كتبت: زينب علي
تواصل مملكة البحرين ترسيخ موقعها كدولة رائدة إقليميًا في مجالات التعليم الذكي والتحول الرقمي، عبر مبادرات استراتيجية رائدة أطلقتها وزارة التربية والتعليم ضمن رؤية وطنية شاملة لتطوير المنظومة التعليمية، وتحديث أدواتها بما يواكب متطلبات القرن الحادي والعشرين.
ومن أبرز هذه المبادرات مشروع «مدارس المستقبل» الذي جاء بتوجيهات سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، عام 2004، كخطوة محورية نحو التمكين الرقمي في التعليم. وشهد المشروع ربط جميع المدارس الحكومية بشبكة الإنترنت وتزويدها بالأجهزة الذكية والبرمجيات التعليمية، في نقلة نوعية هدفت إلى دمج التكنولوجيا في بيئة التعلم.
كما نجحت الوزارة في تنفيذ مشروع «التمكين الرقمي في التعليم» على مستوى وطني، من خلال تطوير البنية التحتية لجميع المدارس، وتوفير شبكة EduNet التي تتيح الإنترنت المجاني للطلبة والمعلمين، إلى جانب منصات تعليمية إلكترونية متطورة توفر محتوى تفاعليًا يعزز التواصل بين أطراف العملية التعليمية.
إنجازات عالمية
توجت هذه الجهود بحصول البحرين على المركز الأول عربيًا والثالث عالميًا في عدد المدارس المعتمدة ضمن برنامج «المدارس الحاضنة للتكنولوجيا» التابع لشركة مايكروسوفت العالمية، حيث بلغ عدد المدارس البحرينية المدرجة في التصنيف 61 مدرسة، من بينها مدارس حافظت على الاعتماد لأربع سنوات متتالية، ما يعكس قوة البنية الرقمية وكفاءة الكوادر التربوية الوطنية.
تطوير المناهج والمهارات المستقبلية
وفي إطار التحديث المستمر، شهدت المناهج الدراسية دمج مفاهيم الاقتصاد الرقمي، وريادة الأعمال، والذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تنمية التفكير النقدي، وحل المشكلات، والعمل الجماعي، فضلًا عن إدراج وحدات تعليمية مرتبطة بالتنمية المستدامة والوعي البيئي، بما يتماشى مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
دعم التعليم العالي والتدريب المهني
امتد الاهتمام بالتطوير إلى التعليم العالي والتدريب المهني، حيث تقدم الجامعات الوطنية برامج متقدمة في علوم الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات، مدعومة بشراكات محلية ودولية. كما تطرح كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) برامج متخصصة في مجالات الحكومة الإلكترونية، والبرمجة، وتحليل البيانات، لتعزيز توجه المملكة نحو اقتصاد المعرفة.
جائزة عالمية باسم البحرين
وفي إطار الحضور الدولي المتنامي، تستضيف المملكة جائزة «جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم» التي تمنحها منظمة اليونسكو سنويًا لتكريم المبادرات المتميزة عالميًا في مجال التعليم الإلكتروني.
وتبرهن التجربة البحرينية أن الرؤية الواضحة والاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتنمية الكفاءات البشرية، كفيلة بتمكين الدول من تحقيق تأثير عالمي في قطاع التعليم، ووضع المتعلم في قلب العملية التعليمية، بما يؤهله لقيادة المستقبل بثقة واقتدار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك