مبرات وجمعيات محلية تتنافس على مبادرات الخير
يحتفي العالم في الخامس من سبتمبر سنويًا باليوم الدولي للعمل الخيري وذلك تقديرًا لجهود المؤسسات والفرق والأفراد حول العالم بجهودهم النبيلة في عمل الخير، وتعتبر مملكة البحرين من الدول السباقة في تقديم يد العون على الصعيد المحلي والدولي، وفي هذا السياق قدمت البحرين مختلف التسهيلات وسن التشريعات لممارسة الأنشطة الخيرية على أرضها لتتخطى هذه الأعمال النبيلة حدودها لتصل يد العون الى المحتاجين في مختلف الدول.
ومن المؤسسات المحلية التي كان لها دور في تشجيع عمل الخير هي المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية التي تعتبر المظلة الوطنية للعمل الخيري التي توّفر الرعاية الشاملة وتمكين الأيتام والأرامل والفئات المستفيدة إلى جانب تنفيذ المبادرات التنموية والمشاريع الإغاثية العاجلة.
وللمؤسسة مشاريع متنوعة تهدف الى تلبية الاحتياجات المختلفة للفئات المستهدفة في البحرين بما في ذلك التعليم والصحة والترفيه والتخفيف من أعباء المعيشة من خلال التبرع لمرة واحدة والتبرع الشهري، حيث طرحت خيارات متعددة للتبرّع لمرة واحدة مثل التبرع العام، ومضخات الأنسولين وزكاة المال، والتبرّع للأسر المنتجة لتمكين هذه الأسر من تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقرار، والتبرّع للمشاريع الصحية التي تتضمن تقديم مساعدات مالية في خفض نفقات العلاج لذوي الدخل المحدود.
ومن مبادرات الخير التابعة للمؤسسة هي التبرع للغارمين وذلك لتخفيف العبء المالي للديون على الأسر التي تمر بأزمات مالية، والتي قد تؤدّي إلى الحرمان من رب الأسرة بسبب أحكام قضائية بالحبس ترتبت على مديونياتهم، والتبرع للمشاريع التعليمية التي توّفر مقاعد للأيتام في رياض الأطفال والمدارس الخاصة، بالإضافة إلى المنح والبعثات على المستوى الجامعي.
كما طرحت المؤسسة خدمة التبرع للتأثيث والأجهزة الكهربائية للإسهام في تأثيث منازل الأرامل، أو توفير الأجهزة الكهربائية الأساسية، مثل الثلاجات ومكيفات الهواء والغسالات. والإسهام في توفير بيئة معيشية كريمة لهذه الفئة.
118 جمعية ومؤسسة خيرية
ومن المؤسسات الحكومية التي سعت لمد يد العون الى مختلف أطياف المجتمع البحريني وتوفير الخدمات والتسهيلات لتغطية احتياجات مختلف أفراد المجتمع هي وزارة التنمية الاجتماعية التي أظهرت آخر إحصاءاتها وجود 118 جمعية ومؤسسة خيرية من أصل 661 جهة أهلية مسجلة في الوزارة لتكون أكثر المؤسسات تسجيلًا بين جمعيات المجتمع المدني الموجودة في الوزارة.
وتنوعت أنشطة هذه الجمعيات الخيرية لتسهم في سد مختلف الاحتياجات مثل كفالة اليتيم، والصدقة، والإسهام في علاج المرضى وترميم البيوت ومساعدة الطلبة المحتاجين، وترميم المساجد وإصلاح المقابر، بالإضافة الى إقامة سفر إفطار الصائمين في المساجد للمصلين في شهر رمضان مبارك، ولم يقتصر عمل الخير على الصعيد المحلي بل سعت العديد من الجمعيات الخيرية لمد يد العون في الدول الفقيرة عبر بناء المدارس والمساجد والآبار وإرسال مساعدات إغاثية.
المنصة الوطنية للتطوع
كما أطلقت المملكة العديد من المبادرات لتشجيع العمل الخيري والتطوعي، ومنها تدشين المنصة الوطنية للتطوع والتي تجمع الفرص التطوعية المتوافرة في مملكة البحرين في مختلف المجالات، وتوفر للراغبين في التطوع امكانية الاطلاع على تفاصيل المشاركة والتسجيل فيها، وتأتي المنصة الوطنية للتطوع ضمن المشاريع الفائزة في مسابقة الابتكار الحكومي »فكرة« والتي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إيمانًا من الحكومة بالشراكة والتطوير، وتحفيز الإبداع والابتكار لدى موظفي القطاع الحكومي.
وتنوّعت مجالات التطوّع لتشمل العمل الميداني والقطاع الطبي، حيث أظهرت الأرقام التي تم نشرها في وقت سابق إلى تطوّع أكثر من 30 ألف من أبناء الوطن عبر المنصة الوطنية والذين تنوعت اختصاصاتهم في المجال الطبي وفي المهتمين بالأعمال الميدانية، وقد أشارت وزارة الصحة إلى تطوّع 5800 في المجال الصحي لمكافحة الجائحة.
مؤسسة المبرة الخليفية
وكان للمبرات المحلية دور بارز في مد العون الى المحتاجين في مختلف المجالات، ومن بينها المساعدات التعليمية والإسهاممة في بناء مستقبل الفئات المستهدفة، ومن بينها مؤسسة المبرة الخليفية، حيث تمكنت في العام الدراسي 2025 – 2026 من تقديم 490 منحة، دعم 66 مقعدًا، وتسجيل 152 طالبًا، وتمكنت المبرة من تخريج 249 طالبًا وتقديم 20 منحة طب بحسب آخر إحصائياتها التي حصلت عليها «أخبار الخليج».
«كاف الإنسانية»
وبالنسبة الى الجمعيات المحلية فقد لعبت «كاف الإنسانية» والتابعة لجمعية الإصلاح دورًا بارزًا في تقديم يد الخير للمحتاجين وبحسب احصائياتها للعام الماضي لمشاريع الأسر المتعففة داخل البحرين فقد تمكنت الجمعية من تقديم مختلف خدماتها المحلية لـ25952 مستفيدًا منهم 4842 مستفيدًا من المساعدات النقدية، و15660 مستفيدًا من المساعدات الغذائية، و1736 مستفيدًا من المساعدات التعليمية، و1080 مستفيدًا من المساعدات المنزلية.
كما استفاد 912 شخصًا من خدمة تسديد ديون الغارمين، و606 أشخاص من مساعدات الزواج، و402 مستفيد من مساعدات الإيجار، وتم ترميم 198 منزلًا خلال العام الماضي، وتم رصد 231 طفلًا من العقائق، و80 مستفيدًا من المساعدات العلاجية وتمكنت الجمعية من رعاية 55 مسنًا في العام الماضي، وبلغت كلفة مشاريع «كاف الإنسانية» في البحرين خلال العام الماضي أكثر من مليون و455 ألف دينار بحريني تضمنت المشاريع الموسمية كذلك.
وبالنسبة الى المشاريع الموسمية في مملكة البحرين فقد استفاد منها 78225 شخصًا تنوعت ما بين زكاة الفطر التي سجلت 6811 مستفيدًا خلال العام الماضي، و11490 مستفيدًا من مشروع الأضاحي، وتم رصد 58328 مستفيدًا من مشروع إفطار صائم، وتم تقديم 1204 ضمن هدايا وكسوة، بالإضافة إلى منح 392 ضمن عيدية يتيم.
وخلال العام الماضي قامت «كاف الريادة» التابعة للجمعية بتدريب 2397 من الأسر المتعففة في عدّة مجالات، وإكسابهم مهارات حياتية لتحقيق مصدر دخل دائم لهم، وتنظيم خمسة برامج تدريبية في ريادة الأعمال للأطفال، وتدشين حاضنتي أسر منتجة في مراكز الخدمات والتبرعات التابعة لـ«كاف الإنسانية» في المحرق والحد، واحتضان وتطوير جزئي لخمسين مشروعا من مشاريع الأسر المنتجة وإطلاق مبادرة لترويج مشاريع «كاف الريادة» عبر تطبيق «جاهز» استفاد من هذه المبادرة 40 مشروعًا.
وكان للجمعيات الأخرى مثل جمعية كرباباد الخيرية الاجتماعية دور بارز في تقديم الخير في البحرين عبر مختلف الأنشطة، ومن بينها استحداث لجنة دعم الطالب باعتبار التعليم الاستثمار الحقيقي للفرد، حيث تعمل اللجنة على تمكين الطلبة من مختلف الأعمار من خلال دعمهم بالمنح ودروس التقوية والتشجيع والتطوير المستمر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك