباب في البا، فهم يتمتعون بمهارات تقنية عالية، ويقدمون رؤى جديدة، ولديهم قابلية كبيرة لتبني أساليب التعلم الحديثة. وقد شارك موظفونا ذوو الخبرة في تطوير أدوات تدريب مبتكرة، بما في ذلك محاكاة الواقع الافتراضي (VR) لعمليات المصهر الأساسية مثل تشغيل الرافعات، اللحام، والاستجابة للطوارئ. هذه المحاكاة تتيح للموظفين الجدد التدريب في بيئة واقعية وآمنة قبل الانتقال إلى العمليات الفعلية.
كيف تعاملت البا مع تقليل التفاعل بين المعدات المتحركة والموظفين؟
هذا التحدي لا يواجه البا فقط، بل جميع الشركات العاملة في قطاع الألمنيوم؛ فعملياتنا عالية الكثافة وتتضمن معدات وآليات ثقيلة ومعقدة. للحفاظ على سلامة موظفينا، نحتاج إلى أنظمة تحكم قوية، مدعومة بتقييمات دقيقة للمخاطر، وإجراءات عمل آمنة، وتدريب ومراجعات مستمرة.
تلعب التقنيات الحديثة دورًا كبيرًا في هذا المجال؛ على سبيل المثال، يمكن لأجهزة الاستشعار أن تساعد في الحد من العديد من المخاطر المرتبطة بالمعدات المتحركة. وفي العديد من المواقع التشغيلية، قمنا بتطبيق نقاط دخول منفصلة، واحدة للعمال وأخرى للمركبات الثقيلة، بناءً على الدروس المستفادة من الحوادث السابقة، سواء داخل البا أو على مستوى الصناعة.
علينا أن نتعايش مع هذه المخاطر، لكن من واجبنا تقليلها قدر الإمكان. وأود أن أضيف أن هناك تشجيعا قويا داخل البا فيما يتعلق بالابتكار في مجال السلامة على أرضية المصنع؛ فالعديد من الأفكار والتحسينات الرائعة جاءت مباشرة من فرق العمل، وتم تطبيقها لاحقًا على مستوى الشركة. من المهم أن تكون هناك منصات للاستماع إلى هذه الأفكار وضمان الاعتراف بها وتنفيذها؛ لأن هذا هو السبيل الحقيقي لمنع الحوادث.
ما هي أدوات السلامة الجديدة التي تقومون باستخدامها في ألبا؟
يُعد تطبيق موظفي البا للهواتف النقالة، الذي تم إطلاقه قبل عدة سنوات، منصة شاملة توفر للموظفين إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من المعلومات والخدمات، مع التركيز بشكل خاص على السلامة. من أبرز ميزاته أنه يُمكن لأي موظف تقديم اقتراحات لتحسين السلامة في مكان العمل. يتم إرسال هذه الاقتراحات تلقائيًا إلى الرئيس التنفيذي، ومدير الدائرة المعني، وقسم السلامة والصحة المهنية للمراجعة والمتابعة. نحن ملتزمون بتحسين التطبيق باستمرار من خلال إضافة ميزات جديدة، لضمان حصول الموظفين على معلومات سلسة ومنصة موثوقة لمشاركة الأفكار التي تُسهم في جعل البا أكثر أمانًا.
حدثنا عن تكريم «نجمة الرئيس التنفيذي» الذي بدأتم تطبيقه هذا العام؟
يُعد هذا التكريم جائزة رمزية وحصرية تُمنح لعدد محدود من الموظفين، وتتمثل في دبوس ذهبي يُرتدى على الزي الرسمي، ويُعبّر عن الالتزام الاستثنائي بقيم شركة البا، على رأسها السلامة. عندما يحصل الموظف على هذه النجمة فإنه يرتديها بفخر، كونها تمثل تجسيدًا لقيم الشركة.
منذ متى تقوم البا بتنظيم فعالية «ساعة السلامة» الأسبوعية؟
بدأت هذه المبادرة قبل حوالي عقد من الزمن، وتحديدًا في عام 2016، ولا تزال تمثل جزءًا أساسيًا من ثقافة السلامة في الشركة حتى اليوم.
كل أسبوع، يتم التركيز على موضوع محدد يتعلق بالسلامة، ويعالج قضية ملحة تتطلب انتباه الجميع، سواء كانت إجراءً جديدًا على مستوى الشركة أو مراجعة لحادث كاد أن يقع.
وخلال هذه الساعة المخصصة، يقوم أعضاء الهيئة التنفيذية والمديرون في البا بزيارة مناطق مختلفة في المواقع التشغيلية والإدارية للتفاعل المباشر مع الموظفين حول موضوع الأسبوع. وتتوافق هذه المبادرة مع أحاديث السلامة اليومية القصيرة، التي تُعرف باسم «حديث السلامة مدة 5 دقائق»، وتُعقد في كل مناوبات العمل وتُخصص لكل فريق بحسب طبيعة عمله. وتسهم هذه النقاشات في ترسيخ ثقافة السلامة وجعلها أولوية يومية على جميع المستويات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك