العدد : ١٧٣١٢ - السبت ١٦ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١٢ - السبت ١٦ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ صفر ١٤٤٧هـ

ألوان

أول لسان اصطناعي في العالم.. يتذوق ويتعلم مثل البشر

السبت ١٦ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

نجح‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬ابتكار‭ ‬أول‭ ‬لسان‭ ‬اصطناعي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬استشعار‭ ‬وتمييز‭ ‬النكهات‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬السائلة،‭ ‬في‭ ‬محاكاة‭ ‬دقيقة‭ ‬لآلية‭ ‬عمل‭ ‬براعم‭ ‬التذوق‭ ‬لدى‭ ‬الإنسان‭.‬

ووفق‭ ‬ما‭ ‬نقلته‭ ‬‮«‬العربية‭ .‬نت‮»‬‭ ‬عن‭ ‬دراسة‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬PNAS،‭ ‬يفتح‭ ‬هذا‭ ‬الابتكار‭ ‬آفاقاً‭ ‬واسعة‭ ‬لتطوير‭ ‬أنظمة‭ ‬آلية‭ ‬متقدمة‭ ‬لمراقبة‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭ ‬والكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬الأمراض‭ ‬عبر‭ ‬التحليل‭ ‬الكيمياوي،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬دمجه‭ ‬في‭ ‬معدات‭ ‬المختبرات‭ ‬لتحليل‭ ‬العينات‭ ‬السائلة،‭ ‬ويمثل‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬نحو‭ ‬الحوسبة‭ ‬العصبية،‭ ‬أي‭ ‬أنظمة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التي‭ ‬تحاكي‭ ‬آلية‭ ‬التعلم‭ ‬في‭ ‬الدماغ‭ ‬البشري‭.‬

ويعتمد‭ ‬هذا‭ ‬اللسان‭ ‬الاصطناعي‭ ‬على‭ ‬أغشية‭ ‬فائقة‭ ‬الرقة‭ ‬من‭ ‬أكسيد‭ ‬الغرافين،‭ ‬وهي‭ ‬صفائح‭ ‬كربونية‭ ‬تعمل‭ ‬كمرشحات‭ ‬جزيئية‭ ‬للنسخ‭ ‬الأيونية‭ ‬من‭ ‬النكهات‭.‬

وعلى‭ ‬عكس‭ ‬المرشحات‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬الجسيمات‭ ‬الكبيرة،‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬الأغشية‭ ‬بإبطاء‭ ‬حركة‭ ‬الأيونات،‭ ‬ما‭ ‬يمنح‭ ‬الجهاز‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬النكهات‭ ‬وتخزينها‭ ‬في‭ ‬ذاكرته‭ ‬بعد‭ ‬تعرضه‭ ‬لها‭.‬

وفي‭ ‬التجارب،‭ ‬تمكن‭ ‬الجهاز‭ ‬من‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬نكهات‭ ‬أساسية‭ ‬هي‭ ‬الحلو‭ ‬والحامض‭ ‬والمالح‭ ‬والمر‭ ‬بدقة‭ ‬تراوحت‭ ‬بين‭ ‬72‭.‬5%‭ ‬و87‭.‬5%،‭ ‬كما‭ ‬وصلت‭ ‬الدقة‭ ‬إلى‭ ‬96%‭ ‬عند‭ ‬اختبار‭ ‬مشروبات‭ ‬متعددة‭ ‬النكهات‭ ‬مثل‭ ‬القهوة‭ ‬وكوكاكولا،‭ ‬إذ‭ ‬تسهّل‭ ‬بنيتها‭ ‬الكيمياوية‭ ‬المعقدة‭ ‬عملية‭ ‬التمييز‭ ‬بالنسبة‭ ‬للنظام‭.‬

وتعد‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬دمج‭ ‬خاصيتي‭ ‬الاستشعار‭ ‬ومعالجة‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬سائل‭ ‬واحد،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬أنظمة‭ ‬التذوق‭ ‬السابقة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬حواسيب‭ ‬خارجية‭ ‬لمعالجة‭ ‬البيانات،‭ ‬بينما‭ ‬يتعطل‭ ‬معظم‭ ‬المكوّنات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬عند‭ ‬غمرها‭ ‬في‭ ‬السوائل،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يفرض‭ ‬فصل‭ ‬وظائف‭ ‬الاستشعار‭ ‬عن‭ ‬المعالجة‭.‬

وقد‭ ‬تجاوز‭ ‬الابتكار‭ ‬الجديد‭ ‬هذه‭ ‬العقبة‭ ‬باستخدام‭ ‬أغشية‭ ‬أكسيد‭ ‬الغرافين‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الوظيفتين‭ ‬وهي‭ ‬مغمورة‭ ‬في‭ ‬السائل‭.‬

وتقوم‭ ‬آلية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إذابة‭ ‬المركبات‭ ‬الكيمياوية‭ ‬في‭ ‬السائل،‭ ‬حيث‭ ‬تتحلل‭ ‬إلى‭ ‬أيونات‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬قنوات‭ ‬مجهرية‭ ‬داخل‭ ‬صفائح‭ ‬الكربون،‭ ‬أصغر‭ ‬آلاف‭ ‬المرات‭ ‬من‭ ‬سمك‭ ‬شعرة‭ ‬الإنسان‭.‬

هذه‭ ‬القنوات‭ ‬تخلق‭ ‬أنماطاً‭ ‬أيونية‭ ‬مميزة‭ ‬لكل‭ ‬نكهة،‭ ‬ويتعلم‭ ‬النظام‭ ‬هذه‭ ‬الأنماط‭ ‬تدريجياً‭ ‬مع‭ ‬تكرار‭ ‬الاستخدام،‭ ‬فيتحسن‭ ‬أداؤه‭ ‬في‭ ‬تمييز‭ ‬النكهات‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬يتعلم‭ ‬الدماغ‭ ‬البشري‭ ‬التفرقة‭ ‬بين‭ ‬المذاقات‭ ‬المتشابهة‭.‬

وأكد‭ ‬الباحثون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬تحمل‭ ‬إمكانات‭ ‬واسعة،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬الأمراض‭ ‬عبر‭ ‬تحليل‭ ‬النكهات‭ ‬البيوكيمياوية،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬تأثيرات‭ ‬الأدوية،‭ ‬ومساعدة‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬فقدوا‭ ‬حاسة‭ ‬التذوق‭ ‬بسبب‭ ‬اضطرابات‭ ‬عصبية‭ ‬أو‭ ‬سكتات‭ ‬دماغية‭.‬

كما‭ ‬يمكن‭ ‬توظيفها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬اختبارات‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭ ‬وضبط‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬المشروبات،‭ ‬ومراقبة‭ ‬جودة‭ ‬المياه‭ ‬عبر‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬النكهات‭ ‬الكيمياوية‭ ‬المميزة‭.‬

وقال‭ ‬يونغ‭ ‬يان،‭ ‬أستاذ‭ ‬الكيمياء‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬لعلوم‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬النانو‭ ‬بالصين‭ ‬وأحد‭ ‬مؤلفي‭ ‬الدراسة،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الاكتشاف‭ ‬يقدم‭ ‬نموذجاً‭ ‬جديداً‭ ‬لتصميم‭ ‬أجهزة‭ ‬أيونية‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬الطبيعة،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬السائلة‭ ‬واستشعار‭ ‬محيطها‭ ‬ومعالجة‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬الجهاز‭ ‬العصبي‭ ‬البشري‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا