رجال أعمال: الراحل كان داعما للثقافة والمعرفة ومؤمنا بدور الفكر في بناء الأوطان
مسؤولون: إرث باق من الخير والثقافة والوفاء ومناقب لا تغيب
الراحل كان مثالاً للرجل الوطني المخلص الذي كرّس حياته لخدمة المجتمع
تغطية: فاضل منسي
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
شيّع المئات من المواطنين والمقيمين عصر يوم أمس جثمان الوجيه خالد بن محمد كانو إلى مثواه الأخير في مقبرة المنامة، وسط حضور لافت تقدّمه عدد من الوزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال والمثقفين، إضافة إلى شخصيات اجتماعية وجموع غفيرة من أبناء البحرين الذين حرصوا على توديع شخصية وطنية بارزة ارتبط اسمها بالعطاء والعمل الخيري والثقافي عقودا طويلة.
وقد ساد الحزن أجواء التشييع، في مشهد يعكس المكانة الكبيرة التي حظي بها الفقيد في قلوب أبناء الوطن، حيث اعتبره كثيرون رمزاً للعطاء الإنساني والوفاء الوطني.
وأكد المشيعون أن الفقيد ترك أثرًا ملموسًا في حياتهم وحياة المجتمع ككل، من خلال مشاريعه الخيرية والثقافية والإنسانية التي امتدت عقودا. وقالوا: كل من عرفه أو استفاد من عطائه يعلم أن البحرين فقدت اليوم رجلًا عظيمًا أحب وطنه وأبناء شعبه بصدق.
وأشار آخرون إلى أن الحزن الذي شعروا به كان يعكس محبة المجتمع للفقيد وتقديره لكل ما قدمه من خير وعطاء، وأن ذكراه ستظل حية في قلوب الجميع.
وأكد الرئيس السابق لغرفة تجارة وصناعة البحرين عصام فخرو أن الراحل كان مثالاً للرجل الوطني المخلص، الذي كرّس حياته لخدمة المجتمع، مشيرين إلى أنه قدّم نموذجاً في الجمع بين النجاح في الأعمال والحرص على المسؤولية الاجتماعية.
وقال: فقدنا اليوم شخصية عُرفت بالتواضع والإخلاص، وأسهمت بشكل بارز في تعزيز مسيرة البحرين الاقتصادية والاجتماعية.
وأشاد بالدور الكبير الذي أداه الفقيد في دعم الاقتصاد الوطني وتطوير قطاع الأعمال في المملكة، لافتين إلى إسهاماته الفعّالة في الغرف التجارية والأنشطة الاستثمارية.
وأكد: الراحل لم يكن رجل أعمال فقط، بل كان صاحب رؤية تنموية، وحرص على أن ينعكس نجاحه على المجتمع من خلال مبادراته الخيرية.
وتحدث باسم بن يعقوب الحمر رئيس جهاز المساحة والتسجيل العقاري قائلا: إن خالد كانو سيظل اسمه مرتبطًا بالنجاحات الاقتصادية والإنجازات المجتمعية، وعرف الفقيد برؤيته الثاقبة وحنكته في تطوير المشاريع الاستثمارية.
وأضاف: لم يقتصر دور الفقيد على الأعمال التجارية فحسب، بل كان ناشطًا في المجال الخيري والاجتماعي، داعمًا للمبادرات الثقافية والتعليمية وجسد في مسيرته المهنية قيم الالتزام والتميز والعمل بروح المسؤولية، ما جعله قدوة لكل من عرفه أو عمل معه.
ونوه رجل الأعمال عارف هجرس بدعم خالد كانو للمشاريع الثقافية والفكرية، واهتمامه برعاية الفعاليات والمبادرات التي تعزز من مكانة البحرين كمركز إشعاع حضاري وثقافي في المنطقة.
وقال: لقد كان حاضراً في كل مبادرة تهدف إلى نشر الوعي والمعرفة، ومؤمناً بأن الثقافة ركيزة أساسية في بناء المجتمع.
كما استذكر هجرس مبادرات الفقيد الإنسانية، مؤكداً أنه كان قريباً من الناس، ولمسنا إنسانيته في مواقف عديدة، وكان دوماً سبّاقاً لفعل الخير.
واختتمت مراسم التشييع برفع أكف الدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، فيما تقدّم المشاركون بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة آل كانو الكرام، داعين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
وبرحيل الوجيه خالد كانو تفقد البحرين شخصية استثنائية جسدت معاني الوفاء والعطاء، وسيبقى اسمه حاضراً في ذاكرة الوطن باعتباره أحد أعمدة العمل الخيري والثقافي والاقتصادي.
كلمة وداع
قال السيد عبدالعزيز الأحمد، الرئيس التنفيذي للحسابات الاستراتيجية في بنك البحرين الوطني، في وداع رئيس مجلس إدارة شركة يوسف بن أحمد كانو المغفور له بإذن الله خالد محمد كانو رحمه الله: «لقد كان لي الشرف أن أعمل مع هذه العائلة الكريمة، عائلة كانو، طوال سنوات مضت، سواء على مستوى الشركة أو على مستوى الأفراد. وكنت في غاية السعادة وأنا أتعامل معهم بأسلوبهم الراقي وطريقتهم المتميزة في التفكير التجاري والإداري.
إن عائلة كانو لا تفكر في ذاتها فقط، بل تحمل دائمًا روح الشراكة الحقيقية، وتضع مصلحة شركائها وعلاقتها بالبنك في أولوية اهتمامها. وقد لمست منهم التفهّم والاحترام في كل المواقف، وكيف لا يكون ذلك وهم أصحاب الأيادي البيضاء جيلاً بعد جيل.
لقد تشرفت بالتعامل مع رجالات هذه العائلة الأفاضل، من أمثال المغفور لهم بإذن الله: أحمد كانو، وعبدالله كانو، وعبدالعزيز كانو، وعبداللطيف كانو مؤسس بيت القرآن وكلهم كانوا مثالاً للأخلاق الرفيعة والتواضع الجم. وكذلك الحال مع أبناء المرحوم الأستاذ نبيل كانو، والدكتور فيصل كانو، وأبناء الوجيه فوزي كانو: أحمد، طلال، وفهد، الذين واصلوا نفس النهج الكريم في التعامل.
ما ميّز هذه العائلة أن تعاملها لم يكن يقتصر على الكبار، بل كان يمتدّ حتى مع أصغر الموظفين، بروح من التقدير والاحترام طوال السنوات الماضية، وهو ما يعكس أصالة معدنهم.
برحيل الفقيد الغالي، خسرنا جميعًا قامة رفيعة ورمزًا من رموز البحرين الاقتصادية والاجتماعية، ولكن عزاءنا أن إرثه الطيب سيبقى في عائلته الكريمة وأبنائه البررة.
رحم الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا جميعًا الصبر والسلوان».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك