كتب: علي ميرزا
ينظر الكثير إلى منافسات دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة للموسم الجديد 2025-2026 بأنه سيكون موسما معقدا وصعبا بدنيا وذهنيا وحسابيا إذ ستشهد ساحته واحدة من أكثر البطولات إثارة وندية في مشوارها، أربعة عشر نادياً سيدخلون غمار موسم طويل بمعدل 26 مباراة لكل فريق، إذ تتداخل الطموحات بين من يسعى لحصد اللقب ومن يحلم بضمان البقاء في دوري الدرجة الممتازة، وبينهما من يقاتل على إثبات الذات وتغيير خارطة المنافسة. الأجواء مهيأة لماراثون صعب لا يرحم الأخطاء، ويكافئ الفرق التي تجمع بين الاستعداد البدني والانضباط الذهني وحسن استثمار اللحظات الحاسمة.
طبيعة النظام الجديد
يبلغ عدد الفرق المتنافسة 14 ناديا، ما يجعل المسابقة مكتظة بالمباريات، إذ ستلعب الفرق من دورين (26 مباراة لكل فريق)، وهذا من شأنه يتطلب استعدادا بدنيا وذهنيا تفاديا لأي ضغط.
ونظام المسابقة الذي يعتمد حسابيا على جمع النقاط يمنح الفرق فرصة لتصحيح الأخطاء في الدور الثاني، ويتيح دراسة الخصوم بدقة أكبر.
ويهدف هذا النظام في ختام منافساته إلى تصنيف الفرق إذ أنه في ختام منافسات الدورين سيتم فصل الفرق إلى دوري الدرجة الممتازة ودوري الدرجة الأولى، وهو ما يجعل كل نقطة في الدور التمهيدي ذات قيمة مضاعفة، وكل خطأ يرتكب باهض الثمن.
مسارات المنافسة المحتملة
بدون شك فإن صراع القمة سيشتد، وفرق الخبرة والإنجازات دون أن نسميها ستسعى لحسم مراكزها مبكرا في الممتاز مع التطلع للقب.
ويبقى صراع البقاء الذي يشمل أندية الوسط التي ستكافح لحجز آخر المقاعد المؤهلة للممتاز.
وهناك معركة الهروب من الهبوط، ويتعلق بالفرق الأقل خبرة أو محدودية الإمكانات التي هي الأخرى ستقاتل منذ البداية لتجنب الوقوع في الدرجة الأولى، إذ أن أي سلسلة هزائم قد تضعها في موقف حرج.
العوامل الحاسمة
هناك عدة عوامل ستلعب دور الحسم المسابقة، ومنها اللياقة البدنية، إذ أن ضغط المباريات سيختبر قدرة الفرق على التحمل البدني.
ويشكل التحضير الذهني عاملا آخر مهما، إذ أن السيطرة على الضغوط النفسية ستكون مفتاح الفوز في المباريات الفاصلة والحاسمة.
بل ان جودة اللاعبين سيكون تأثيرها حاضرا، ومن هنا ستبحث الأندية عن لاعبين مؤثرين سوى كانوا محليين أو محترفين القادرين على قلب موازين الترتيب.
وهناك عامل إدارة المباريات الكبرى، فالفوز على المنافس المباشر قد يساوي «ست نقاط» من حيث الأثر المعنوي.
السيناريوهات المحتملة
الواقع يقول بأن الفرق الكبيرة ستحسم القمة مبكرا، ويبقى الصراع مفتوحا على المراكز المؤهلة حتى الجولات الأخيرة.
وإن كانت هناك أي مفاجآت، فقد يخطف فريق متوسط الأضواء ويقصي أحد الأسماء الكبيرة.
وينتظر أن يشكل الموسم الجديد موسما ساخنا للنهاية، ربما لتقارب بعض المستويات، أو تقارب النقاط بين المراكز 5 و9 يحسم الصراع في الجولة الأخيرة.
وفي ظل النظام الجديد يفرض على الجميع خوض معركة شاملة على مدار 26 جولة، يصبح النجاح رهينا بالتخطيط البعيد المدى، والقدرة على إدارة موارد الفريق بذكاء، وتجنب الانهيار في اللحظات المفصلية، الموسم القادم لا يعد بمفاجآت وحسب، بل قد يعيد رسم ملامح التوازنات التقليدية في الكرة الطائرة المحلية، ويمنح الفرصة لوجوه جديدة كي تكتب أسماءها في سجل البطولة، ومع أول إرسال في الجولة الافتتاحية، ستبدأ رحلة البحث عن المجد، رحلة قد لا يتوج فيها إلا من يملك النفس الطويل وروح الانتصار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك