العدد : ١٧٣١٩ - السبت ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١٩ - السبت ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ صفر ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة في حوار لـ«أخبار الخليج»:
سياسات وخطط البحرين نجحت في تسريع وتيرة العمل المناخي

السبت ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

المملكة تخلصت من 73.5% من مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون

شراكة القطاع الخاص والحكومة تؤهل البحرين لدور ريادي في حماية البيئة

منصة وطنية لإدارة ندرة المياه والتكيف مع تغير المناخ


أجرى‭ ‬الحوار‭: ‬إسلام‭ ‬محفوظ

 

أكد‭ ‬سامي‭ ‬ديماسي‭ ‬ممثل‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭ ‬والمدير‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬غرب‭ ‬آسيا،‭ ‬نجاح‭ ‬سياسة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومبادراتها‭ ‬المناخية‭ ‬التي‭ ‬انتهجتها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬العمل‭ ‬المناخي،‭ ‬مشيدا‭ ‬بجهود‭ ‬تعزيز‭ ‬الدائرية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬النفايات،‭ ‬بهدف‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الأثر‭ ‬البيئي‭ ‬وتحسين‭ ‬كفاءة‭ ‬الموارد،‭ ‬موضحا‭ ‬أنّ‭ ‬قضايا‭ ‬مثل‭ ‬تغيّر‭ ‬المناخ،‭ ‬وجودة‭ ‬الهواء،‭ ‬وإدارة‭ ‬النفايات‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬العالمية‭ ‬لا‭ ‬تنفرد‭ ‬بها‭ ‬البحرين،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مسائل‭ ‬مشتركة‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وحول‭ ‬العالم‭.‬

وأشار‭ ‬الممثل‭ ‬الدولي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬خاص‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬والإمكانات‭ ‬التي‭ ‬تؤهله‭ ‬للعب‭ ‬دور‭ ‬ريادي‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة،‭ ‬وتمويل‭ ‬المشاريع‭ ‬البيئية،‭ ‬وتبني‭ ‬ممارسات‭ ‬مستدامة‭ ‬داخل‭ ‬الشركات،‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬شريك‭ ‬أساسي‭ ‬للحكومة‭ ‬والمجتمع‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬أخضر‭ ‬وآمن‭ ‬بيئيًا،‭ ‬بسبب‭ ‬توافر‭ ‬البيئة‭ ‬التنظيمية‭ ‬المحفزة،‭ ‬والحوافز‭ ‬الاستثمارية‭ ‬الخضراء،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الشراكات‭ ‬المبتكرة‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬اليوم‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬اقتصاد‭ ‬منخفض‭ ‬الكربون،‭ ‬وهي‭ ‬فرصة‭ ‬استراتيجية‭ ‬للبحرين‭ ‬لتسريع‭ ‬خفض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬وتحقيق‭ ‬التزاماتها‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬وأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭:‬

 

ما‭ ‬أهم‭ ‬المشكلات‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬البحرين‭ ‬حالياً،‭ ‬وهل‭ ‬هي‭ ‬مشاكل‭ ‬عالمية؟

في‭ ‬البداية‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬المشكلات‭ ‬والمخاطر‭ ‬البيئية‭ ‬هي‭ ‬تهديدات‭ ‬عالمية‭ ‬لا‭ ‬تنفرد‭ ‬بها‭ ‬البحرين،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مسائل‭ ‬مشتركة‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وحول‭ ‬العالم‭ ‬مثل‭ ‬قضايا‭ ‬تغيّر‭ ‬المناخ،‭ ‬وجودة‭ ‬الهواء،‭ ‬وإدارة‭ ‬النفايات،‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬شكل‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات،‭ ‬وإدراكًا‭ ‬لهذه‭ ‬التحديات‭ ‬عززت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬سياساتها‭ ‬ومبادراتها‭ ‬المناخية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لتسريع‭ ‬العمل‭ ‬المناخي،‭ ‬وأطلقت‭ ‬جهودًا‭ ‬لتعزيز‭ ‬الدائرية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬النفايات،‭ ‬بهدف‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الأثر‭ ‬البيئي‭ ‬وتحسين‭ ‬كفاءة‭ ‬الموارد،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬تواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية،‭ ‬أبرزها‭ ‬التعرض‭ ‬لتأثيرات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وهذه‭ ‬الآثار‭ ‬معقدة‭ ‬وتؤثر‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬والديناميكيات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والاستدامة‭ ‬البيئية،‭ ‬والمرونة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تدنيا‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬جودة‭ ‬الهواء‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬طبيعية‭ ‬اثناء‭ ‬الغبار،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الصحية‭ ‬ويفرض‭ ‬عبئا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬كما‭ ‬تُعد‭ ‬إدارة‭ ‬النفايات‭ ‬مجالًا‭ ‬آخر‭ ‬للقلق‭ ‬حيث‭ ‬انخفاض‭ ‬معدل‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير،‭ ‬وارتفاع‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬النفايات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشكلة‭ ‬ندرة‭ ‬المياه‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬إحدى‭ ‬أهم‭ ‬القضايا‭ ‬الملحة،‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬المنخفض‭ ‬والذي‭ ‬يصعب‭ ‬تقديره‭ ‬ومعدلات‭ ‬التبخر‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تتجاوز‭ ‬كميات‭ ‬الأمطار‭.‬

ظواهر‭ ‬مناخية‭ ‬عديدة‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة‭ ‬سواء‭ ‬بتباين‭ ‬دراجات‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬فصول‭ ‬العام،‭ ‬بسبب‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري،‭ ‬كيف‭ ‬تتأثر‭ ‬البحرين‭ ‬بهذه‭ ‬الظاهرة؟

مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الجزرية‭ ‬الصغيرة‭ ‬وبالتالي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لتأثيرات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬آسيا،‭ ‬وبسبب‭ ‬موجات‭ ‬الحارة‭ ‬الطويلة‭ ‬الحادة،‭ ‬تزيد‭ ‬معدلات‭ ‬تبخر‭ ‬المياه‭ ‬ما‭ ‬يضاعف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬المحدودة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬البحريـن‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬شـديدة‭ ‬الإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬مـن‭ ‬حيث‭ ‬توافـر‭ ‬المـوارد‭ ‬العذبـة،‭ ‬وقـد‭ ‬أدى‭ ‬تزايد‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬إلى‭ ‬جانـب‭ ‬أنماط‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المرتفعة‭ ‬إلى‭ ‬الاستنزاف‭ ‬التدريجـي‭ ‬لمصادر‭ ‬الميــاه‭ ‬الجوفيــة‭ ‬المتاحـة،‭ ‬أمّا‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري،‭ ‬فيشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬بيئيا‭ ‬على‭ ‬السكان‭ ‬والاقتصاد‭.‬

ووفق‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬‮«‬تقرير‭ ‬البلاغ‭ ‬الوطني‭ ‬الثاني‮»‬‭ ‬المقدم‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بشأن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬تواجه‭ ‬احتمالية‭ ‬فقدان‭ ‬مساحات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الساحلية‭ ‬على‭ ‬المديين‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يكتسب‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬العالية‭ ‬والضغط‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬التلوث‭ ‬والتحضر‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الساحلية‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬البحر‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تسرب‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬المالحة‭ ‬إلى‭ ‬طبقات‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬انخفاض‭ ‬معدلات‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يؤدي‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الزراعية‭ ‬والمنزلية‭ ‬والتجارية،‭ ‬ما‭ ‬يعمّق‭ ‬تحديات‭ ‬الإدارة‭ ‬المستدامة‭ ‬لهذه‭ ‬الموارد،‭ ‬ويتمثل‭ ‬التحدي‭ ‬الرئيسي‭ ‬أمام‭ ‬إدارة‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬محدودية‭ ‬العرض‭ ‬وارتفاع‭ ‬الطلب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬المتسارعة‭.‬

أبرز‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬منظمتكم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة؟

استجابةً‭ ‬للمخاوف‭ ‬المتزايدة‭ ‬بشأن‭ ‬ندرة‭ ‬المياه،‭ ‬يدعم‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭ (‬UNEP‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروع‭ ‬ممول‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬صندوق‭ ‬المناخ‭ ‬الأخضر‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرة‭ ‬قطاع‭ ‬المياه‭ ‬على‭ ‬التكيّف‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وتُنفَّذ‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬ومجلس‭ ‬موارد‭ ‬المياه،‭ ‬وتركز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬وإنشاء‭ ‬وتشغيل‭ ‬منصة‭ ‬وطنية‭ ‬لإدارة‭ ‬المعرفة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬المياه،‭ ‬صُممت‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الإدارة‭ ‬المتكاملة‭ ‬لموارد‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬متعددة،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬الجهد،‭ ‬أُطلقت‭ ‬حملات‭ ‬توعية‭ ‬وطنية‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬لكل‭ ‬قطرة‭ ‬قصة‮»‬‭ ‬لتشجيع‭ ‬الاستخدام‭ ‬الرشيد‭ ‬للمياه‭ ‬وتعزيز‭ ‬ممارسات‭ ‬ترشيد‭ ‬استهلاكها‭. ‬وقد‭ ‬نجحت‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬السلوك‭.‬

كما‭ ‬يعمل‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬مع‭ ‬البحرين‭ ‬لتعزيز‭ ‬مفهوم‭ ‬الدائرية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬النفايات‭.‬

الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬دعم‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬استضافة‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬إقليمية‭ ‬نظمها‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭ ‬حول‭ ‬مسؤولية‭ ‬المنتجين‭ ‬الموسعة‭ (‬EPR‭) ‬هدفت‭ ‬الورشة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬الهيئات‭ ‬التنظيمية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬غرب‭ ‬اسيا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬تتعلّق‭ ‬بمسؤولية‭ ‬المنتجين‭ ‬الموسعة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذها،‭ ‬وهي‭ ‬أداة‭ ‬أساسية‭ ‬لتسريع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الدائري‭ ‬وتحسين‭ ‬النظم‭ ‬الوطنية‭ ‬لإدارة‭ ‬النفايات،‭ ‬كما‭ ‬شكّل‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬منصةً‭ ‬للتعاون‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ما‭ ‬أتاح‭ ‬تبادل‭ ‬المعرفة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭.‬

فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضية‭ ‬جودة‭ ‬الهواء،‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬بطبيعتها،‭ ‬وفر‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭ ‬منصة‭ ‬للتعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬البيئي‭ ‬المُلحّ،‭ ‬ففي‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024،‭ ‬شاركت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬شبكة‭ ‬إقليمية‭ ‬لجودة‭ ‬الهواء‭ ‬نظمه‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬وشركاء‭ ‬آخرين،‭ ‬وخلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬اتفقت‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬إقليمي‭ ‬وخطة‭ ‬عمل‭ ‬للفترة‭ ‬2025-2026‭ ‬لتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الهواء‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬آسيا،‭ ‬حيث‭ ‬تُوفر‭ ‬هذه‭ ‬الشبكة‭ ‬للبحرين‭ ‬آلية‭ ‬حيوية‭ ‬للتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬بشأن‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬تلوّث‭ ‬الهواء،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬إطلاق‭ ‬برنامج‭ ‬لبناء‭ ‬القدرات‭ ‬يُركز‭ ‬على‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬الانبعاثات‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬عالية‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬ما‭ ‬يُعزز‭ ‬التزام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالاستدامة‭ ‬البيئية‭ ‬والتعاون‭ ‬الإقليمي‭.‬

كيف‭ ‬تقيّمون‭ ‬شكل‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الالتزام‭ ‬بالاتفاقات‭ ‬البيئية‭ ‬الدولية،‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬خطط‭ ‬محددة‭ ‬لدعم‭ ‬البحرين‭ ‬تقنياً‭ ‬أو‭ ‬مالياً‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية؟

بصفتها‭ ‬طرفًا‭ ‬في‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬البيئية‭ ‬المتعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬الرئيسية،‭ ‬تواصل‭ ‬البحرين‭ ‬مشاركتها‭ ‬النشطة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬تلك‭ ‬الاتفاقيات،‭ ‬ما‭ ‬يُظهر‭ ‬التزامها‭ ‬الفاعل‭ ‬بالحوكمة‭ ‬البيئية‭ ‬العالمية،‭ ‬وتماشيًا‭ ‬مع‭ ‬التزامات‭ ‬المملكة‭ ‬بموجب‭ ‬بروتوكول‭ ‬مونتريال،‭ ‬أكملت‭ ‬البحرين‭ ‬بنجاح‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬خطة‭ ‬إدارة‭ ‬التخلص‭ ‬التدريجي‭ ‬من‭ ‬مركبات‭ ‬الهيدروكلوروفلوروكربون‭ (‬HPMP‭) -  ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ - ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬ويدعم‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الهدف‭ ‬الوطني‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬التدريجي‭ ‬من‭ ‬41‭.‬09‭ ‬طنًا‭ ‬من‭ ‬مركبات‭ ‬الهيدروكلوروفلوروكربون‭ (‬HCFCs‭) - ‬بما‭ ‬يمثل‭ ‬73‭.‬5%‭ ‬من‭ ‬خط‭ ‬الأساس‭ ‬للبلاد‭ - ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2025‭.‬

ولتعزيز‭ ‬قدراتها‭ ‬المؤسسية،‭ ‬أطلقت‭ ‬البحرين‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬التعزيز‭ ‬المؤسسي،‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬الأطر‭ ‬التنظيمية‭ ‬وأطر‭ ‬الترخيص،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬صادقت‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬تعديل‭ ‬كيغالي‭ ‬لبروتوكول‭ ‬مونتريال‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬ملتزمةً‭ ‬بالتخلص‭ ‬التدريجي‭ ‬من‭ ‬مركبات‭ ‬الهيدروفلوروكربون‭ (‬HFCs‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬غازات‭ ‬دفيئة‭ ‬مسببة‭ ‬ايضا‭ ‬للاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬وتُستخدم‭ ‬عادةً‭ ‬في‭ ‬تقنيات‭ ‬التبريد‭.‬

كما‭ ‬تشارك‭ ‬البحرين‭ ‬بنشاط‭ ‬في‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬البيئية‭ ‬المتعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمواد‭ ‬الكيميائية،‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭ ‬وتمويل‭ ‬من‭ ‬مرفق‭ ‬البيئة‭ ‬العالمية،‭ ‬وضعت‭ ‬المملكة‭ ‬أول‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬اتفاقية‭ ‬ستوكهولم‭ ‬بشأن‭ ‬الملوثات‭ ‬العضوية‭ ‬الثابتة‭ (‬POPs‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬حاليًا‭ ‬بصدد‭ ‬تنفيذها،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أطلق‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬تقييم‭ ‬ميناماتا‭ ‬الأولي‭ ‬لدعم‭ ‬التزامات‭ ‬البحرين‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاقية‭ ‬ميناماتا‭ ‬بشأن‭ ‬الزئبق‭. ‬سيشمل‭ ‬هذا‭ ‬التقييم‭ ‬جردًا‭ ‬وطنيًا‭ ‬للزئبق‭ ‬ووضع‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬لإدارته‭ ‬السليمة‭ ‬بيئيًا‭.‬

يعكس‭ ‬النهج‭ ‬الاستباقي‭ ‬للبحرين‭ ‬التزامها‭ ‬بحماية‭ ‬البيئة‭ ‬والصحة‭ ‬العامة،‭ ‬فالزئبق‭ ‬مثلا‭ ‬يتراكم‭ ‬بيولوجيًا‭ ‬في‭ ‬الكائنات‭ ‬الحية‭ - ‬وخاصةً‭ ‬في‭ ‬الأسماك‭ ‬والمحاريات‭ - ‬ويشكل‭ ‬مخاطر‭ ‬صحية‭ ‬جسيمة‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬عند‭ ‬استهلاكه‭.‬

ما‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلعبه‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الجهود‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬المملكة؟‭ ‬

القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬والإمكانات‭ ‬التي‭ ‬تؤهله‭ ‬للعب‭ ‬دور‭ ‬ريادي‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة،‭ ‬وتمويل‭ ‬المشاريع‭ ‬البيئية،‭ ‬وتبني‭ ‬ممارسات‭ ‬مستدامة‭ ‬داخل‭ ‬الشركات،‭ ‬يثبت‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬أنه‭ ‬شريك‭ ‬أساسي‭ ‬للحكومة‭ ‬والمجتمع‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬أخضر‭ ‬وآمن‭ ‬بيئيًا،‭ ‬ولضمان‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬الفاعل،‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬تنظيمية‭ ‬محفزة،‭ ‬وحوافز‭ ‬استثمارية‭ ‬خضراء،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الشراكات‭ ‬المبتكرة‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭.‬

كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬بالقضايا‭ ‬البيئية‭. ‬ويشمل‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬حشد‭ ‬المناصرة،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬سياسات‭ ‬مستدامة،‭ ‬والتحفيز‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬السلوك‭. ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬التثقيف‭ ‬والمناصرة‭ ‬والعمل‭ ‬والتعاون،‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬فهم‭ ‬عام‭ ‬وممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغيير‭.‬

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬رفع‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬بين‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وخاصة‭ ‬فئة‭ ‬الشباب؟

في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬المتزايدة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬تبرز‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬لدى‭ ‬مختلف‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع،‭ ‬وخاصة‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬وفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬يُعد‭ ‬تعزيز‭ ‬هذا‭ ‬الوعي‭ ‬خطوة‭ ‬محورية‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬مستدام‭ ‬وواعٍ‭ ‬بقضايا‭ ‬البيئة‭ ‬ويتطلب‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬مدروسة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬التعليم،‭ ‬والمشاركة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬وتشجيع‭ ‬المبادرات‭ ‬الفردية‭ ‬والجماعية‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إدماج‭ ‬قضايا‭ ‬المناخ‭ ‬والاستدامة‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬الوطنية‭ ‬يعزّز‭ ‬وعي‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬ويرسخ‭ ‬الالتزام‭ ‬بأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬واتفاق‭ ‬باريس‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

ما‭ ‬أبرز‭ ‬الحلول‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬تنصحون‭ ‬بها‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬البيئية؟

مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬البيئية‭ ‬تتطلب‭ ‬نهجًا‭ ‬متكاملًا‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الجوانب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والمؤسسية،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬يتطلب‭ ‬التصدي‭ ‬لتحديات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬المحورين‭ ‬الرئيسين‭: ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬مسبباته‭ ‬والتكيف‭ ‬مع‭ ‬اثاره،‭ ‬ويعتمد‭ ‬بالتالي‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬بعيد‭ ‬المدى،‭ ‬بناء‭ ‬القدرات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭. ‬

ويُعد‭ ‬تقييم‭ ‬مكامن‭ ‬الضعف‭ ‬ووضع‭ ‬خيارات‭ ‬التكيف‭ ‬لمواجهة‭ ‬مخاطر‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬عنصرًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬استجابة‭ ‬البحرين‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭ ‬ويتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬تنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬لبناء‭ ‬القدرات‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬المحلية‭ ‬والوطنية،‭ ‬وتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬والتقنية‭ ‬اللازمة‭ ‬لمعالجة‭ ‬احتياجات‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثرًا،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬حلول‭ ‬التأمين‭ ‬والدعم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬لمعالجة‭ ‬الخسائر‭ ‬والأضرار،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الأهداف‭ ‬الوطنية‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬وكفاءة‭ ‬الطاقة،‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬نشرها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياسات‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات،‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬ركيزة‭ ‬رئيسية‭ ‬للتقيد‭ ‬بالالتزامات‭ ‬المناخية‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬الحلول‭ ‬المستدامة‭ ‬أيضا‭ ‬هو‭ ‬إنشاء‭ ‬مدن‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬المناخ‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬الاستثمار‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬المقاومة‭ ‬للمناخ،‭ ‬وأنظمة‭ ‬الحوكمة‭ ‬الشاملة‭. ‬وتشمل‭ ‬الأولويات‭ ‬هنا‭ ‬تحسين‭ ‬إدارة‭ ‬الأراضي،‭ ‬وتطوير‭ ‬النقل‭ ‬المستدام،‭ ‬وتوسيع‭ ‬التمويل،‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬المساحات‭ ‬الخضراء،‭ ‬وتبني‭ ‬تخطيط‭ ‬حضري‭ ‬ذكي‭ ‬يعزز‭ ‬صمود‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثرا‭. ‬أيضا‭ ‬يُعد‭ ‬تحسين‭ ‬كفاءة‭ ‬استخدام‭ ‬المياه‭ ‬وتحلية‭ ‬المياه‭ ‬بأساليب‭ ‬مستدامة‭ ‬أولوية‭ ‬للبحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدارة‭ ‬متكاملة‭ ‬للموارد‭ ‬المائية‭  .(‬IWRM‭)‬

وتشير‭ ‬البيانات‭ ‬الحديثة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تطبق‭ ‬نظم‭ ‬إنذار‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬المتعددة‭ ‬تسجل‭ ‬معدلات‭ ‬وفيات‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ستة‭ ‬إلى‭ ‬ثمانية‭ ‬أضعاف،‭ ‬وانخفاضًا‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المتضررين‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬خمسة‭ ‬أضعاف‭ ‬لذا،‭ ‬فإن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬نظم‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكر،‭ ‬وتعزيز‭ ‬صلابة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬يعد‭ ‬عنصرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬لحماية‭ ‬المواطن‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬الاقتصادية‭. ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬الأخرى‭ ‬المستدامة‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬النظم‭ ‬البيئية‭ ‬مثل‭ ‬المانغروف‭ ‬والشعاب‭ ‬المرجانية‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬امتصاص‭ ‬الكربون‭ ‬وحماية‭ ‬السواحل‭ ‬من‭ ‬التآكل‭ ‬والفيضانات‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬إدماج‭ ‬قضايا‭ ‬المناخ‭ ‬والاستدامة‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬الوطنية‭ ‬يعزز‭ ‬وعي‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬ويرسخ‭ ‬الالتزام‭ ‬بأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬واتفاق‭ ‬باريس‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجدّدة‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الانبعاثات؟

تمثل‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬اليوم‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬اقتصاد‭ ‬منخفض‭ ‬الكربون،‭ ‬وهي‭ ‬فرصة‭ ‬استراتيجية‭ ‬للبحرين‭ ‬لتسريع‭ ‬خفض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬وتحقيق‭ ‬التزاماتها‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬وأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

البحرين‭ ‬بما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬والرياح،‭ ‬تستطيع‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاريع‭ ‬استراتيجية‭ ‬كبرى،‭ ‬وربطها‭ ‬بسياسات‭ ‬كفاءة‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الصناعية‭ ‬والحضرية،‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬وتخفيض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬بشكل‭ ‬ملموس‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬دمج‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬مع‭ ‬أنظمة‭ ‬تخزين‭ ‬الطاقة‭ ‬وتحسين‭ ‬كفاءة‭ ‬محطات‭ ‬التحلية‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الانبعاثات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بإنتاج‭ ‬المياه‭ ‬المحلاة،‭ ‬والتي‭ ‬تُعد‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬مصادر‭ ‬استهلاك‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬سيوفر‭ ‬للبحرين‭ ‬مسارًا‭ ‬واقعيًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدفها‭ ‬بخفض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬بنسبة‭ ‬30%‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2035‭.‬

ويُمكن‭ ‬لتعزيز‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشراكات‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬وآليات‭ ‬تمويل‭ ‬المناخ،‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬فوائد‭ ‬مزدوجة،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬ودعم‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬خضراء‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬دمج‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬في‭ ‬الخطط‭ ‬الحضرية‭ ‬وفي‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للمباني‭ ‬والنقل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الابتكار‭ ‬في‭ ‬التخزين‭ ‬الكهربائي‭ ‬والتقنيات‭ ‬منخفضة‭ ‬الكربون،‭ ‬يوفر‭ ‬مسارًا‭ ‬عمليًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬الحياد‭ ‬الكربوني‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2060‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭ ‬والمبادرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬مثل‭ ‬مبادرة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الأخضر‭.‬

هل‭ ‬لديكم‭ ‬برامج‭ ‬تعليمية‭ ‬أو‭ ‬شراكات‭ ‬مع‭ ‬مدارس‭ ‬وجامعات‭ ‬في‭ ‬البحرين؟

نبني‭ ‬شراكات‭ ‬مع‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاريع‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬اطر‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬النفط‭ ‬والبيئة‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬ينفذ‭ ‬حاليا‭ ‬برنامج‭ ‬وطني‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬لكل‭ ‬قطرة‭ ‬قصة‮»‬‭ ‬لرفع‭ ‬الوعي‭ ‬لاستخدام‭ ‬المياه‭ ‬لدينا‭ ‬أيضا‭ ‬برنامج‭ ‬قائم‭ ‬مع‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لبناء‭ ‬القدرات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإدارة‭ ‬السليمة‭ ‬للنفايات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا