القاهرة - (أ ف ب): أبلغت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الوسطاء المصريين والقطريين موافقتها على مقترح جديد سلّموها إياه في القاهرة بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لـ60 يوما وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين على دفعتين، وفق ما أفاد مصدر مطلع في الحركة وكالة فرانس برس أمس.
وقال المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته: «حماس سلمت ردها للوسطاء بموافقتها والفصائل على المقترح الجديد بشأن وقف إطلاق النار وبدون طلب أي تعديلات».
من جهته، أشار مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات الى أن الوسطاء قدّموا لحماس والفصائل الفلسطينية «ضمانات... بتنفيذ الاتفاق، مع التعهد باستئناف المفاوضات لبحث حل دائم».
وعلى مدار أكثر من 22 شهرا، لم تثمر جهود الوسطاء في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023.
وأتى المقترح الجديد بعد إقرار المجلس الأمني في اسرائيل خطة للسيطرة على مدينة غزة في شمال القطاع، ووسط تحذيرات دولية من انتشار الجوع في القطاع المدمّر والمحاصر وبلوغه حافة المجاعة.
وكان مسؤول فلسطيني قد أفاد فرانس برس في وقت سابق بأن «وفد حماس برئاسة خليل الحية في القاهرة تسلّم مقترحا جديدا... يستند إلى مقترح ويتكوف الأخير الذي ينص على هدنة لستين يوما وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على دفعتين».
وأوضح أنه «اتفاق إطار لإطلاق مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين حول وقف دائم لإطلاق النار».
وأكد مصدر في حركة الجهاد الاسلامي لفرانس برس أن ممثلي مصر وقطر «نقلوا مبادرة جديدة» الى الفصائل.
وأشار الى أنها تشمل «وقف إطلاق نار موقتا لـ60 يوما يتم خلالها إطلاق سراح عشرة إسرائيليين أحياء، وتسليم عدد من الجثث، على أن تكون هناك مفاوضات فورية لصفقة أشمل، بما يضمن التوصل إلى اتفاق بشأن اليوم التالي لانتهاء الحرب والعدوان في قطاع غزة بوجود ضمانات».
وشدد على أن وفود الفصائل في القاهرة تسعى «للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة وفقا لما طرحه الوسطاء لمنع تنفيذ خطة احتلال قطاع غزة ومنع تهجير مواطني القطاع»، وأن حركة الجهاد «تتعاطى بإيجابية ومرونة كبيرة مع المبادرة بما يضمن التخفيف من المعاناة الإنسانية لشعبنا».
من جانبها، أكدت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، دعمها للمقترح المصري.
وقال المتحدث باسم الحركة منذر الحايك لفرانس برس: إن فتح تدعم المقترح الجديد «لوقف حرب الإبادة الجماعية وتدعو حركة حماس الى الموافقة الفورية» عليه «لإنقاذ ما تبقى من شعبنا وإفشال مخطط القتل والتهجير».
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس على منصة تروث سوشال: «الرهائن الباقون سيعودون فقط حين تتم مواجهة حماس وتدميرها... كلما حصل ذلك بشكل مبكر، كلما كانت فرص النجاح أفضل».
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إثر استقباله رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أمس أن رئيس الوزراء القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني يزور مصر «لتعزيز جهودنا المشتركة من أجل ممارسة أقصى درجات الضغط على الطرفين للتوصل الى اتفاق في أسرع وقت ممكن، لأن الوضع على الأرض يتخطّى كل ما يمكن تصوره».
وأكدت الرئاسة المصرية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل رئيس الوزراء القطري، وتم تأكيد أهمية «التوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ويتيح إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومن دون عوائق، إلى جانب الإفراج عن الرهائن والأسرى».
وشدد الجانبان على «الرفض القاطع لإعادة الاحتلال العسكري للقطاع ولأية محاولات لتهجير الفلسطينيين».
وزار عبد العاطي ومصطفى معبر رفح، حيث أعرب عن استعداد بلاده للمشاركة في قوة دولية قد يتم نشرها في غزة بقرار من مجلس الأمن الدولي.
وقال عبد العاطي: «نحن متأهبون للمساعدة بالطبع. للإسهام في أي قوة دولية مشتركة يتم نشرها في غزة وفقا لمعايير محددة»، موضحا أن تلك المعايير تشمل «أولا، قرارا من مجلس الأمن بمهمة واضحة، وأن يأتي ذلك، بطبيعة الحال، في إطار أفق سياسي».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك