العدد : ١٧٣٢٩ - الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٢٩ - الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

ألوان

دراسة: مفتاح علاج السرطان البشري قد يكون مخبأ في القطط المنزلية

الأحد ٣١ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬تطور‭ ‬علمي‭ ‬مثير،‭ ‬كشفت‭ ‬دراسة‭ ‬جديدة‭ ‬أن‭ ‬علاجا‭ ‬مستهدفا‭ ‬مبتكرا‭ ‬لسرطان‭ ‬الرأس‭ ‬والرقبة‭ ‬في‭ ‬القطط‭ ‬قد‭ ‬يحمل‭ ‬المفتاح‭ ‬لتطوير‭ ‬علاجات‭ ‬مماثلة‭ ‬للبشر‭.‬

وركزت‭ ‬الدراسة‭ ‬على‭ ‬سرطان‭ ‬الخلايا‭ ‬الحرشفية‭ ‬في‭ ‬الرأس‭ ‬والرقبة‭ (‬HNSCC‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬مرض‭ ‬شرس‭ ‬يصيب‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬والقطط،‭ ‬ويتميز‭ ‬بصعوبة‭ ‬العلاج‭ ‬وسوء‭ ‬التشخيص‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬وفي‭ ‬القطط،‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬هذا‭ ‬التشخيص‭ ‬إلى‭ ‬الوفاة‭ ‬خلال‭ ‬2‭-‬3‭ ‬أشهر‭ ‬فقط‭.‬

وما‭ ‬يجعل‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬فريدة‭ ‬اختبار‭ ‬دواء‭ ‬مستهدِف‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬صمم‭ ‬خصيصا‭ ‬لاستهداف‭ ‬جزيء‭ ‬STAT3‭ - ‬وهو‭ ‬جزيء‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬الجيني‭ ‬ويلعب‭ ‬دورا‭ ‬حاسما‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأورام‭ ‬الصلبة‭ ‬والسائلة،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬سرطان‭ ‬الرأس‭ ‬والرقبة‭.‬

وشملت‭ ‬التجربة‭ ‬20‭ ‬قطا‭ ‬مصابا‭ ‬بالمرض،‭ ‬وكانت‭ ‬النتائج‭ ‬مذهلة‭. ‬فقد‭ ‬أظهر‭ ‬7‭ ‬قطط‭ (‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الثلث‭) ‬استجابة‭ ‬إيجابية‭ ‬للعلاج‭ ‬إما‭ ‬بتراجع‭ ‬الجزئي‭ ‬للورم‭ ‬أو‭ ‬استقرار‭ ‬المرض،‭ ‬مع‭ ‬آثار‭ ‬جانبية‭ ‬طفيفة‭ ‬فقط‭.‬

وتبرز‭ ‬قصة‭ ‬القط‭ ‬‮«‬جاك‮»‬‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ (‬أحد‭ ‬القطط‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭) ‬نجاح‭ ‬العلاج‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭. ‬فبعد‭ ‬تشخيصه،‭ ‬توقع‭ ‬الأطباء‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يعيش‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬6‭-‬8‭ ‬أسابيع‭. ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬العلاج‭ ‬الأسبوعي،‭ ‬تحسنت‭ ‬أعراضه‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ (‬خاصة‭ ‬التهاب‭ ‬العين‭ ‬المائي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭)‬،‭ ‬وعاش‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬أشهر‭ ‬إضافية‭ - ‬وهي‭ ‬فترة‭ ‬كافية‭ ‬ليشهد‭ ‬فيها‭ ‬مناسبات‭ ‬عائلية‭ ‬مهمة‭.‬

ومن‭ ‬الناحية‭ ‬العلمية،‭ ‬كشفت‭ ‬الدراسة‭ ‬آليتين‭ ‬رئيسيتين‭ ‬لعمل‭ ‬الدواء‭: ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬تثبيط‭ ‬نشاط‭ ‬جزيء‭ ‬STAT3،‭ ‬والثانية‭ ‬هي‭ ‬زيادة‭ ‬مستويات‭ ‬بروتين‭ ‬PD-1‭ ‬المرتبط‭ ‬بالاستجابة‭ ‬المناعية‭ ‬ضد‭ ‬السرطان‭.‬

ويوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬دانيال‭ ‬جونسون‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬في‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬الكشف‭: ‬‮«‬لطالما‭ ‬كان‭ ‬استهداف‭ ‬عوامل‭ ‬النسخ‭ ‬مثل‭ ‬STAT3‭ ‬أمرا‭ ‬صعبا‭ ‬للغاية‭. ‬وهذه‭ ‬الدراسة‭ ‬تثبت‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬ممكنا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مفتاحا‭ ‬لعلاجات‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية‮»‬‭.‬

والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تبرز‭ ‬الدراسة‭ ‬قيمة‭ ‬نموذج‭ ‬البحث‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الحيوانات‭ ‬المصاحبة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الفئران‭ ‬المخبرية‭. ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬الدكتورة‭ ‬جنيفر‭ ‬غرانديس،‭ ‬إحدى‭ ‬الباحثات‭ ‬الرئيسيات‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬مواردنا‭ ‬المحدودة،‭ ‬ويقدم‭ ‬نماذج‭ ‬بحثية‭ ‬أكثر‭ ‬موثوقية،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يساعد‭ ‬حيوانات‭ ‬الناس‭ ‬الأليفة‮»‬‭.‬

وهذه‭ ‬الدراسة‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬مجرد‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬سرطان‭ ‬الرأس‭ ‬والرقبة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تحول‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬منهجية‭ ‬البحث‭ ‬الطبي،‭ ‬حيث‭ ‬تصبح‭ ‬الحيوانات‭ ‬المصاحبة‭ ‬نماذج‭ ‬حيوية‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬لأمراض‭ ‬البشر،‭ ‬ما‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬جديدة‭ ‬للاكتشافات‭ ‬العلاجية‭ ‬التي‭ ‬تفيد‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬وحيواناتهم‭ ‬الأليفة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا