العدد : ١٧٣٣٣ - السبت ٠٦ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٣ - السبت ٠٦ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

ضحايا الطلاق.. أطفال عالقون بين «الرؤية والحضانة»:
النيابة: مصلحة الطفل أساس أي تحرك قضائي

إعداد‭: ‬إسلام‭ ‬محفوظ

السبت ٠٦ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

51 قضية تنفيذ حق الرؤية أمام نيابة الأسرة في 8 أشهر

رئيس نيابة الأسرة نورة المعلا: نلجأ إلى الحلول الودية قبل الحبس والغرامة 


 

شهدت‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬تحركات‭ ‬نيابية‭ ‬تتعلق‭ ‬بقضايا‭ ‬الحضانة‭ ‬والرؤية‭ ‬للأطفال،‭ ‬بهدف‭ ‬تطبيق‭ ‬المصلحة‭ ‬الفضلى‭ ‬للطفل‭ ‬وحمايته‭ ‬نفسيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لتحقيق‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬الزيارة،‭ ‬وحفظ‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الطفل‭ ‬ووالده‭ ‬أو‭ ‬والدته‭ ‬غير‭ ‬الحاضنين،‭ ‬حيث‭ ‬تناولت‭ ‬المقترحات‭ ‬توسيع‭ ‬أماكن‭ ‬زيارة‭ ‬الوالدين‭ ‬المنفصلين‭ ‬للطفل‭ ‬لتشمل‭ ‬مجمعات‭ ‬تجارية‭ ‬أو‭ ‬مقاهي‭ ‬عائلية‭ ‬أو‭ ‬أماكن‭ ‬ألعاب،‭ ‬كما‭ ‬تضمنت‭ ‬تعديل‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬وتشديد‭ ‬عقوبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬حرض‭ ‬الطفل‭ ‬بأي‭ ‬وسيلة‭ ‬على‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬زيارة‭ ‬أو‭ ‬اصطحاب‭ ‬الطفل‭ ‬للزيارة‭ ‬وفقا‭ ‬لحكم‭ ‬الزيارة‭ ‬الصادر‭ ‬لمحصلته‭.‬

وحرصا‭ ‬من‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬على‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬المهم،‭ ‬التقت‭ ‬رئيس‭ ‬النيابة‭ ‬نورة‭ ‬جمال‭ ‬المعلا‭ ‬رئيس‭ ‬نيابة‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل،‭ ‬التي‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬مباشرة‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬حتى‭ ‬30‭ ‬أغسطس‭ ‬2025،‭ ‬51‭ ‬قضية‭ ‬متعلقة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬حق‭ ‬الرؤية،‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬البحريني‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬عقوبتي‭ ‬الحبس‭ ‬والغرامة‭ ‬جزاءً‭ ‬للطرف‭ ‬الممتنع‭ ‬عن‭ ‬تمكين‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬عن‭ ‬زيارة‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬رؤيته‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬حكم‭ ‬الرؤية،‭ ‬وذلك‭ ‬يعكس‭ ‬مدى‭ ‬اهتمام‭ ‬المشرع‭ ‬البحريني‭ ‬بتمكين‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬والديه‭ ‬وقضاء‭ ‬الوقت‭ ‬اللازم‭ ‬معهما‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ (‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬الدين‭ ‬والأسرة‭) ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ (‬المساس‭ ‬بالأسرة‭) ‬والتي‭ ‬تتعلق‭  ‬بالطفل‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬منع‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬تسليمه‭ ‬لمن‭ ‬حُكِم‭ ‬له‭ ‬بحضانته‭ ‬بموجب‭ ‬حكم‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية‭ ‬المختصة،‭ ‬وبالعودة‭ ‬الى‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ ‬318‭ ‬مكرر‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬البحريني‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬عقوبتي‭ ‬الحبس‭ ‬والغرامة‭ ‬جزاءً‭ ‬للطرف‭ ‬الممتنع‭ ‬عن‭ ‬تمكين‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬عن‭ ‬زيارة‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬رؤيته‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬حكم‭ ‬الرؤية،‭ ‬وذلك‭ ‬يعكس‭ ‬مدى‭ ‬اهتمام‭ ‬المشرع‭ ‬البحريني‭ ‬بتمكين‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬والديه‭ ‬وقضاء‭ ‬الوقت‭ ‬اللازم‭ ‬معهما‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬بالإيجاب‭ ‬على‭ ‬تنشئة‭ ‬الطفل‭ ‬ومراعاة‭ ‬كافة‭ ‬الجوانب‭ ‬المؤثرة‭ ‬على‭ ‬صقل‭ ‬شخصيته‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تحدث‭ ‬المادة‭ ‬318‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬ذاته‭ ‬سالف‭ ‬البيان‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬تسليم‭ ‬الصغير‭ ‬لمن‭ ‬حكم‭ ‬له‭ ‬بحضانته‭ ‬أو‭ ‬حفظه‭ ‬بعد‭ ‬طلبه‭ ‬منه‭ ‬بموجب‭ ‬حكم‭ ‬شرعي‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬يسري‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬المتكفل‭ ‬بالطفل‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬والديه‭ ‬أو‭ ‬الجدين،‭ ‬بحيث‭ ‬جعل‭ ‬المشرع‭ ‬عقوبتي‭ ‬الحبس‭ ‬أو‭ ‬الغرامة‭ ‬جزاءً‭ ‬لمخالفة‭ ‬أحكام‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬تسليم‭ ‬الطفل‭ ‬للحاضن‭.‬

مصلحة‭ ‬الطفل‭ ‬الفضلى

كما‭ ‬أوضحت‭ ‬رئيس‭ ‬نيابة‭ ‬الأسرة‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬باشرت‭ ‬منذ‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬وحتى‭ ‬30‭ ‬أغسطس‭ ‬2025‭ ‬باشرت‭ ‬نيابة‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬التحقيق‭ ‬والتصرف‭ ‬في‭ ‬عدد‭ (‬51‭) ‬قضية‭ ‬متعلقة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬حق‭ ‬الرؤية،‭ ‬وقالت‭ ‬‮«‬إننا‭ ‬كنيابة‭ ‬متخصصة‭ ‬بالتحقيق‭ ‬والتصرف‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الأسرية‭ ‬وتلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالطفل‭ ‬نجعل‭ ‬من‭ ‬معيار‭ ‬تحقيق‭ ‬المصلحة‭ ‬الفُضلى‭ ‬للطفل‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬حال‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬متعلق‭ ‬بالطفل،‭ ‬وعند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬الرؤية‭ ‬والذي‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬يكمُن‭ ‬تنفيذه‭ ‬بحسب‭ ‬المجرى‭ ‬العادي‭ ‬للأمور‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬الطفل‭ ‬ورؤيته‭ ‬لطرفي‭ ‬العلاقة‭ ‬الأسرية‭ - ‬سواء‭ ‬الأم‭ ‬أو‭ ‬الأب‭ -‬،‭ ‬وإذ‭ ‬إننا‭ ‬نحرص‭ ‬في‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬طرفي‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬أبنائهم‭ ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تفعيل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الودية‭ ‬بقدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬وتيسير‭ ‬العقبات‭ ‬وتذليل‭ ‬الصعوبات‭ ‬المانعة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬حكم‭ ‬الرؤية‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬جاعلين‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬وإيقاع‭ ‬العقوبات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬318‭ ‬مكرر‭ ‬والتي‭ ‬أشرنا‭ ‬إليها‭ ‬سلفاً‭ ‬خياراً‭ ‬أخيراً‭ ‬لمواجهة‭ ‬تعنت‭ ‬أحد‭ ‬الأطراف‭ ‬من‭ ‬تمكين‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬زيارة‭ ‬الطفل‭ ‬ورؤيته،‭ ‬إذ‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تُولى‭ ‬قضايا‭ ‬الطفل‭ - ‬ومنها‭ ‬مسألة‭ ‬الزيارة‭ ‬والرؤية‭ - ‬اهتماماً‭ ‬خاصاً‭ ‬وتعاملاً‭ ‬فريداً‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬غايتنا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬ومراعاة‭ ‬مصالحهِ‭ ‬الفضلى‮»‬‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬التنشئة‭ ‬السليمة‭ ‬للطفل‭ ‬تبدأ‭ ‬منذ‭ ‬الصَغر،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬انعكاسات‭ ‬على‭ ‬تنشئة‭ ‬الطفل،‭ ‬وتشكيل‭ ‬شخصيته،‭ ‬وتقويم‭ ‬أخلاقه‭ ‬وسلوكياته،‭ ‬فكلما‭ ‬حرص‭ ‬الوالدين‭ -‬أياً‭ ‬كانت‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقات‭ ‬والخلافات‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬فيما‭ ‬بينهما‭- ‬على‭ ‬إيلاء‭ ‬طفلهما‭ ‬الاهتمام‭ ‬والوقت‭ ‬اللازمين‭ ‬لتنشئته‭ ‬تنشئة‭ ‬سليمة‭ ‬وقويمة‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬ذا‭ ‬انعكاس‭ ‬جلي‭ ‬على‭ ‬مستقبله‭ ‬واختياراته‭ ‬بل‭ ‬وعلى‭ ‬نمط‭ ‬تفكيره‭ ‬وسلوكه‭ ‬وأخلاقياته،‭ ‬فينبغي‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬العلاقة‭ ‬الحرص‭ ‬أيُما‭ ‬حِرص‭ ‬على‭ ‬النأي‭ ‬بأطفالهما‭ ‬عن‭ ‬مكامن‭ ‬الخلافات،‭ ‬وإبراز‭ ‬الصورة‭ ‬المثالية‭ ‬أمام‭ ‬أبنائهم‭.‬

 

مستشار أسري:

منع الرؤية يحطم الطفل نفسيا


أوضح‭ ‬المستشار‭ ‬الزوجي‭ ‬والأسري‭ ‬حمد‭ ‬محمد‭ ‬الخان‭ ‬أن‭ ‬علماء‭ (‬علم‭ ‬النفس‭) ‬اتفقوا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الشخصية‭ ‬تتكون‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬6‭ -‬7‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الطفل،‭ ‬ولذلك‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬ويشاهده‭ ‬ويعيشه‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬شخصيته‭ ‬سلباً‭ ‬أو‭ ‬إيجاباً،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬يسمع‭ ‬الصراخ‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬أمه‭ ‬أو‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬والديه،‭ ‬فهذا‭ ‬قد‭ ‬يجعله‭ ‬يرى‭ ‬كوابيس‭ ‬أو‭ ‬يخاف‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬الأمور‭ ‬أو‭ ‬التأتأة‭ ‬أو‭ ‬التبول‭ ‬اللاإرادي‭ ‬أو‭ ‬انخفاض‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس،‭ ‬وهذه‭ ‬الأمور‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬ولكن‭ ‬كلها‭ ‬مؤشرات‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬ماضٍ‭ ‬مؤلم‭ ‬أو‭ ‬تجارب‭ ‬قاسية‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التأثيرات‭ ‬النفسية‭ ‬تختلف‭ ‬بحسب‭ ‬عمر‭ ‬الطفل‭ ‬وتمييزه،‭ ‬فالطفل‭ ‬الصغير‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬دون‭ ‬7‭ ‬سنوات،‭ ‬لا‭ ‬يستوعب‭ ‬الأمور‭ ‬كلها‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬ولا‭ ‬يميز‭ ‬أو‭ ‬يفهم‭ ‬سبب‭ ‬الخلاف،‭ ‬فربما‭ ‬يتهم‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬يخاف‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬شابه،‭ ‬والطفل‭ ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬عمره‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬فأكثر،‭ ‬يبدأ‭ ‬بالتمييز‭ ‬والفهم‭ ‬والإدراك‭ ‬القليل‭ ‬وربما‭ ‬لا‭ ‬يلوم‭ ‬نفسه‭ ‬لكنه‭ ‬يعيش‭ ‬بين‭ ‬والديه‭ ‬وهما‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬وخلاف‭ ‬مستمر‭ ‬فهذا‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬نظرته‭ ‬للحياة،‭ ‬وللزواج،‭ ‬وأما‭ ‬عند‭ ‬البلوغ‭ ‬فالتأثر‭ ‬غالباً‭ ‬يظهر‭ ‬على‭ ‬النفسي‭ ‬والسلوكي،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬الابن‭ ‬أو‭ ‬البنت‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬يتابعه‭ ‬أو‭ ‬يمنعه‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬أو‭ ‬ينصحه‭ ‬وربما‭ ‬عاش‭ ‬طفولة‭ ‬صعبة‭ ‬فلا‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬والديه‭ ‬في‭ ‬شيء،‭ ‬وهنا‭ ‬ربما‭ ‬يصبح‭ ‬ضحية‭ ‬للمفترسين‭ ‬من‭ ‬الصحبة‭ ‬السيئة‭ ‬والسلوكيات‭ ‬الهدامة‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تدخلهم‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬مظلم،‭ ‬والواقع‭ ‬يشهد‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬ممن‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الأحداث‭ ‬أو‭ ‬دخلوا‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدرات‭ ‬كانت‭ ‬لديهم‭ ‬مشاكل‭ ‬وخلافات‭ ‬أسرية،‭ ‬ويتأثر‭ ‬أحد‭ ‬الوالدين‭ ‬أو‭ ‬كلاهما‭ ‬خصوصا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬حرمان‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬الوالدان‭ ‬الى‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬والنزاع‭ ‬والصراع‭ ‬والانتقام‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬بعد‭ ‬الطلاق،‭ ‬وما‭ ‬ذنب‭ ‬الأبناء‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬والديهم؟‭! ‬لا‭ ‬ذنب‭ ‬لهم‭!‬

ويوضح‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬الطلاق‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬العلاقة‭ ‬الوالدية،‭ ‬وأن‭ ‬الأبناء‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬ذنب‭ ‬في‭ ‬خلافاتهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬وأنهم‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬والديهم‭ ‬ودعمهم‭ ‬وتوجيههم‭ ‬وقربهم‭ ‬وتنشئتهم‭ ‬تنشئة‭ ‬صالحة‭ ‬سوية‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬العقد‭ ‬والاضطرابات‭ ‬النفسية،‭ ‬وأنه‭ ‬ليس‭ ‬عيباً‭ ‬أن‭ ‬يستشير‭ ‬الوالدان‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الزواج‭ ‬والأسرة‭ ‬قبل‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القضايا‭ ‬والصراع،‭ ‬وأما‭ ‬الأطفال‭ ‬فهم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬والديهم‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬العلاقة‭ ‬الوالدية‭ ‬قائمة‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬الطلاق،‭ ‬فيكون‭ ‬الاحترام‭ ‬والتفهم‭ ‬والتقدير‭ ‬وعدم‭ ‬تشويه‭ ‬صورة‭ ‬الأب‭ ‬أو‭ ‬الأم‭ ‬امامهم‭ ‬وقضاء‭ ‬وقت‭ ‬معهم‭ ‬ونعلم‭ ‬الأطفال‭ ‬الحديث‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬المشاعر‭ ‬وأنهم‭ ‬يشقون‭ ‬طريقهم‭ ‬الى‭ ‬النجاح‭ ‬والتطور‭ ‬والتميز‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬الماضي‭.‬

 

محامون يطالبون بالضبطية القضائية

لموظفي المراكز الاجتماعية لتنفيذ الرؤية


المحامون‭ ‬كونهم‭ ‬طرفا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬ومن‭ ‬واقع‭ ‬تنفيذ‭ ‬الرؤية‭ ‬والحضانة‭ ‬أشاروا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬الرؤية‭ ‬والحضانة‭ ‬تستدعي‭ ‬وضع‭ ‬حلول‭ ‬سواء‭ ‬التشريعية‭ ‬أو‭ ‬التطبيقية‭ ‬بسبب‭ ‬خلافات‭ ‬كثيرة‭ ‬داخل‭ ‬المراكز‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬الأبوين‭ ‬أثناء‭ ‬تنفيذ‭ ‬الزيارة‭ ‬ورفض‭ ‬الابناء‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الزيارة‭ ‬سواء‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬مجاملة‭ ‬لأحد‭ ‬والديه‭.‬

حيث‭ ‬اقترحوا‭ ‬منح‭ ‬موظفي‭ ‬المركز‭ ‬الاجتماعي‭ ‬سلطة‭ ‬الضبط‭ ‬القضائي‭ ‬بحيث‭ ‬يمنحهم‭ ‬القانون‭ ‬رخصة‭ ‬ضبط‭ ‬اي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التعدي‭ ‬أثناء‭ ‬تنفيذ‭ ‬الزيارة‭ ‬وتحرير‭ ‬محاضر‭ ‬وإحالتها‭ ‬الى‭ ‬نيابة‭ ‬الاسرة‭ ‬والطفل‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬شرطة‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنظيم‭ ‬الزيارة‭ ‬وإخضاع‭ ‬الأطفال‭ ‬لدورات‭ ‬تأهيلية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تفكك‭ ‬الأسرة‭ ‬وتنظيم‭ ‬أنشطة‭ ‬دورية‭ ‬وصيفية‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الزيارة‭ ‬لهم‭ ‬داخل‭ ‬المركز‭ ‬حتى‭ ‬يألفون‭ ‬المكان‭ ‬ويعتادون‭ ‬عليه‭.‬

حيث‭ ‬يقول‭ ‬المحامي‭ ‬أحمد‭ ‬الشيخ‭: ‬إنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬تشريعات‭ ‬واضحة‭ ‬تنظم‭ ‬الزيارة،‭ ‬فإن‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭ ‬يشهد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعوقات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تنال‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬الزيارة‭ ‬بالنحو‭ ‬الطبيعي،‭ ‬ويعود‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬تغليب‭ ‬أحد‭ ‬الوالدين‭ ‬أو‭ ‬كلاهما‭ ‬للطابع‭ ‬الشخصي‭ ‬والعاطفي‭ ‬بإحالة‭ ‬الخلافات‭ ‬الخاصة‭ ‬بهما‭ ‬الى‭ ‬الأولاد،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الأولاد‭ ‬ضحية‭ ‬للوالدين‭ ‬ويؤثر‭ ‬وبشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الطفل‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬ولربما‭ ‬الأكاديمية‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬تُسند‭ ‬الحضانة‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬الأبوين‭ ‬‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬للأم‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬نشأة‭ ‬الطفل‭ ‬‭ ‬ويُمنح‭ ‬الأب‭ ‬حق‭ ‬زيارة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬محددة،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬الحق‮»‬‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬يتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬الوالدين،‭ ‬فتُعطّل‭ ‬الزيارات،‭ ‬وتُستخدم‭ ‬كوسيلة‭ ‬للضغط‭ ‬أو‭ ‬الانتقام،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اعتبار‭ ‬للأثر‭ ‬النفسي‭ ‬الذي‭ ‬يتركه‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬على‭ ‬الطفل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعمد‭ ‬الحاضن‭ ‬منع‭ ‬الزيارة‭ ‬أو‭ ‬تقيدها‭ ‬بذرائع‭ ‬غير‭ ‬منطقية‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬المعوقات‭ ‬التي‭ ‬تنال‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬الزيارة،‭ ‬كادعاء‭ ‬عدم‭ ‬رغبة‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬والده‭ ‬او‭ ‬التذرع‭ ‬بالانشغال‭ ‬او‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬السلبي،‭ ‬ويضيف‭ ‬أن‭ ‬بث‭ ‬أفكار‭ ‬غير‭ ‬عقلانية‭ ‬للأولاد‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬الوالدين‭ ‬عن‭ ‬الآخر‭ ‬وتشويه‭ ‬صورته‭ ‬لديهم‭ ‬ابتغاء‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬تقبل‭ ‬الأولاد‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تواصلهم‭ ‬معه‭ ‬ابتغاء‭ ‬التفرد‭ ‬بهم،‭ ‬وممكن‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬التلقين‭ ‬والتأثير‭ ‬والتشويه‭ ‬من‭ ‬كلاهما،‭ ‬وبالمجمل‭ ‬العام‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬الشاذة‭ ‬تولد‭ ‬لدى‭ ‬الأولاد‭ ‬صراعًا‭ ‬داخليًا‭ ‬وخللًّا‭ ‬في‭ ‬تكوينه‭ ‬العاطفي‭ ‬والثقافي‭ ‬بسبب‭ ‬المدخلات‭ ‬الخاطئة‭ ‬التي‭ ‬يدسها‭ ‬أحد‭ ‬الوالدين‭ ‬إليه‭.‬

كما‭ ‬تضيف‭ ‬المحامية‭ ‬زينب‭ ‬السيد‭ ‬جواد‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬ممن‭ ‬لهم‭ ‬حق‭ ‬الرؤية‭ ‬يواجهون‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مواعيد‭ ‬الزيارة‭ ‬المتفق‭ ‬عليها،‭ ‬بشكل‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬الأطفال،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬قد‭ ‬يشعر‭ ‬أحد‭ ‬الأبوين‭ ‬بالظلم‭ ‬نتيجة‭ ‬الحكم‭ ‬القضائي‭ ‬الذي‭ ‬منح‭ ‬الحضانة‭ ‬للطرف‭ ‬الآخر،‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬يتجنب‭ ‬الالتزام‭ ‬بمواعيد‭ ‬الزيارة‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الانتقام‭ ‬او‭ ‬يكون‭ ‬القلق‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الطفل‭ ‬هو‭ ‬الدافع‭ ‬وراء‭ ‬عدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الزيارة،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬المتابعة‭ ‬لساحات‭ ‬المحاكم‭ ‬يكون‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الرؤية‭ ‬راجع‭ ‬الى‭ ‬تعنت‭ ‬الابوين‭ ‬وقليلاً‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬سببه‭ ‬الطفل‭ ‬ذاته‭.‬

 

 

رجال دين:

منع الرؤية حرام شرعا


أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬الشيخ‭ ‬زياد‭ ‬السعدون‭ ‬المأذون‭ ‬الشرعي‭ ‬والوسيط‭ ‬الشرعي،‭ ‬ان‭ ‬الانفصال‭ ‬بين‭ ‬الزوجين،‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬اجتماعية‭ ‬ونفسية،‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أبداً‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬روابط‭ ‬الأبوة‭ ‬أو‭ ‬الأمومة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشرع‭ ‬الحنيف‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب؛‭ ‬فهو‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬الروابط‭ ‬وصلة‭ ‬الرحم،‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬وَلَا‭ ‬تَنسَوُا‭ ‬الْفَضْلَ‭ ‬بَيْنَكُمْ‭) ‬‮«‬البقرة‭: ‬237‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬سبحانه‭: (‬وَتَعَاوَنُوا‭ ‬عَلَى‭ ‬الْبِرِّ‭ ‬وَالتَّقْوَى‭ ‬وَلَا‭ ‬تَعَاوَنُوا‭ ‬عَلَى‭ ‬الْإِثْمِ‭ ‬وَالْعُدْوَانِ‭) ‬‮«‬المائدة‭: ‬2‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬السنة‭ ‬النبوية،‭ ‬قول‭ ‬الرسول‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭: ‬‮«‬من‭ ‬فرَّق‭ ‬بين‭ ‬والدةٍ‭ ‬وولدِها‭ ‬فرَّق‭ ‬اللهُ‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬أَحِبَّتِه‭ ‬يومَ‭ ‬القيامةِ‮»‬‭ ‬وقال‭ ‬الرسول‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭: ‬‮«‬كلُّكُم‭ ‬راعٍ،‭ ‬وكلُّكُم‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬رعيته‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬توجيه‭ ‬صريح‭ ‬بأن‭ ‬المسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬الأبناء‭ ‬مستمرة،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الأبوين،‭ ‬لذا‭ ‬يحرم‭ ‬على‭ ‬الحاضن‭ ‬أن‭ ‬يحرم‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬الوالد‭ ‬أو‭ ‬الوالدة‭ ‬الذي‭ ‬ليست‭ ‬لديه‭ ‬حضانة،‭ ‬بل‭ ‬يأثم‭ ‬مرتين،‭ ‬مرة‭ ‬لحرمان‭ ‬الطفل‭ ‬ومرة‭ ‬لحرمان‭ ‬الاب‭ ‬مثلاً‭.‬

كما‭ ‬أوضح‭ ‬د‭. ‬ياسر‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬المحميد‭ ‬دكتور‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬عضو‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬الشرعية‭ ‬السنية‭ ‬سابقاً،‭ ‬خطيب‭ ‬جامع‭ ‬كانو‭ ‬بالمحرق،‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬مراعاته‭ ‬بعد‭ ‬الطلاق‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬الأبناء‭ ‬بعيدين‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬الخلافات،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬الطلاق‭ ‬إلى‭ ‬وسيلة‭ ‬لتعذيبهم‭ ‬نفسيًا‭ ‬أو‭ ‬حرمانهم‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬والديهم‭ ‬فالطفل‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬حنان‭ ‬أمه‭ ‬ورعاية‭ ‬أبيه‭ ‬معًا،‭ ‬وأي‭ ‬مساس‭ ‬بهذا‭ ‬الحق‭ ‬يترك‭ ‬أثرًا‭ ‬سلبيًا‭ ‬على‭ ‬تكوينه‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭.‬

والأب،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هو‭ ‬الحاضن،‭ ‬يبقى‭ ‬وليًّا‭ ‬مسؤولًا‭ ‬عن‭ ‬أبنائه،‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬التربية‭ ‬والتوجيه‭ ‬والمتابعة،‭ ‬وهي‭ ‬ولاية‭ ‬أقرّها‭ ‬الشرع‭ ‬وأكدتها‭ ‬القوانين‭ ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬على‭ ‬الأم‭ ‬الحاضنة‭ ‬أن‭ ‬تتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأب‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬الزيارة،‭ ‬وأن‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬مصلحة‭ ‬للأبناء‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حقًا‭ ‬للأب‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬حسن‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المطلقين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬التزام‭ ‬قانوني،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬عبادة‭ ‬يُتقرب‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬الله،‭ ‬وصورة‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬الرحمة‭ ‬التي‭ ‬تحفظ‭ ‬للأبناء‭ ‬استقرارهم‭ ‬العاطفي،‭ ‬وتغرس‭ ‬فيهم‭ ‬الثقة‭ ‬بأنهم‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬موضع‭ ‬حب‭ ‬ورعاية‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الوالدين،‭ ‬مهما‭ ‬فرقت‭ ‬الظروف‭ ‬بينهما‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا