عمان - (أ ف ب): اعتبر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس أن «غزة تشهد كارثة إنسانية تفوق أي شيء شهدناه في التاريخ الحديث»، مؤكدا أن بلاده تواصل اتصالاتها مع القادة العرب والشركاء الدوليين للضغط باتجاه إنهاء العدوان.
ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي عن الملك عبدالله قوله خلال لقائه شخصيات إعلامية في قصر الحسينية في عمان إن «الأردن كان وسيبقى السند الأكبر للأهل في غزة، التي تشهد كارثة إنسانية تفوق أي شيء شهدناه في التاريخ الحديث».
واضاف «تؤلمنا معاناة الأشقاء وتمس إنسانيتنا في الصميم، ليس فقط لأن ما يحصل قريب منا جغرافيا، بل لأن بلدنا بُني على المحبة المتبادلة والوقوف إلى جانب كل من يواجهون المعاناة».
وتابع «إننا ندرك تماما أن جهود الإغاثة الحالية، رغم أهميتها، لا تكفي لمواجهة هول معاناة جسيمة كهذه، إذ تتم إبادة عائلات بأكملها ويتم تجويع الأطفال، لكننا مستمرون في تقديم كل ما بوسعنا من منطلق واجبنا الأخلاقي والإنساني والعروبي، الذي لا نمن به ولا ننتظر الشكر عليه. فنحن لا نتجاهل نداء جارنا المحتاج».
وأشار الملك إلى أنه «لا تخفى على أحد مشاعر الغضب التي تعصف بقلوب الأردنيين جراء ما يحدث في غزة من قتل وتجويع، وأنا أول من يشعر بذلك».
ويرزح قطاع غزة البالغ عدد سكانه نحو 2,4 مليون نسمة، تحت وطأة حصار تفرضه إسرائيل منذ عدوانها في السابع من أكتوبر 2023.
والأحد استؤنف إلقاء المساعدات من الجو.
ووصف المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني السبت استئناف إسقاط المساعدات الإنسانية من الجو في غزة بأنه خطوة «غير فاعلة» في مواجهة الكارثة الإنسانية التي تعصف بالقطاع الفلسطيني.
وأعلنت بلجيكا أمس أنها ستشارك مع عدة بلدان في عملية ينسقها الأردن لإلقاء مساعدات من الجو لسكان غزة.
وقالت وزارتا الخارجية والدفاع إن طائرة بلجيكية تحمل معدات طبية ومواد غذائية بقيمة تناهز 600 ألف يورو ستتوجّه «قريبا» إلى الأردن حيث ستبقى في حالة استعداد لتنفيذ عمليات إلقاء مساعدات من الجو بالتنسيق مع عمّان.
وبذلك، تنضم بلجيكا إلى مجموعة بلدان غربية بينها فرنسا وإسبانيا وبريطانيا تسعى لإيصال المساعدات إلى غزة عبر الجو في ظل تفاقم المخاوف من مجاعة واسعة في القطاع.
وقال وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو إن «عمليات الإلقاء هذه هي خطوة أولى، لكن لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تغطي على الحاجة العاجلة لتسهيل إيصال (المساعدات) برا». واضاف «سأواصل مناشدة السلطات الإسرائيلية السماح بدخول هذه الشحنات إلى غزة برا في أسرع وقت ممكن».
وحذّر كل من برنامج الأغذية العالمي واليونيسف ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من أنّ الوقت ينفد وباتت غزة «على شفير مجاعة شاملة».

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك