محمد بن دعيج.. الأب الروحي لأبطال «اللجنة البارالمبية البحرينية»
72 ميدالية في 43 بطولة.. أرقام تروي الشغف والتحدي
72 ميدالية ملونة في 43 بطولة، وأول ذهبية آسيوية للإناث على الكراسي المتحركة في تاريخ البحرين، ووصافة التصنيف العالمي للباراتايكواندو، هي أرقام تلخص مسيرة روبا العمري، لكنها لا تكفي لوصف حجم الإصرار الذي قادها الى هذه الإنجازات.
في هذا اللقاء، تكشف «العمري» كواليس فوزها بذهبية آسيا في ماليزيا 2025، وتتحدث عن التحديات التي واجهتها وهي تمارس أكثر من رياضة في وقت واحد، وعن الفخر الذي شعرت به بعد نيلها وسام العمل الوطني من جلالة الملك المعظم، إضافةً إلى طموحها الأكبر في حصد ميدالية أولمبية في لوس أنجلوس 2028، ورسائلها الملهمة لذوي العزيمة وأولياء أمورهم.
1- نبارك لك هذا الإنجاز اللافت في بطولة آسيا للباراتيكواندو (بومسي) في ماليزيا.. كيف تصفين شعورك بتحقيق الميدالية الذهبية وأعلى نتيجة في البطولة؟
الشعور لا يمكن وصفه بكلمات، فهو مزيج من الفخر والسعادة والامتنان، الحمدلله الجهد الكبير الذي بذلناه في فترة الإعداد لم يذهب سدى، فقد كان هناك عمل شاق وتدريبات مكثفة على أدق تفاصيل الحركات، حيث هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا تكامل الفريق، وأخص بالشكر الكابتن توفيق نويصير والكوج فجر البنعلي على دعمهم وتفانيهم في العمل معنا.
2- ما أهمية هذا الإنجاز بالنسبة لكِ شخصيًا، وللرياضة البارالمبية البحرينية بشكل عام؟
هذا الإنجاز يمثل لي نقطة تحول في مسيرتي، فهو إنجاز يتمثل في أول ميدالية ذهبية على مستوى آسيا، وأول ميدالية آسيوية في تاريخ البحرين لفئة الإناث على الكراسي المتحركة في البومسي، أما على الصعيد الوطني أعتبره إضافة مهمة الى سجل الرياضة البارالمبية البحرينية، ودليلا على أن البحرينيين قادرون على المنافسة وتحقيق الذهب في أي محفل قاري أو عالمي.
3- شاركتِ في العديد من البطولات، وحققتِ إنجازات في رياضات متعددة مثل ألعاب القوى، الريشة الطائرة، والتايكواندو، كيف تمكنتِ من التوفيق بين هذه الرياضات المختلفة؟
منذ بدايتي كنت مؤمنة أن التنوع في الرياضات يمنحني قوة ذهنية وجسدية أكبر، لكن الأمر لم يكن سهلًا، بالإضافة الى هذه الألعاب، أمارس أيضًا كرة السلة على الكراسي المتحركة، وأنا أول لاعبة على الكراسي في غرب آسيا، حيث كان سر التوفيق هو التخطيط الدقيق للوقت، وتحديد الأولويات بحسب قرب البطولات، مع إعطاء الأفضلية لألعاب القوى باعتبارها لعبتي الأساسية.
التحديات كثيرة، منها الضغط البدني والذهني، والسفر المتكرر، ولكن بفضل الالتزام والانضباط، تمكنت من تحقيق إنجازات تاريخية، مثل أول ميدالية عالمية ودولية للريشة الطائرة، وأول إنجاز عالمي في البومسي على الكراسي المتحركة.
4- هل بإمكانكِ تزويدنا بإحصائية تقريبية عن عدد البطولات التي شاركتِ فيها، وعدد الميداليات التي حققتها طوال مسيرتكِ الرياضية؟
منذ عام 2013 وحتى اليوم، شاركت في 43 بطولة دولية وقارية وإقليمية، وتمكنت خلالها من حصد 72 ميدالية، منها 43 ذهبية، 18 فضية، و11 برونزية، وهو رصيد أفتخر به ويحفزني على المضي قدمًا نحو المزيد.
5- حققتِ إنجازًا غير مسبوق بتحقيق المركز الثاني في التصنيف العالمي للباراتيكواندو، بالإضافة إلى برونزية بطولة العالم في الريشة الطائرة؟
هذه الأرقام ليست مجرد أرقام بالنسبة لي، بل هي قصة كفاح ورسالة أمل على الصعيد الشخصي، تعكس حجم الجهد المبذول والتضحيات التي قدمتها، أما وطنيًا فهي دليل على قدرة أبناء البحرين من ذوي العزيمة على تحقيق الإنجازات العالمية، وكسر الحواجز، وإلهام الأجيال القادمة.
6- جلالة الملك المعظم منحكِ وسام العمل الوطني من الدرجة الأولى في التميز الرياضي كيف استقبلتِ هذا التكريم؟
هذا التكريم هو وسام على صدري، وأحد أعظم إنجازاتي على الإطلاق، شرف السلام على جلالة الملك المعظم لحظة لا تُنسى، وأعتبرها دافعًا كبيرًا للاستمرار في تمثيل ورفع اسم البحرين في كل محفل.
7- نلاحظ أنكِ لا تكتفين بالإنجازات الرياضية فقط، بل تواصلين تطوير نفسكِ على الصعيد الأكاديمي، من خلال الحصول على شهادات في التدريب، التغذية، واللياقة؟
حرصت على تطوير نفسي أكاديميًا لأنني أؤمن أن المعرفة تعزز الأداء، حيث حصولي على هذه الشهادات مكنني من فهم احتياجات الرياضيين من ذوي العزيمة بشكل أعمق، خاصة أنني مررت بنفس التحديات.
أشكر الاتحاد البحريني لذوي العزيمة برئاسة الشيخ سلطان بن دعيج وأعضاء مجلس الإدارة على ثقتهم بي، واختياري كمساعدة مدرب في ألعاب القوى كان خطوة مهمة لي ولغيري من الرياضيين.
8- حدثينا عن مشاركتكِ في أولمبياد باريس 2024، وتحقيقك المركز السادس عالميًا؟
أولمبياد باريس 2024 كانت ثالث مشاركة لي بعد ريو 2016 وطوكيو 2020، وكانت تجربة ثرية على كل المستويات، حيث المركز السادس عالميًا إنجاز أفتخر به، لكنه أيضًا دافع الى العمل بجد أكبر لتحقيق حلم الميدالية الأولمبية في لوس أنجلوس 2028 بإذن الله.
9- ما هي طموحاتكِ القادمة؟ وهل هناك بطولات محددة تضعينها نصب عينيكِ في المستقبل؟
طموحي الأكبر هو تحقيق ميدالية أولمبية في لوس أنجلوس 2028، وهذا الهدف هو ما أضعه نصب عيني الآن، مع الاستمرار في المنافسة على الذهب في البطولات الآسيوية والعالمية.
10- ما هو الدور الذي يلعبه الشيخ محمد بن دعيج آل خليفة، رئيس اللجنة البارالمبية البحرينية، في دعمكم كرياضيين من ذوي العزيمة؟
الشيخ محمد بن دعيج هو الأب الروحي للرياضيين من ذوي العزيمة وقربه من اللاعبين، واستماعه لمشاكلهم مباشرة، يجعلنا نشعر أننا في بيئة داعمة ومحفزة، كما أشكر الشيخ سلطان بن دعيج، والأستاذ علي الماجد، والأستاذ جاسم البردولي، فجميعهم كان لهم دور بارز في مسيرتي.
11- كلمة أخيرة؟
أود أن أشكر سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية على دعمهما المتواصل للرياضة ولذوي العزيمة بشكل خاص. رسالتي لكل شخص من ذوي العزيمة، لا تترددوا في ممارسة الرياضة، فهي ليست فقط طريقًا للبطولات، بل وسيلة لتقوية الجسد والعقل وكسر الحواجز، كما أوجه رسالة الى أولياء الأمور بأن يشجعوا أبناءهم على ممارسة الرياضة، فهي مصدر قوة لا مصدر ضرر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك