العدد : ١٧٣٠٦ - الأحد ١٠ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٠٦ - الأحد ١٠ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ صفر ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

1086 قضية «جرائم إلكترونية» منذ بداية العام
ارتفاع الخسائر العالمية بسبب الجرائم الإلكترونية 257% خلال أربع سنوات

تحقيق: محمد الساعي

الأحد ١٠ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية:

مواكبة مستمرة لتطورات عالم الجريمة.. وتطوير متواصل لإمكانيات المواجهة


ممارسات قد يقوم بها البعض بحسن نية ولكنها جريمة تعرضهم للمساءلة القانونية


تصوير‭: ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة‭ ‬

 

وفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬تجاوزت‭ ‬الخسائر‭ ‬العالمية‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬بسبب‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬16‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬ارتفاعا‭ ‬كبيرا‭ ‬بلغ‭ ‬257%‭ ‬خلال‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬فقط،‭ ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬بلغت‭ ‬الخسائر‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬نحو‭ ‬3‭.‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬ارتفعت‭ ‬إلى‭ ‬4‭.‬2‭ ‬مليارات‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬ووصلت‭ ‬في‭ ‬2021‭ ‬إلى‭ ‬6‭.‬9‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬ثم‭ ‬10‭.‬3‭ ‬مليارات‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬و12‭.‬5‭ ‬مليارا‭ ‬في‭ ‬2023‭.‬

والمقلق‭ ‬في‭ ‬الأمر،‭ ‬هو‭ ‬التوقعات‭ ‬بأن‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمة‭ ‬الخسائر‭ ‬نحو‭ ‬10‭.‬5‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ (‬2025‭)‬،‭ ‬بحسب‭ ‬شركة‭ (‬Cybersecurity‭ ‬Ventures‭).‬

ولم‭ ‬تعد‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬مقتصرة‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬المالية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تعددت‭ ‬أدواتها‭ ‬وأشكالها‭ ‬وأهدافها‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬سرقة‭ ‬البيانات‭ ‬والمعلومات‭ ‬والاحتيال‭ ‬واختراق‭ ‬الحسابات‭ ‬والاختراقات‭ ‬الأمنية‭ ‬والهجمات‭ ‬السيبرانية،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬الشائعات‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬وتهديد‭ ‬الأمن‭ ‬المجتمعي‭ ‬والتحرش‭ ‬والابتزاز‭ ‬الإلكتروني‭ ‬وانتهاك‭ ‬الخصوصية‭ ‬والاستغلال‭ ‬الجنسي‭ ‬وغيرها‭. ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والدول‭.‬
البحرين‭ ‬كانت‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬وبادرت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬إدارة‭ ‬متخصصة‭ ‬بمكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ضمن‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬والأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والإلكتروني‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬كما‭ ‬أصدر‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬قرارا‭ ‬بإنشاء‭ ‬نيابة‭ ‬متخصصة‭ ‬بمسمى‭ (‬نيابة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭).‬

ومنذ‭ ‬تأسيسها،‭ ‬ركزت‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المتزايدة‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬وحماية‭ ‬المجتمع‭ ‬والاقتصاد‭ ‬من‭ ‬أضرارها‭.‬

 

‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬وقفة‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬التي‭ ‬يتعاظم‭ ‬دورها‭ ‬بتزايد‭ ‬أدوات‭ ‬وأنواع‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬محليا‭ ‬وعالميا،‭ ‬حيث‭ ‬التقينا‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مفتوح‭ ‬مع‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المقدم‭ ‬الدكتور‭ ‬إسماعيل‭ ‬ناجي‭ ‬الأمين،‭ ‬لنسأله‭ ‬بداية‭ ‬عن‭ ‬أبرز‭ ‬الاختصاصات‭ ‬والمجالات‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬عليها‭ ‬الإدارة‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تطور‭ ‬وسائل‭ ‬وطرق‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أجاب‭ ‬عليه‭ ‬بقوله‭:‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬تعمل‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬على‭ ‬محورين‭:‬

الأول‭ ‬هو‭ ‬المحور‭ ‬الوقائي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توعية‭ ‬الجمهور‭ ‬والرصد‭ ‬والمتابعة‭. ‬والثاني‭ ‬هو‭ ‬المحور‭ ‬الإجرائي،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلقي‭ ‬البلاغات‭ ‬ومباشرة‭ ‬التحريات‭ ‬وجمع‭ ‬الاستدلالات،‭ ‬وتوظيف‭ ‬الوسائل‭ ‬التقنية‭ ‬أو‭ ‬الميدانية‭ ‬لمعاونة‭ ‬السلطات‭ ‬القضائية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الناجزة‭. ‬ويدخل‭ ‬ضمن‭ ‬اختصاص‭ ‬الإدارة،‭ ‬الجرائم‭ ‬المرتكبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والإنترنت،‭ ‬والتي‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬الإلكتروني‭ ‬للأفراد‭ ‬أو‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وتشكل‭ ‬جريمة‭ ‬وفقاً‭ ‬للقانون،‭ ‬حيث‭ ‬تتعامل‭ ‬الإدارة‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬متنوعة،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬تباشر‭ ‬الإدارة‭ ‬البلاغات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بجرائم‭ ‬إساءة‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصالات‭ ‬السلكية‭ ‬واللاسلكية،‭ ‬والسب‭ ‬والقذف‭ ‬والابتزاز‭ ‬واختراق‭ ‬الحسابات‭ ‬وانتحال‭ ‬الهوية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬المستحدثة،‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والإنترنت‭.‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نوضح‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأفعال‭ ‬تمثل‭ ‬مرتكبيها‭ ‬ولا‭ ‬تعتبر‭ ‬ظاهرة‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬بطبيعته‭ ‬مجتمع‭ ‬محافظ‭ ‬وملتزم‭ ‬بالأنظمة‭ ‬والقوانين‭.‬

ويضيف‭ ‬المقدم‭ ‬الدكتور‭ ‬إسماعيل‭: ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬هناك‭ ‬تنسيق‭ ‬بين‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وإدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬كلٌ‭ ‬بحسب‭ ‬اختصاصه،‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الاحتيال‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭. ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬الإعلانات‭ ‬المضللة‭ ‬عن‭ ‬منتجات‭ ‬بأسعار‭ ‬مغرية‭ ‬جدًا،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تُعرض‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬أو‭ ‬تطبيقات‭ ‬التسوق‭.‬

ومن‭ ‬اللافت‭ ‬أن‭ ‬المحتالين‭ ‬اليوم‭ ‬يستغلون‭ ‬خوارزميات‭ ‬التطبيقات‭ ‬الذكية،‭ ‬التي‭ ‬تُظهر‭ ‬للمستخدمين‭ ‬ما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬اهتماماتهم‭ ‬واحتياجاتهم‭. ‬فتجد‭ ‬الإعلان‭ ‬يستهدف‭ ‬الفئات‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالموضوع‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬كأن‭ ‬يعرض‭ ‬عليك‭ ‬شخص‭ ‬هاتفًا‭ ‬حديثًا‭ ‬بنصف‭ ‬السعر،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬إصداره‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬ويستهدف‭ ‬بذلك‭ ‬شغف‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬اقتناء‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المنتجات،‭ ‬وفي‭ ‬الغالب،‭ ‬تقع‭ ‬ضحية‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬فئات‭ ‬متنوعة‭ ‬بحسب‭ ‬الموضوع‭ ‬والمواسم‭. ‬ونحن‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬تتبع‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات،‭ ‬لكننا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬نؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬وعي‭ ‬المستخدم‭ ‬وثقافته‭ ‬الرقمية،‭ ‬لتجنب‭ ‬الانجراف‭ ‬خلف‭ ‬العروض‭ ‬السريعة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬مصدرها‭ ‬ومصداقيتها‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬تحرص‭ ‬الإدارة‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬التطور‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الجريمة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعم‭ ‬والاهتمام‭ ‬المباشر‭ ‬الذي‭ ‬يوليه‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬ونائب‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬ومدير‭ ‬عام‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬والأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والإلكتروني،‭ ‬حيث‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬التفوق‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬أحدث‭ ‬التقنيات‭ ‬والأساليب،‭ ‬ودراسة‭ ‬الحالات‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها،‭ ‬والتنسيق‭ ‬الأمني‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬ضمن‭ ‬خططنا‭ ‬التطويرية،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬والتنسيق‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬قادرة‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬المواجهة‭ ‬والمكافحة‭.‬

1086‭ ‬قضية

*‭ ‬كم‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬باشرتها‭ ‬الإدارة‭ ‬هذا‭ ‬العام؟‭ ‬وما‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬على‭ ‬مقدم‭ ‬البلاغ‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬للتبليغ‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي؟‭ ‬

**‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬القضايا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2025‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي‭ ‬1086‭ ‬قضية‭. ‬

وهناك‭ ‬عدة‭ ‬طرق‭ ‬لتقديم‭ ‬البلاغ،‭ ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نوضّح‭ ‬أن‭ ‬الاتصال‭ ‬بالخط‭ ‬الساخن‭ (‬992‭) ‬هو‭ ‬وسيلة‭ ‬أولية‭ ‬لتقديم‭ ‬معلومة‭ ‬أو‭ ‬استفسار،‭ ‬وليس‭ ‬بلاغًا‭ ‬رسميًا‭ ‬مُكتملا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشكل‭ ‬والمستندات،‭ ‬وهي‭ ‬وسيلة‭ ‬فعالة‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬تتطلب‭ ‬سرعة‭ ‬الإجراء‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬الخط‭ ‬الساخن،‭ ‬يقوم‭ ‬المختصون‭ ‬بتقييم‭ ‬الحالة‭ ‬وتوجيه‭ ‬الشخص،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬بالإمكان‭ ‬حل‭ ‬مشكلته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإرشاد‭ ‬فقط،‭ ‬أو‭ ‬حضوره‭ ‬شخصيًا‭ ‬إلى‭ ‬مبنى‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬والأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والإلكتروني،‭ ‬الكائن‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬العدلية،‭ ‬لتقديم‭ ‬التوضيحات‭ ‬بشأن‭ ‬الواقعة‭ ‬لمأموري‭ ‬الضبط‭ ‬القضائي،‭ ‬مدعّماً‭ ‬بالمستندات‭ ‬والأدلة‭.‬

كذلك،‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تقديم‭ ‬البلاغ‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬حكومتي‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يُعتبر‭ ‬وسيلة‭ ‬آمنة‭ ‬وسهلة،‭ ‬وخاصة‭ ‬للحالات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتطلب‭ ‬حضورًا‭ ‬عاجلاً،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬إرفاق‭ ‬كل‭ ‬التوضيحات‭ ‬والمستندات‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬مأموري‭ ‬الضبط‭ ‬القضائي‭ ‬من‭ ‬استكمال‭ ‬البلاغ‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الشكلية‭ ‬أو‭ ‬الموضوعية‭. ‬

*‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬المميزة‭ ‬التي‭ ‬دشنتها‭ ‬الإدارة‭ ‬خدمة‭ ‬الواتساب‭. ‬ماذا‭ ‬تضيف‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة؟‭ ‬

**‭ ‬بالفعل،‭ ‬فمن‭ ‬منطلق‭ ‬حرص‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬خدماتها‭ ‬وتسهيل‭ ‬الوصول‭ ‬وسبل‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الجمهور،‭ ‬أتاحت‭ ‬خدمة‭ ‬التواصل‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الواتساب‮»‬‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والإرشاد‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬ومع‭ ‬توجه‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬إلى‭ ‬التطوير‭ ‬المستمر‭ ‬للخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬وإيجاد‭ ‬تجربة‭ ‬أكثر‭ ‬تطورًا‭ ‬تم‭ ‬تدشين‭ ‬خدمة‭ ‬تقديم‭ ‬البلاغات‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬حكومتي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يوفر‭ ‬وسيلة‭ ‬أكثر‭ ‬كفاءة‭ ‬وسرعة‭ ‬لمعالجة‭ ‬البلاغات‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬كما‭ ‬بادرت‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬والأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والإلكتروني‭ ‬بإطلاق‭ ‬خدمة‭ ‬الرسائل‭ ‬التوعوية‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬واتساب‭ (‬المجتمع‭) ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الجرائم‭ ‬المالية‭ ‬والإلكترونية‭ ‬‭ ‬توصلك‭ ‬أول‭ ‬بأول‮»‬،‭ ‬بهدف‭ ‬نشر‭ ‬التوعية‭ ‬الأمنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬الأساليب‭ ‬والتقنيات‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬المجرمون،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬توضيح‭ ‬وسائل‭ ‬الوقاية‭ ‬والحماية‭ ‬منها‭.‬

*‭ ‬ما‭ ‬العقوبات‭ ‬التي‭ ‬يحددها‭ ‬القانون‭ ‬بشأن‭ ‬مرتكبي‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية؟

**‭ ‬بحسب‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬60‭) ‬لسنة‭ ‬2014‭ ‬بشأن‭ ‬جرائم‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات،‭ ‬تختلف‭ ‬العقوبات‭ ‬حسب‭ ‬نوع‭ ‬الجريمة،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الآتي‭:‬

*‭ ‬المادة‭ (‬3‭): ‬

‮«‬يعاقب‭ ‬بالحبس‭ ‬وبالغرامة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تجاوز‭ ‬خمسين‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬بإحدى‭ ‬هاتين‭ ‬العقوبتين،‭ ‬من‭ ‬أحدث‭ ‬تلفًا‭ ‬في‭ ‬بيانات‭ ‬وسيلة‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬أو‭ ‬نظام‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‮»‬‭. ‬

العقوبة‭ ‬القصوى‭: ‬السجن‭ ‬المؤبد‭ ‬إذا‭ ‬أدى‭ ‬التلف‭ ‬إلى‭ ‬موت‭ ‬إنسان‭ ‬عمدًا‭. ‬

*‭ ‬المادة‭ (‬5‭): ‬

‮«‬السجن‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬خمس‭ ‬سنين‭ ‬والغرامة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تجاوز‭ ‬ستين‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬إذا‭ ‬استُخدمت‭ ‬البيانات‭ ‬لتهديد‭ ‬شخص‭ ‬لحمله‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بفعل‭ ‬أو‭ ‬الامتناع‭ ‬عنه،‭ ‬وبلغ‭ ‬الجاني‭ ‬مقصده‮»‬‭.‬

*‭ ‬المادة‭ (‬8‭):‬

‮«‬تعاقب‭ ‬بالحبس‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ‬مال‭ ‬الغير‭ ‬أو‭ ‬مزية‭ ‬بالتزوير‭ ‬الإلكتروني‭ ‬أو‭ ‬الاحتيال‭ ‬عبر‭ ‬النظم‭ ‬المعلوماتية‮»‬‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬كشفت‭ ‬خطورة‭ ‬الابتزاز‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬أدين‭ ‬أحد‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تورط‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬تهديد‭ ‬وابتزاز‭ ‬الشاكي،‭ ‬مستغلًا‭ ‬بيانات‭ ‬وصورًا‭ ‬شخصية،‭ ‬استطاع‭ ‬الوصول‭ ‬اليها‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬التحريات‭ ‬وتتبع‭ ‬التقنيات‭ ‬المستخدمة‭ ‬وجمع‭ ‬الأدلة‭ ‬الرقمية،‭ ‬وأصدرت‭ ‬المحكمة‭ ‬حكمًا‭ ‬بسجنه‭ ‬مدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬إبعاده‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭ ‬فور‭ ‬انتهاء‭ ‬مدة‭ ‬العقوبة‭.‬

‭ ‬كذلك،‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تعاملنا‭ ‬معها‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬قضية‭ ‬ابتزاز‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬فتاة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وثقت‭ ‬بشخص‭ ‬ضمن‭ ‬علاقة‭ ‬خاصة‭ ‬بينهما،‭ ‬حيث‭ ‬استخدم‭ ‬صورها‭ ‬الشخصية‭ ‬كوسيلة‭ ‬للضغط‭ ‬والتهديد‭. ‬وبالفعل،‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تحصيل‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬منها،‭ ‬لكنها‭ ‬تواصلت‭ ‬معنا‭ ‬لاحقًا‭ ‬وتم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬البلاغ‭ ‬بسرية‭ ‬تامة،‭ ‬حيث‭ ‬صدر‭ ‬لاحقاً‭ ‬بحق‭ ‬الجاني‭ ‬حكم‭ ‬بالسجن‭ ‬والغرامة‭.‬

*‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬سلوكيات‭ ‬أو‭ ‬ممارسات‭ ‬قد‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬البعض‭ ‬بحسن‭ ‬نية‭ ‬لكنها‭ ‬تعتبر‭ ‬جنحة‭ ‬أو‭ ‬جريمة‭ ‬قد‭ ‬تعرضه‭ ‬للمساءلة‭ ‬القانونية؟‭ ‬

**‭ ‬نعم،‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬نحرص‭ ‬على‭ ‬التوعية‭ ‬بشأنها‭. ‬فكثير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬يرتكبون‭ ‬أفعالًا‭ ‬يظنون‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬عادية‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬مجرد‭ ‬مزاح‮»‬،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬تُصنّف‭ ‬قانونًا‭ ‬كجرائم‭.‬

من‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭:‬

‭ - ‬المساس‭ ‬بالحياة‭ ‬الخاصة،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬جريمة‭ ‬وفق‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البحريني،‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬تسبّب‭ ‬بنشر‭ ‬فضيحة‭ ‬أو‭ ‬إساءة‭. ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يُكيّف‭ ‬هذا‭ ‬الفعل،‭ ‬بحسب‭ ‬ملابسات‭ ‬القضية،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سلطة‭ ‬التحقيق‭ ‬كجريمة‭ ‬تشهير،‭ ‬أو‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭ ‬الابتزاز‭ ‬إذا‭ ‬استُخدمت‭ ‬الصور‭ ‬أو‭ ‬المحادثات‭ ‬للتهديد‭.‬

‭- ‬إرسال‭ ‬روابط‭ ‬مزيفة‭ ‬أو‭ ‬مشبوهة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المزاح،‭ ‬فهذا‭ ‬السلوك‭ ‬يُعد‭ ‬غير‭ ‬قانوني،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬تسبب‭ ‬الرابط‭ ‬المرسل‭ ‬في‭ ‬اختراق‭ ‬أو‭ ‬ضرر‭ ‬أو‭ ‬إفشاء‭ ‬بيانات،‭ ‬فإن‭ ‬المرسل‭ ‬يتحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يقصد‭ ‬الإضرار‭. ‬وقد‭ ‬يُعد‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬ظرفًا‭ ‬مشددًا‮»‬‭ ‬إذا‭ ‬ترتب‭ ‬على‭ ‬الاختراق‭ ‬إفشاء‭ ‬بيانات‭ ‬خاصة،‭ ‬فبحسب‭ ‬قانون‭ ‬رقم‭ (‬60‭) ‬لسنة‭ ‬2014‭ ‬بشأن‭ ‬جرائم‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬المادة‭ (‬2‭) ‬يُعاقب‭ ‬بالحبس‭ ‬من‭ ‬دخل‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬معلوماتي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مسوغ‭ ‬قانوني‭. ‬فإذا‭ ‬تسبب‭ ‬الرابط‭ ‬المرسل‭ ‬في‭ ‬اختراق‭ ‬أو‭ ‬ضرر‭ ‬أو‭ ‬إفشاء‭ ‬بيانات،‭ ‬فإن‭ ‬المرسل‭ ‬يتحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يقصد‭ ‬الإضرار‭. ‬

‭- ‬إرسال‭ ‬أو‭ ‬تداول‭ ‬صور‭ ‬أو‭ ‬ملصقات‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬إباحي‭ ‬عبر‭ ‬التطبيقات،‭ ‬فبعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬يرسلون‭ ‬ملصقات‭ ‬أو‭ ‬مقاطع‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬طابع‭ ‬إباحي،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬يُجرّم‭ ‬حتى‭ ‬حيازة‭ ‬أو‭ ‬تداول‭ ‬المواد‭ ‬الإباحية‭.‬

وبحسب‭ ‬المادة‭ (‬10‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬60‭) ‬لسنة‭ ‬2014‭ ‬بشأن‭ ‬جرائم‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والتي‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬العقوبة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬سنة‭ ‬وغرامة‭ ‬لا‭ ‬تجاوز‭ ‬عشرة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أنتج‭ ‬أو‭ ‬استورد‭ ‬أو‭ ‬باع‭ ‬أو‭ ‬عرض‭ ‬للبيع‭ ‬أو‭ ‬الاستخدام‭ ‬أو‭ ‬تداول‭ ‬أو‭ ‬نقل‭ ‬أو‭ ‬وزع‭ ‬أو‭ ‬أرسل‭ ‬أو‭ ‬نشر‭ ‬أو‭ ‬أتاح‭ ‬مادة‭ ‬إباحية‭ ‬بواسطة‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات،‭ ‬وتشدد‭ ‬العقوبة‭ ‬وتصبح‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬سنتين‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬المادة‭ ‬الإباحية‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬طفل‭. ‬

ففي‭ ‬إحدى‭ ‬الحالات‭ ‬الواقعية،‭ ‬أرسل‭ ‬طالب‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬إلى‭ ‬زميله‭ ‬ملصقا‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬الواتساب‭ ‬فيه‭ ‬طابع‭ ‬إباحي‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬المزاح،‭ ‬لكنه‭ ‬تعرض‭ ‬للمساءلة‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬منظورة‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬المختصة‭. ‬

لذلك،‭ ‬نُشدّد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الوعي‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الفضاء‭ ‬الرقمي‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬فني‭ ‬وقانوني‭ ‬واحترام‭ ‬الحياة‭ ‬الخاصة‭ ‬وحريات‭ ‬الآخرين،‭ ‬ومراعاة‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬المحمودة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

أرقام‭ ‬بحرينية‭!‬

*‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬الاحتيال‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬أرقام‭ ‬بحرينية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬أسباب‭ ‬عدم‭ ‬إمكانية‭ ‬الإمساك‭ ‬بالمحتالين؟

**‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬رقم‭ ‬هاتف‭ ‬بحريني‭ ‬يعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬صاحبه‭ ‬داخل‭ ‬المملكة‭ ‬ويمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬بسهولة،‭ ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬التقني‭ ‬والميداني‭ ‬يُظهر‭ ‬خلاف‭ ‬ذلك‭.‬

ففي‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬يقوم‭ ‬المحتال‭ ‬بشراء‭ ‬شريحة‭ ‬بحرينية‭ ‬أثناء‭ ‬زيارته‭ ‬القصيرة‭ ‬للمملكة،‭ ‬ثم‭ ‬يغادر‭ ‬البلاد‭ ‬ويواصل‭ ‬نشاطه‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬شراء‭ ‬الشريحة‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المقيمين‭ ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬مغادرة‭ ‬البحرين،‭ ‬مما‭ ‬يصعّب‭ ‬تتبع‭ ‬المستخدم‭ ‬الفعلي‭ ‬للرقم‭. ‬

وهناك‭ ‬أسلوب‭ ‬آخر‭ ‬شائع،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬شخص‭ ‬غالبًا‭ ‬بحسن‭ ‬نية‭ ‬بأنه‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬تحصيل‭ ‬ديون‭ ‬أو‭ ‬تحويلات‭ ‬مالية،‭ ‬فيقوم‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬باستلام‭ ‬الأموال‭ ‬عبر‭ ‬حسابه،‭ ‬ثم‭ ‬يُطالب‭ ‬بتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‭ ‬مقابل‭ ‬عمولة‭ ‬بسيطة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬أنه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬احتيال‭.‬

وما‭ ‬يزيد‭ ‬الأمور‭ ‬تعقيدًا،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبالغ‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تُحوّل‭ ‬لاحقًا‭ ‬عبر‭ ‬العملات‭ ‬الرقمية،‭ ‬التي‭ ‬تتنقل‭ ‬بسرعة‭ ‬بين‭ ‬محافظ‭ ‬إلكترونية‭ ‬متعددة‭ ‬يصعب‭ ‬تتبعها،‭ ‬وخاصة‭ ‬حين‭ ‬تتم‭ ‬العمليات‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬خارجية‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬البحرين‭ ‬فيها‭ ‬ولاية‭ ‬مباشرة‭.‬

*‭ ‬هل‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تتبعها‭ ‬أو‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬بشأنها؟

**‭ ‬القانون‭ ‬البحريني‭ ‬يتيح‭ ‬ملاحقة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المرتكبة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬أثر‭ ‬أو‭ ‬ارتباط‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وذلك‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬المادة‭ (‬5‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البحريني،‭ ‬والتي‭ ‬تندرج‭ ‬ضمن‭ ‬أحكام‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المكان‭. ‬تنص‭ ‬المادة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬يسري‭ ‬على‭ ‬الجرائم‭ ‬المرتكبة‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬إذا‭ ‬ترتب‭ ‬عليها‭ ‬ضرر‭ ‬داخلي‭. ‬وبناءً‭ ‬عليه،‭ ‬يمكن‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬قانونية‭ ‬ضد‭ ‬الجاني‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ (‬الإنتربول‭) ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬اتفاقيات‭ ‬التعاون‭ ‬القضائي‭ ‬الدولي،‭ ‬وقد‭ ‬تعاملت‭ ‬الإدارة‭ ‬فعليًا‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬سابقًا‭.‬

*‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬التوعوية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تقومون‭ ‬بها،‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬مازالوا‭ ‬يقعون‭ ‬ضحية‭ ‬لتلك‭ ‬المحاولات،‭ ‬ما‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬رأيكم؟

**‭ ‬نعم،‭ ‬للأسف‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الحملات‭ ‬التوعوية‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬نقوم‭ ‬بها‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع،‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يقعون‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬الاحتيال‭ ‬الإلكتروني‭ ‬أو‭ ‬الابتزاز‭. ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬متداخلة‭:‬

أولًا‭: ‬ضعف‭ ‬الثقافة‭ ‬الرقمية‭ ‬لدى‭ ‬البعض،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الروابط،‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الرسائل،‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬الحماية‭ ‬والخصوصية‭.‬

ثانيًا‭: ‬الثقة‭ ‬الزائدة‭ ‬أو‭ ‬التسرّع،‭ ‬حيث‭ ‬يتفاعل‭ ‬البعض‭ ‬مع‭ ‬الإعلانات‭ ‬أو‭ ‬الرسائل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تفكير،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬المحتوى‭ ‬عاطفيًا‭ ‬أو‭ ‬مرتبطًا‭ ‬بالمال‭ ‬أو‭ ‬الجوائز‭.‬

ثالثًا‭- ‬تطوّر‭ ‬أساليب‭ ‬المحتالين،‭ ‬الذين‭ ‬باتوا‭ ‬يستخدمون‭ ‬أدوات‭ ‬وتقنيات‭ ‬متقدمة،‭ ‬ويستهدفون‭ ‬الضحية‭ ‬بدقة‭ ‬عالية‭ ‬عبر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والخوارزميات‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الضحايا،‭ ‬وخاصة‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬تتحرج‭ ‬من‭ ‬الابلاغ،‭ ‬قد‭ ‬يتأخرون‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬معنا،‭ ‬مما‭ ‬يتيح‭ ‬للجاني‭ ‬وقتًا‭ ‬أطول‭ ‬لإتمام‭ ‬جريمته‭. ‬لهذا،‭ ‬نؤكد‭ ‬دائمًا‭ ‬أن‭ ‬الوقاية‭ ‬تبدأ‭ ‬بالوعي‭ ‬وزيادة‭ ‬الثقافة‭ ‬الرقمية،‭ ‬وأن‭ ‬التردد‭ ‬في‭ ‬الإبلاغ‭ ‬يعطي‭ ‬للمحتال‭ ‬فرصة‭ ‬أكبر‭ ‬للنجاح‭.‬

الجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أن‭ ‬وردت‭ ‬إلينا‭ ‬بلاغات‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬فجئوا‭ ‬بارتفاع‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬في‭ ‬فواتير‭ ‬هواتفهم،‭ ‬ويظنون‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬أنهم‭ ‬وقعوا‭ ‬ضحية‭ ‬احتيال‭. ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬التحقق،‭ ‬يتبين‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬استخدم‭ ‬هاتف‭ ‬أحد‭ ‬الوالدين‭ ‬للدخول‭ ‬إلى‭ ‬تطبيقات‭ ‬أو‭ ‬ألعاب‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬خصائص‭ ‬مدفوعة،‭ ‬تم‭ ‬خصم‭ ‬قيمتها‭ ‬من‭ ‬رصيد‭ ‬الهاتف‭ ‬أو‭ ‬إضافتها‭ ‬إلى‭ ‬الفاتورة‭ ‬مباشرة‭.‬

وبعض‭ ‬الألعاب‭ ‬أو‭ ‬التطبيقات‭ ‬تسهّل‭ ‬عمليات‭ ‬الشراء‭ ‬بمجرد‭ ‬ضغطة‭ ‬زر،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الأطفال‭ ‬يُتمّون‭ ‬عمليات‭ ‬الشراء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬قصد‭ ‬حقيقي،‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬تفعيل‭ ‬أدوات‭ ‬الرقابة‭ ‬الأبوية‭ ‬أو‭ ‬مشاركة‭ ‬الجهاز‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ضبط‭ ‬الإعدادات‭ ‬المالية‭.‬

الأفراد‭ ‬أكثر‭ ‬تضررا

*‭ ‬ما‭ ‬أكثر‭ ‬القطاعات‭ ‬أو‭ ‬الفئات‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬تتضررا‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية؟‭ ‬

**‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬تؤكد‭ ‬إحصائيات‭ ‬الإدارة‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2024‭-‬2025‭ ‬أن‭ ‬الفئة‭ ‬الأكثر‭ ‬تضرراً‭ ‬بسبب‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬هم‭ ‬الأفراد‭.‬

وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬معصوم‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬ضحية‭ ‬للجريمة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬فالفيصل‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬درجة‭ ‬الوعي‭ ‬والثقافة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وليس‭ ‬العمر‭ ‬أو‭ ‬التعليم‭ ‬فقط،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬وبعض‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬الهواتف‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬آمن‭ ‬يكونون‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للاحتيال‭ ‬المالي،‭ ‬خاصة‭ ‬عبر‭ ‬الرسائل‭ ‬أو‭ ‬الإعلانات‭ ‬المضللة،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يخضع‭ ‬لدراسة‭ ‬علمية‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬أبعاد‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬فإن‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭ ‬هم‭ ‬الأكثر‭ ‬تعرضًا‭ ‬لجرائم‭ ‬الابتزاز‭ ‬والتهديد،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تتم‭ ‬عبر‭ ‬تطبيقات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬استدراجهم‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬ظاهرها‭ ‬عاطفي‭ ‬وباطنها‭ ‬استغلالي‭. ‬

ومن‭ ‬ثم،‭ ‬فإن‭ ‬أساليب‭ ‬الجريمة‭ ‬تتغير‭ ‬بحسب‭ ‬الفئة‭ ‬المستهدفة،‭ ‬ولهذا‭ ‬نؤكد‭ ‬دائمًا‭ ‬أن‭ ‬الوقاية‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬الوعي،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬العمر‭ ‬أو‭ ‬الخلفية‭ ‬التعليمية‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا