العدد : ١٧٣٣٥ - الاثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٥ - الاثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

الصفحة الأخيرة

شابانا محمود.. أول مسلمة على رأس وزارة الداخلية البريطانية فـي مواجـهـة تحـديـات الـهـجـرة والأمـن

الاثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

تسلّمت‭ ‬النائبة‭ ‬العمالية‭ ‬شابانا‭ ‬محمود‭ ‬منصب‭ ‬وزيرة‭ ‬الداخلية‭ ‬البريطانية،‭ ‬لتسجّل‭ ‬سابقة‭ ‬تاريخية‭ ‬كأول‭ ‬مسلمة‭ ‬تتولى‭ ‬أحد‭ ‬أرفع‭ ‬مناصب‭ ‬الحكومة‭. ‬وجاء‭ ‬تعيينها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬حساس‭ ‬تتشابك‭ ‬فيه‭ ‬ملفات‭ ‬الهجرة‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭ ‬والشرطة،‭ ‬وسط‭ ‬ضغوط‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬صعود‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬بزعامة‭ ‬نايجل‭ ‬فاراج‭.‬

محمود،‭ ‬نائبة‭ ‬برمنغهام‭ ‬ليدي‭ ‬وود،‭ ‬راكمت‭ ‬سمعة‭ ‬قوية‭ ‬خلال‭ ‬عملها‭ ‬كوزيرة‭ ‬للعدل‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طرحت‭ ‬سياسات‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل‭ ‬مثل‭ ‬الإفراج‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬السجناء‭ ‬واعتماد‭ ‬نظام‭ ‬أحكام‭ ‬جديد‭. ‬واليوم،‭ ‬تواجه‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬أربعة‭ ‬ملفات‭ ‬معقدة‭ ‬أبرزها‭ ‬وقف‭ ‬عبور‭ ‬القوارب‭ ‬الصغيرة‭ ‬عبر‭ ‬القنال،‭ ‬حيث‭ ‬تجاوز‭ ‬عدد‭ ‬الواصلين‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬السلطة‭ ‬خمسين‭ ‬ألف‭ ‬شخص،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬خطط‭ ‬لتشديد‭ ‬القوانين‭ ‬على‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬‮«‬غير‭ ‬النظاميين‮»‬‭ ‬وتفكيك‭ ‬شبكات‭ ‬التهريب‭ ‬الناشطة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬فرنسا‭.‬

ملف‭ ‬الإيواء‭ ‬يشكل‭ ‬بدوره‭ ‬تحدياً‭ ‬ضاغطاً،‭ ‬إذ‭ ‬يقيم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬32‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬لجوء‭ ‬في‭ ‬فنادق‭ ‬مؤقتة،‭ ‬ما‭ ‬فجّر‭ ‬احتجاجات‭ ‬وأحداث‭ ‬عنف‭. ‬وتسعى‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬بدائل‭ ‬مثل‭ ‬الثكنات‭ ‬المهجورة‭ ‬والمساكن‭ ‬الفارغة‭ ‬والمستودعات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إصلاح‭ ‬نظام‭ ‬الاستئناف‭ ‬لتسريع‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬الطلبات‭.‬

كما‭ ‬يتصدر‭ ‬خفض‭ ‬أعداد‭ ‬المهاجرين‭ ‬النظاميين‭ ‬أجندة‭ ‬الحكومة‭ ‬بعد‭ ‬خسارة‭ ‬العمال‭ ‬مقعداً‭ ‬انتخابياً‭ ‬لصالح‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭. ‬ويتعهد‭ ‬كير‭ ‬ستارمر‭ ‬بخفض‭ ‬صافي‭ ‬الهجرة‭ ‬بمائة‭ ‬ألف‭ ‬سنوياً‭ ‬عبر‭ ‬قيود‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬تأشيرات‭ ‬العمل‭ ‬والدراسة‭ ‬واختبارات‭ ‬لغة‭ ‬إضافية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬تواجه‭ ‬اعتراضاً‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬وقطاعات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬ورثت‭ ‬شابانا‭ ‬محمود‭ ‬قراراً‭ ‬مثيراً‭ ‬للجدل‭ ‬بتصنيف‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬Palestine‭ ‬Action‮»‬‭ ‬المناهضة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬منظمة‭ ‬إرهابية،‭ ‬بعد‭ ‬تسببها‭ ‬بأضرار‭ ‬مادية‭ ‬قُدرت‭ ‬بسبعة‭ ‬ملايين‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭. ‬القرار‭ ‬أثار‭ ‬انتقادات‭ ‬حادة‭ ‬بوصفه‭ ‬توسعاً‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تراجع‭ ‬شعبية‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬متعاطفة‭ ‬مع‭ ‬فلسطين،‭ ‬حيث‭ ‬انخفضت‭ ‬أغلبية‭ ‬محمود‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬2024‭ ‬إلى‭ ‬3500‭ ‬صوت‭ ‬فقط‭ ‬أمام‭ ‬مرشح‭ ‬مستقل‭ ‬اتهمها‭ ‬بـ«خذلان‭ ‬أطفال‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

بهذا‭ ‬المشهد‭ ‬المليء‭ ‬بالتحديات‭ ‬تبدو‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬شابانا‭ ‬محمود‭ ‬أمام‭ ‬اختبار‭ ‬سياسي‭ ‬عسير‭ ‬يحدد‭ ‬مستقبل‭ ‬سياسات‭ ‬حكومة‭ ‬ستارمر،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬تشديد‭ ‬القيود‭ ‬وكسب‭ ‬ثقة‭ ‬الناخبين‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا