العدد : ١٧٣١٠ - الخميس ١٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١٠ - الخميس ١٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ صفر ١٤٤٧هـ

ألوان

كتابة سرية اخترعتها النساء في الصين تعود بعد 400 عام

الخميس ١٤ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

داخل‭ ‬مشغل‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬هونان‭ ‬بوسط‭ ‬الصين،‭ ‬تستخدم‭ ‬إحدى‭ ‬المعلّمات‭ ‬فرشاة‭ ‬حبر‭ ‬بلطف‭ ‬لتخطّ‭ ‬بها‭ ‬حروف‭ ‬كتابة‭ ‬سرّية‭ ‬اخترعتها‭ ‬نساء‭ ‬قبل‭ ‬قرون‭. ‬

نشأت‭ ‬الـ«نوشو‮»‬‭ ‬nushu‭ ‬التي‭ ‬تعني‭ ‬حرفيا‭ ‬‮«‬كتابة‭ ‬النساء‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬400‭ ‬عام،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬النساء‭ ‬محرومات‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬من‭ ‬الكتابة‭. ‬وبفضل‭ ‬الـ‮«‬نوشو‮»‬،‭ ‬تمكنت‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬بعضهنّ‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرسائل‭ ‬والأغاني‭ ‬وحتى‭ ‬التطريز‭. ‬

وتوارثت‭ ‬نساء‭ ‬مقاطعة‭ ‬جيانغيونغ‭ ‬الـ«نوشو‮»‬‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬آخر،‭ ‬وتعاود‭ ‬هذه‭ ‬الكتابة‭ ‬اكتساب‭ ‬شعبية‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬الصين،‭ ‬باعتبارها‭ ‬رمزا‭ ‬للقوة‭ ‬الأنثوية‭. ‬

توضح‭ ‬بان‭ ‬شينغ‭ ‬ون،‭ ‬وهي‭ ‬طالبة‭ ‬تبلغ‭ ‬21‭ ‬عاما،‭ ‬أن‭ ‬الـ«نوشو‮»‬‭ ‬تتيح‭ ‬للنساء‭ ‬التواصل‭ ‬بأمان‭. ‬وتقول‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬إنها‭ ‬توفر‭ ‬لنا‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الملاذ‭ ‬الآمن‭. ‬يمكننا‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬أفكارنا،‭ ‬وتبادل‭ ‬الأحاديث‭ ‬كأخوات،‭ ‬والتحدث‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شيء‮»‬‭. ‬

بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬الحروف‭ ‬الصينية،‭ ‬تُعدّ‭ ‬كلمات‭ ‬الـ«نوشو‮»‬‭ ‬صوتية،‭ ‬ومربعة‭ ‬بشكل‭ ‬أقل،‭ ‬وأرفع،‭ ‬وتشبه‭ ‬أوراق‭ ‬الشجر‭. ‬

تقول‭ ‬الشابة‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬نكتب‭... ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نتنفّس‭ ‬بهدوء،‭ ‬وتكون‭ ‬الفرشاة‭ ‬ثابتة‭ ‬فقط‮»‬‭. ‬

عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬شياوهونغشو‮»‬‭ ‬الصيني‭ ‬المشابه‭ ‬الانستجرام،‭ ‬حققت‭ ‬المنشورات‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬وسم‭ ‬‮«‬نوشو‮»‬‭ ‬72‭ ‬مليون‭ ‬مشاهدة،‭ ‬ومعظمها‭ ‬لشابات‭ ‬شاركن‭ ‬صورا‭ ‬للوشوم‭ ‬أو‭ ‬إبداعات‭ ‬أخرى‭ ‬تتضمن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الكتابة‭. ‬

وتشير‭ ‬هي‭ ‬جينغيينغ،‭ ‬وهي‭ ‬طالبة‭ ‬أيضا،‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬والدتها‭ ‬هي‭ ‬مَن‭ ‬سجّلتها‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬الـ‮«‬نوشو‮»‬‭. ‬تمنحها‭ ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬‮«‬شعورا‭ ‬عميقا‭ ‬بالسكينة‮»‬‭. ‬وتقول‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬تلمس‭ ‬الفرشاة‭ ‬الورقة،‭ ‬تشعر‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬داخلك‮»‬‭. ‬

الـ«نوشو‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرّد‭ ‬نظام‭ ‬كتابة،‭ ‬إنها‭ ‬تعكس‭ ‬تجربة‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬جيانغيونغ‭ ‬الريفية،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬توضح‭ ‬الأستاذة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬تسينغهوا‭ ‬في‭ ‬بكين‭ ‬تشاو‭ ‬ليمينغ‭. ‬

وتقول‭ ‬ليمينغ‭ ‬التي‭ ‬درست‭ ‬الـ‮«‬نوشو‮»‬‭ ‬لأربعين‭ ‬عاما‭ ‬‮«‬كان‭ ‬مجتمعا‭ ‬يهيمن‭ ‬عليه‭ ‬الرجال‭. ‬وشكّلت‭ ‬أعمال‭ ‬هؤلاء‭ ‬النساء‭ ‬صرخة‭ ‬ضد‭ ‬الظلم‮»‬‭. ‬

وتُقرأ‭ ‬كلمات‭ ‬الـ‮«‬نوشو‮»‬‭ ‬باللهجة‭ ‬المحلية،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬تعلّمها‭ ‬صعبا‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬المناطق‭ ‬الأخرى‭. ‬لكنّ‭ ‬أناقة‭ ‬الـ«نوشو‮»‬‭ ‬وندرتها‭ ‬تُفسران‭ ‬الاهتمام‭ ‬المتجدد‭ ‬بهذه‭ ‬الكتابة،‭ ‬وفق‭ ‬الأستاذة‭ ‬هي‭ ‬يويجوان‭. ‬

وتقول‭ ‬يويجوان‭ ‬أمام‭ ‬معرضها‭ ‬حيث‭ ‬تبيع‭ ‬مجوهرات‭ ‬ملونة‭ ‬وشالات‭ ‬مزينة‭ ‬بنقوش‭ ‬الـ«نوشو‮»‬،‭ ‬‮«‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬تحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬كبيرة،‭ ‬وتحديدا‭ ‬بين‭ ‬طلاب‭ ‬الفنون‮»‬‭. ‬

وتوضح‭ ‬الأستاذة‭ ‬المتحدرة‭ ‬من‭ ‬جيانغيونغ‭ ‬أن‭ ‬الـ«نوشو‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‮»‬‭ ‬لطفولتها‭. ‬

ويويجوان‭ ‬إحدى‭ ‬‮«‬ورثة‮»‬‭ ‬الـ«نوشو‮»‬‭ ‬الاثنتي‭ ‬عشرة‭ ‬المعترف‭ ‬بهنّ‭ ‬من‭ ‬الحكومة،‭ ‬وتتمتع‭ ‬حاليا‭ ‬بالحق‭ ‬في‭ ‬تدريسها‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا