في الأجواء الرياضية، إذ تتشابك الأحلام مع التحديات، برز أحمد كريم كابتن نادي الدير في الكرة الطائرة كأحد الأسماء التي صنعت حضورها بثبات وإصرار، من بداياته البسيطة مع أصدقائه في أروقة النادي، مرورا بمحطات حاسمة شكلت مسيرته، وصولا إلى رؤيته النقدية للعبة ومستقبلها في المملكة، يكشف لنا في هذا الحوار عن أسرار اختياراته، أبرز لحظاته، هموم اللعبة محليا، وأفكاره لتطويرها في هذه السطور.
1. لماذا اخترت لعبة الكرة الطائرة بالذات؟
- كان نادي الدير يضم لعبتين فقط كرة اليد والكرة الطائرة، ولم تكن لدي رغبة في لعب كرة اليد، وبما أن أصدقائي، مثل محمد عطية وبعض اللاعبين الآخرين، كانوا يمارسون كرة الطائرة، انضممت إليهم ولعبت هذه اللعبة.
2. من كان له الدور الأكبر في اكتشاف موهبتك وتشجيعك؟
- المدرب القدير للفريق سابقا الكابتن إبراهيم علي كان له الدور الكبير في اكتشاف وصقلي وتوجيهي.
3. ما اللحظة التي تعتبرها الأبرز في مشوارك كلاعب؟
- آخر موسم بلغنا فيه مباراة الصعود كان عام 2019، في اللقاء الفاصل المؤهل للمباراة النهائية أمام نادي الشباب، وكان ذلك الموسم استثنائيا بالنسبة لي مع الفريق.
4. لماذا اخترت اللعب في مركز 3؟
- بدأت مسيرتي في الفئات العمرية من فئة المهرجان حتى فئة الشباب لاعبا في مركز 4، لكن أحد المدربين اقترح علي الانتقال إلى اللعب في مركز 3 بسبب نقص اللاعبين فيه في ذلك الوقت، نظرا لتميزي في الارتقائي العالي، ومنذ ذلك الحين واصلت اللعب في المركز 3 حتى يومنا هذا.
5. هل ترى أن لاعب مركز 3 لاعب مظلوم؟ ولماذا؟
- من دون الانتقاص من جهود بقية اللاعبين، يعد لاعب مركز (3) الأكثر حركة في الملعب والأكثر تأثيرا على مستوى حوائط الصد، غير أن متوسط عدد نقاطه غالبا ما يكون أقل مقارنة بلاعبي مركزي (4) و(2)، ومن هذا المنطلق تميل التغطيات الإعلامية عادة إلى إبراز أصحاب المعدلات الأعلى في إحراز النقاط، ما يشكل نوعا من الظلم تجاه لاعبي هذا المركز.
6. من أفضل صانع ألعاب لعبت معه؟ ولماذا؟
- بدون أي تردد، أرى أن الكابتن عبدالجليل جاسم هو تقريبا المعد الوحيد الذي لعبت معه وكان قادرا على التكيف مع أي ضارب في جميع المراكز، حاليا، معظم المعدين يحتاجون إلى فترة للتفاهم على أسلوب لعب معين لخلق الانسجام، خصوصا في الكرات السريعة، لكن الكابتن عبدالجليل كان يمرر الكرة بدقة متناهية - كما نقول «بالقلم والمسطرة» - وفقا لأسلوب وحركة كل لاعب.
7. أيهما أكثر فهما وفائدة لطائرة الدير المدرب المحلي أم الخارجي؟ ولماذا؟
- من وجهة نظري، لا يوجد حاليا مدرب محلي أو أجنبي يمكن اعتباره المدرب المثالي، فالمشكلة الحقيقية تكمن في القاعدة والفئات العمرية، إذ أن أغلب اللاعبين يفتقرون إلى أساسيات صحيحة، أو يمتلكون أساسيات ضعيفة نسبيا.
8. ما تقييمك لاهتمام نادي الدير بالفئات العمرية؟
- حاليا، يحظى نادي الدير باهتمام ملحوظ على صعيد الفئات العمرية، غير أن هاجس استمرارية هؤلاء اللاعبين من عدمه في المراحل المتقدمة ما زال يرافق إدارة النادي، وهو ما يستدعي تركيز الجهود لمعالجته.
9. كيف يمكن جذب المواهب الصغيرة لممارسة الكرة الطائرة في النادي؟
- إطلاق دوريات داخلية مصغرة بالتعاون مع إدارات المدارس لاكتشاف جيل جديد من المواهب، مع دعوة وسائل الإعلام لفتح مساحات أوسع لتغطية اللعبة وإبراز نجومها، بدل حصر الأضواء في لعبة واحدة فقط.
10. ما نصيحتك للجيل الجديد من اللاعبين في النادي؟
- الالتزام بالحضور والمشاركة الفعالة في الحصص التدريبية يعد الأساس الأول والأخير لنجاح اللاعب، مع التركيز على تنمية الجوانب البدنية واللياقية، خاصة أن لعبة كرة الطائرة تتطلب مقومات جسدية ومهارية متكاملة لمن يرغب في التطور والارتقاء بمستواه.
11. هل ترى أن دمج الناشئين مع الفريق الأول فكرة مفيدة؟
في بعض الأندية التي تعاني من نقص في لاعبي الفريق الأول، يمكن إشراك اللاعبين المتميزين من الفئات الأصغر لإكسابهم الثقة والحافز لتطوير مستواهم، لكن دون أن يكون ذلك على حساب مشاركتهم مع فئتهم الحالية التي يلعبون ضمنها.
12. هل تفكر في الاتجاه للتدريب أو العمل الإداري بعد الاعتزال؟
- بالفعل، أمتلك خطة مدروسة للانتقال إلى ميدان التدريب عقب اعتزالي.
13. كيف ترى مستقبل الكرة الطائرة في المملكة؟
- المستقبل يبدو واعدا بفضل وفرة الخامات الموهوبة في مختلف الأندية، سواء الكبيرة منها أو الصغيرة.
14. برأيك، ما التحديات والصعوبات الأكبر التي تواجه اللعبة محليا؟
- ضعف الدعم المادي والإعلامي للعبة، إلى جانب غياب الرعاة عن الأندية، يعيق جهود تطوير اللعبة ويحد من قدرة الأندية على إعداد اللاعبين بالشكل الأمثل.
15. ما الخطوات التي يجب على الأندية اتخاذها لضمان استمرار مواهب اللعبة؟
- الاهتمام بالمواهب ورعايتها من جميع الجوانب، مع العمل على تحفيزها وتوفير المدربين الأكفاء القادرين على تطوير قدراتها.
16. هل تشعر أن الكرة الطائرة تنال اهتماما إعلاميا كافيا مقارنة ببقية الألعاب؟
- مقارنة ببقية الألعاب، تعد الكرة الطائرة من الألعاب التي حققت العديد من الإنجازات، إلا أنها لم تحظ بالاهتمام الإعلامي الذي نالته كرتي القدم والسلة.
17. كيف ترى منافسات الموسم القادم؟
- الموسم القادم سيكون موسما تصنيفيا وفقا لنظام المسابقة المعتمد، أما بعده فسيعود نظام المسابقة كما كان سابقا، مع تعديل يسمح بصعود فريقين وهبوط فريقين من الدرجتين، ومن وجهة نظري، هذا النظام الجديد أفضل من النظام السابق.
- ما بين حب اللعبة والإيمان بقدرتها على صناعة الأبطال، وبين نقد الواقع والسعي لتغييره، يظهر هذا الحوار صورة لاعب لا يكتفي بالمشاركة في الملعب، بل يحمل هم تطوير اللعبة وصناعة أجيال جديدة. فطموحه لا يقف عند حدود الفوز بالمباريات، بل يمتد إلى بناء إرث رياضي يجعل من الكرة الطائرة البحرينية قوة لا يستهان بها في ملعبها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك