متابعة: علي عبدالخالق
تصوير: محمود بابا
الانتهاء من المراجعة الدورية للشهادات والبرامج التدريبية ومتابعة أثرها على المستفيدين
التواصل مع أكثر من 400 مستفيد.. وتنفيذ أكثر من 30 زيارة تفتيشية للمعاهد
العلوي: وضع حد للتجاوزات في الحصول على الدعم من دون وجه حق.. والتعامل مع البلاغات بجدية
أعلن صندوق العمل «تمكين» إيقاف دعم 20 شهادة تدريبية، وإدخال التعديلات على عدد من الشهادات الأخرى؛ وذلك إثر الانتهاء من المراجعة الدورية لعدد من البرامج التدريبية التي تقدم دعمًا للحصول على الشهادات في مختلف التخصصات.
«أخبار الخليج» التقت مع خالد البيات الرئيس التنفيذي للنمو في صندوق العمل «تمكين»، وريم العلوي الرئيس التنفيذي للشؤون القانونية والرقابة؛ لمعرفة المزيد حول آلية دعم التدريب المتبعة لدى الصندوق، وكيفية قياس مدى تأثير هذا الدعم على نمو وتطور الأفراد. وأكدوا أن «تمكين» يقوم بمراجعة دورية للبرامج التدريبية بما يتوافق مع الأولويات الاستراتيجية للصندوق، وبما يسهم في تحسين جودة المخرجات وضمان الأثر الإيجابي.
وحول تفاصيل عملية المراجعة التي تم إجراؤها أوضح خالد البيات الرئيس التنفيذي للنمو في صندوق العمل «تمكين» أنّ هذا الإجراء الدوري يستهدف إجراء مراجعة شاملة ومكثفة للشهادات والبرامج التدريبية المدرجة لدى الصندوق، وذلك بهدف تحسين مخرجات البرامج التدريبية وتعزيز أثرها بما يتوافق مع أهداف صندوق العمل «تمكين» الاستراتيجية الرامية إلى توفير ودعم برامج تدريبية تساعد على تطوير مهارات الكوادر الوطنية وتعزز من فرصهم في الدخول إلى سوق العمل، والتطور فيه أو إطلاق أعمالهم وتنميتها. وبناء عليه فإن المراجعة الدورية الأخيرة التي تم إجراؤها هذا العام قد نتج عنها إيقاف الدعم عن 20 شهادة، وإجراء عدد من التعديلات على معايير الدعم والاشتراطات لـ6 شهادات أخرى.
برامج تستهدف كافة الفئات
وبسؤاله حول كيفية صياغة البرامج المناسبة لاحتياجات سوق العمل أوضح البيات أنّ البرامج التدريبية التي يتم دعمها تنقسم إلى 3 فئات رئيسة، الأولى تعنى بدعم تأهيل وتطوير الكوادر الوطنية لتعزيز فرصهم في الدخول إلى سوق العمل، سواء من خلال الشهادات الاحترافية في مختلف التخصصات والمجالات، أو من خلال فرص التدريب على رأس العمل. أما الفئة الثانية فتستهدف رفع مهارات الموظفين الحاليين بما يسهم في صقل مهاراتهم أو إعادة تزويدهم بالمهارات المناسبة التي تسهم في زيادة فرصهم في التطور الوظيفي أو تغيير مسارهم المهني أو يدعم اكتسابهم المهارات القيادية تمهيدًا لترقيتهم إلى مناصب قيادية وتنفيذية. في حين أن الفئة الثالثة تشمل أصحاب الأعمال أو الأفراد الذين يطمحون إلى إطلاق مشاريعهم أو تنميتها من خلال الاستفادة من البرامج التدريبية كالتدريب على تطوير نماذج أعمالهم، وإستراتيجيات دخول السوق أو التدريب على العروض الاستثمارية وغيرها.
إطار تنظيمي محدث
أما فيما يتعلق بكيفية قياس مدى تأثير التدريب على مسيرة الأفراد فقد أشار البيات إلى أنّ هذا الأمر يسبقه العديد من الخطوات التي تمهد لقياس هذا الأثر، حيث يبدأ ذلك من مرحلة التخطيط وصياغة البرامج، بالارتكاز على التوجهات الإستراتيجية للصندوق، وبحيث يتم الأخذ في الاعتبار الفرص والتحديات الحالية والمستقبلية في السوق، وتحديد الفجوات، ووضع الحلول المناسبة التي تسهم في سد هذه الفجوات، والتعاون مع مزودي التدريب لتقديم برامج تدريبية تحقق الأهداف المرجوة منها، يلي ذلك المراجعة الدورية لأداء هذه البرامج واتخاذ القرارات المتعلقة باستمرارية أو إيقاف دعمها، أو إدخال التعديلات اللازمة عليها كما ذكرت سابقًا، ومن ثم فإن هذه العملية تعد بمثابة دورة متكاملة ومستمرة حتى بعد انتهاء الدعم.
ولفت البيات إلى أن هذا الدعم المقدم ضمن البرامج التدريبية أظهر انعكاساته الإيجابية على التطور الوظيفي للكوادر الوطنية في سوق العمل، حيث تبين لنا أن 2 من كل 3 بحرينيين ممن تلقوا تدريبًا في الشهادات الاحترافية في عام 2021 قد شهدوا زيادة في الأجر في غضون عامين، بمتوسط زيادة قدرها 254 دينارا بحرينيا.
أطر تنظيمية لضمان توجيه دعم التدريب
وحول المتابعة المستمرة أوضحت ريم العلوي الرئيس التنفيذي للشؤون القانونية والرقابة أنّ الأطر التنظيمية تسهم في ضمان توجيه دعم التدريب على الوجه الأمثل، حيث تتنوع الإجراءات التي يتم اتباعها بحسب كل برنامج، سواءٌ من خلال التواصل مع المستفيدين من البرامج التدريبية أو من خلال الزيارات التفتيشية والرقابية، كما يتم الأخذ بعين الاعتبار بعدد من الأمور؛ منها نسبة الحضور، والنجاح في أداء متطلبات اجتياز البرنامج، وذلك قبل الموافقة على صرف التعويضات.
وأضافت العلوي: «من خلال جهودنا الرقابية المتعلقة بالتدريب، فقد تم تنفيذ أكثر من 30 زيارة تفتيشية لمزودي التدريب خلال هذا العام، كما تم التواصل مع أكثر من 400 مستفيد من هذه البرامج، وذلك بهدف قياس أثرها على تطورهم المهني، والاطلاع على آرائهم وملاحظاتهم فيما يتعلق بتجربتهم خلال وبعد الانتهاء من البرنامج، علاوةً على تتبع تطورهم المهني وحصولهم على فرص عمل من خلال الربط مع المؤسسات ذات العلاقة».
وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تأتي انطلاقًا من حرصنا على ضمان توجيه الدعم لمستحقيه، والتحقق من سلامة وسلاسة عملية الدعم بما يرفع من كفاءة مخرجات البرامج، ويسهم في تحقيق الأهداف والأولويات الإستراتيجية للصندوق.
مسؤولية مشتركة في حفظ المال العام
كما نوهّت ريم العلوي بالتعاون الكبير بين صندوق العمل «تمكين» والجمهور العام سواءٌ من المستفيدين وغير المستفيدين من البرامج لحفظ المال العام وصونه من أي تجاوزات أو محاولات تحايل أو تلاعب للحصول على الدعم من دون وجه حق، وذلك من خلال المبادرة بإبلاغ «تمكين» عبر القنوات المخصصة لذلك، التي تشمل الخط الساخن، والبريد الإلكتروني، إلى جانب الاستمارة الإلكترونية على موقع «تمكين» الرسمي، التي تضمن الخصوصية والسرية لمقدمي البلاغات. وأشارت إلى أن جميع البلاغات يتم التعامل معها بجدية، حيث يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقق من صحة الشكوى، والبت فيها بحسب اللوائح والأطر التنظيمية المتبعة، وإحالتها إلى الجهات المختصة إن لزم الأمر.
تعزيز فرص التوظيف والتطور الوظيفي للبحرينيين
يأتي رصد ومتابعة «أخبار الخليج» لجهود صندوق العمل «تمكين» بصورة مستمرة لما يقدمه الصندوق من دعم كبير وجهود مشهودة لرفد الكفاءات الوطنية بالفرص التدريبية، التي تسهم في رفع استعدادهم للالتحاق بسوق العمل وتحقيق التطور في مسيرتهم المهنية، ومن ثم المساهمة في إعداد قاعدة وطنية من الكوادر المؤهلة والقادرة على قيادة النمو والتطور في مختلف المؤسسات التي يعملون فيها. فخلال العام المنصرم أوضحت البيانات الواردة في الخطة السنوية للصندوق أن «تمكين» دعمت أكثر من 11 ألف فرصة تدريبية للبحرينيين، كما بلغ معدل النمو السنوي في دعم الشهادات الاحترافية 69%.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه صندوق العمل «تمكين» في تقديم الدعم للأفراد والمؤسسات ضمن حزمة البرامج من البرامج المتنوعة والهادفة لدعم نمو وتطور المؤسسات عبر مختلف مراحلها التنموية، وتعزيز القطاع الخاص ليكون المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في المملكة، إلى جانب برامج التوظيف والتطور الوظيفي للكوادر الوطنية الرامية إلى جعل المواطن البحريني الخيار الأمثل للتوظيف في سوق العمل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك