غزة - (أ ف ب): اعتبر المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم أمس أن «أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن» في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وبدأت وكالات الإغاثة الدولية منذ يومين توزيع مساعدات بشكل أكبر من الأشهر الماضية بعد أن أعلنت إسرائيل «هدنة تكتيكية» يومية ومحدودة في بضع مناطق، لكن المنظمات الدولية ترى أن هذه المساعدات غير كافية في هذه المرحلة.
وجاء في بيان نشره «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» الذي وضعته الأمم المتحدة أن «أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن»، مضيفا أن الأزمة الإنسانية «بلغت نقطة تحوّل مثيرة للقلق الشديد وفتاكة».
وأضاف التقرير أن «وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة من دون عوائق» هو السبيل الوحيد لوقف الموت جوعا. وأضاف أن «الفشل في التحرك الآن سيؤدي إلى انتشار واسع للموت في معظم أنحاء القطاع».
ودعت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة أمس إلى «إغراق» قطاع غزة بكميات كبيرة من المساعدات الغذائية.
وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين في بيان مشترك مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) واليونيسف: «يجب إغراق غزة فورا ومن دون عوائق بكميات كبيرة من المساعدات ومواصلة ذلك يوميا لتجنب مجاعة على نطاق واسع».
ورأى مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي روس سميث من جهته أن ما يحصل في غزة «لا يشبه أي شيء شهدناه في هذا القرن».
وأضاف: «إنه يُذكّرنا بالكوارث التي شهدتها إثيوبيا أو بيافرا في القرن الماضي»، مؤكدا ضرورة «التحرك العاجل».
في أوائل مارس، فرضت إسرائيل حظرا تاما على قطاع غزة، ما تسبّب بنقص حاد في الأغذية والأدوية والوقود. ولم يسهم السماح بدخول كميات محدودة جدا في أواخر مايو بتخفيف الأزمة التي استفحلت، وسجّلت مستشفيات غزة وفاة عدد كبير من الأطفال جراء سوء التغذية الحاد.
وفي ظل تصاعد الضغوط الدولية، أعلنت إسرائيل الأحد «تعليقا تكتيكيا» لعملياتها العسكرية يوميا بين الساعة العاشرة صباحا والساعة الثامنة مساء في ثلاث مناطق، وسمحت بدخول شاحنات مساعدات الى غزة على أن تتولى توزيعها وكالات الأمم المتحدة التي كانت هُمّشت خلال الأشهر الماضية في عملية توزيع المساعدات.
كما استؤنف إلقاء المساعدات على القطاع من الجو، لكن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي اعتبر أن عمليات إلقاء المساعدات فوق القطاع «لن تكون كافية لوقف الكارثة الإنسانية»، مشددا على أن عمليات إدخال المساعدات برّا «أكثر فاعلية وأمانا وسرعة».
في برلين، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن بلاده ستقيم مع الأردن «جسرا جويا للمساعدات الإنسانية» مع قطاع غزة، بهدف مساعدة سكانه.
وأضاف أن بلاده ستعمل أيضا «بتنسيق وثيق مع فرنسا وبريطانيا المستعدتين أيضا لإقامة جسر جوي مماثل لإيصال المواد الغذائية واللوازم الطبية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك