ياسر الشريفي الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك البحرين والكويت لـ «أخبار الخليج»:
التحول الرقمي لا يعني إلغاء الوظائف
نحرص على الاستثمار في رأس المال البشري ونسبة البحرنة لدينا تتجاوز 96%
نؤمن بأن الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي جزء أساسي من تجربة العميل
أجرى اللقاء: عبدالمجيد حاجي
أكد السيدُ ياسر الشريفي، الرئيسُ التنفيذي لمجموعة بنك البحرين والكويت أن الذكاءَ الاصطناعيَّ والتحوُّلَ الرقميَّ يمثلان مرحلةً جديدةً من التطوُّرِ التكنولوجيِّ، مشيرًا إلى أن بنكَ البحرين والكويت يؤمنُ أن الذكاءَ الاصطناعيَّ والتحولَ الرقميَّ ليسا فقط أدوات تشغيل، بل هما جزء أساسي من تجربة العميل ونسعى من خلالهما إلى تقديمِ خدمة شخصية ومستمرة يشعر من خلالها العميلُ بالفرق في التعامل معنا.
وشدَّد في حوارٍ شامل مع «أخبار الخليج» على أنه لا بد من تأكيد أن التحولَ الرقمي لا يعني بالضرورة إلغاءَ الوظائف، بل إعادة تشكيلها وأنه يفتح المجالَ لتأهيلِ الموظفين وتدريبهم لأداء أدوارٍ أكثر تطورًا وفعاليَّة، مؤكدا أن بنكَ البحرين والكويت يحرصُ على الاستثمار في رأس المال البشري ونسبة البحرنة لدينا تتجاوز 96%.. وهذا نص الحوار:
{ بداية، نود أن نتوجَّه بالشكرِ إلى الأستاذِ ياسر الشريفي على استضافته لنا وإتاحة الفرصة لهذا اللقاء المهم، نود أن نبدأ بسؤالٍ محوري، كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في القطاع المصرفي في البحرين؟ وهل يمكن أن يؤدي هذا التحول إلى استبدال بعض الوظائف التقليدية مثل وظيفة «التيلر» التي بدأت تختفي تدريجيًّا مع تطور الفروع الرقمية؟
- بلا شك، التكنولوجيا تلعبُ دورًا أساسيًّا في تغيير نمط الحياة وأسلوب العمل، الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي يمثلان مرحلة جديدة من التطور التكنولوجي، ويمكن النظر إليهما من زوايا متعددة، منها الإيجابية ومنها ما قد يُرى على أنه سلبي، البعض قد يركزُ على المخاوف، مثل اختفاء الوظائف أو زيادة فرص التحايل، لكن في الحقيقة، إذا استُخدمت هذه الأدوات بالشكل الصحيح، فإنها قادرةٌ على تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية
في كثيرٍ من الوظائف التقليدية التي تتسم بالتكرار والروتين اليومي، قد تستبدل العمليات اليدوية بأنظمة ذكية تتيح للموظف أن يركز على الجوانب التي تضيف قيمة حقيقية، خصوصًا في مجال خدمة العملاء، وهو ما نعتبره في بنك البحرين والكويت من أهم مقومات تميزنا عن البنوك الأخرى.
نحن نؤمن بأن الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ليسا فقط أدوات تشغيل، بل هما جزء أساسي من تجربة العميل ونسعى من خلالهما إلى تقديم خدمة شخصية ومستمرة يشعر من خلالها العميل بالفرق في التعامل معنا.
BBK يستثمر في التكنولوجيا لتعزيز كفاءة العمليات وخدمة العملاء
{ هناك تخوُّف شائع بين الموظفين، لا سيما من يشغلون وظائف تقليدية مثل «التيلر»، من أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محلهم كيف ترون مستقبلَ هؤلاء الموظفين؟
- نحن ندرك هذا القلق، وهو أمرٌ طبيعي. لكن لا بد من التأكيد أن التحول الرقمي لا يعني بالضرورة إلغاء الوظائف، بل إعادة تشكيلها وأن الوظائف الروتينية قد تقل، لكن ذلك يفتح المجال لتأهيل الموظفين وتدريبهم لأداء أدوار أكثر تطورًا وفعالية.
نحن في بنك البحرين والكويت نحرص على الاستثمار في رأس المال البشري ونسبة البحرنة لدينا تتجاوز 96%، وهذا أمر نفخر به ونحرص على زيادته ونعمل على خلق بيئة عمل تتيح للموظف أن يشعر بالارتباط بالمؤسسة، ويجد فيها الشفافية، فرص التطور، والتحدي المهني. هذه البيئة تسهم في جذب أفضل الكفاءات البحرينية والدولية المكملة.
استراتيجية واضحة للانتقال من الفروع التقليدية إلى القنوات الرقمية
{ من خلال ما تفضلتم به، يتضح أنكم تنظرون إلى التكنولوجيا على أنها أداة داعمة للموظف وليست بديلة له، كيف تترجم هذه الرؤية على أرض الواقع داخل البنك؟ وهل هناك أمثلة عملية لذلك؟
- بالتأكيد، أحد أبرز الأمثلة هو الربط بين أجهزة الخدمة الذاتية مثل أجهزة الصراف التفاعلية (ITM) ومراكز الاتصال وخدمات المساعد الذكي (Chatbots). نحن نسعى إلى توظيف هذه التقنيات في أداء المهام الأولية والبسيطة، حتى نتيح للموظف الوقت الكافي للتركيز على مهام أكثر أهمية تتطلب تدخلًا بشريًّا مباشرًا.
على سبيل المثال، لا نرغب أن يكون طموح الشاب البحريني، الذي يتخرج حديثًا، أن يصبح موظف أمين صندوق فقط، بل نعمل على تمكينه ليكون جزءًا من منظومة مصرفية متطورة، يتقلد فيها مهام تحليلية أو استشارية أو إدارية وهذا التوجه يعكس رؤيتنا بأن التكنولوجيا ليست نهاية للوظائف، بل هي بداية لفرص مهنية أكثر تقدمًا.
رؤية اقتصادية شاملة.. BBK شريك استراتيجي في نهضة البحرين
{ ما أبرز جهود بنك البحرين والكويت في دعم المشاريع التنموية في المملكة، سواء على مستوى الإسكان أو السياحة أو الاستثمار العقاري؟
- نحن نؤمن إيمانًا تامًا برؤية القيادة الرشيدة وخططها الوطنية، سواء رؤية البحرين الاقتصادية 2030 أو خطة التعافي الاقتصادي، البنك يعمل بالتنسيق مع مجلس التنمية الاقتصادية ومع مختلف الجهات الحكومية من أجل مواءمة خدماته ومنتجاته مع أولويات المملكة.
فيما يتعلق بالقطاع العقاري والإسكاني، نعدُّ أنفسنا من أبرز المساهمين في دعم المبادرات السكنية ونعمل بشكل وثيق مع وزارة الإسكان وبنك الإسكان لتمويل مشاريع حيوية مثل مشروع «مزايا» وغيره من المبادرات التي تستهدف تلبية احتياجات مختلف شرائح المجتمع، من محدودي ومتوسطي الدخل وحتى أصحاب الدخل المرتفع الباحثين عن مساكن أكبر وأكثر خصوصية.
دور محوري في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مرحلة ما بعد الجائحة
{ وماذا عن مساهمة البنك في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، خصوصًا بعد أزمة الجائحة؟
- نحن في BBK نعتبر هذا القطاع من المحركات الحيوية للاقتصاد المحلي. قدمنا خلال أزمة الجائحة حلولاً تمويلية مرنة شملت إعادة الجدولة، وخطط الدفع الميسرة، فضلًا عن توفير برامج استشارية لدعم هذه المؤسسات في إعادة بناء نماذج أعمالها.
نتعاون مع «تمكين» وبنك التنمية لدعم هذه المؤسسات في تطوير البنية التحتية الرقمية، وتنمية الموارد البشرية لديها ونحن لا نقدم التمويل فقط، بل نحرص على المساهمة في خلق منظومة متكاملة من الدعم والاستدامة.
BBK وعلاقته الوثيقة مع القطاع العام.. التزام بالنمو والاستدامة
{ كيف تصف العلاقة بين بنك البحرين والكويت والجهات الحكومية في البحرين؟ وهل هناك تنسيق مستمر؟
- العلاقة التي تربطنا بالقطاع العام استراتيجية وموثوقة، وهي مبنية على شراكة طويلة الأمد، نحن نشارك بفاعلية في تمويل المشاريع الحكومية الكبرى، وننسق بشكل مباشر مع وزارة المالية والمصرف المركزي ومجلس التنمية الاقتصادية.
كما نحرص على أن تكون منتجاتنا وخدماتنا متوافقة مع السياسات الوطنية وأولويات الدولة، خاصة في مجالات التحول الرقمي، وتطوير البنية التحتية، وتمكين الشباب ونرى أنفسنا جزءًا من منظومة التنمية، لا مجرد بنك تجاري.
فلسفة قيادية قائمة على الشفافية وتمكين الكفاءات البحرينية
{ ذكرتم أن فلسفتكم في القيادة ترتكز على الشفافية وتمكين الكوادر، كيف تترجم هذه المبادئ في بيئة العمل داخل البنك؟
- نحن نؤمن بأن القيادة الحقيقية تبدأ من الثقة وأنا حريصٌ على أن أكون قريبًا من الموظفين، أستمع إليهم وأفتح قنوات تواصل دائمة معهم ونعمل على تعزيز روح الفريق، ونتعامل مع التحديات كمؤسسة واحدة وليس كأفراد ونمنح الموظف المساحة للتعبير عن رأيه، ونتيح له فرص التطور والتعلم المستمر.
نسبة البحرنة في البنك تتجاوز 96%، وهذا نعده أحد إنجازاتنا الرئيسية، لا نكتفي بتعيين الكوادر الوطنية، بل نؤهلها لتقود لدينا برامج قيادية ومهنية مصممة خصيصًا لتجهيز الجيل القادم من القيادات البحرينية.
الاستثمار في العنصر البشري والتدريب المستمر ركيزة أساسية للنجاح
{ هل هناك برامج تدريبية واضحة لدعم هذه الرؤية؟
- نعم، لدينا برامج تدريب محلية ودولية، بعضها بالتعاون مع مؤسسات مصرفية عالمية، وأخرى موجهة خصيصًا لبناء المهارات القيادية لدى الموظفين البحرينيين حيث أطلقنا مبادرات مثل «المسار القيادي» و«قادة المستقبل»، والتي تستهدف تطوير كفاءات الموظف من اليوم الأول له في البنك وحتى توليه مناصب عليا.
كما نركز على التدريب التقني المرتبط بالتحول الرقمي، بحيث يكون الموظف قادرًا على التعامل بكفاءة مع أنظمة الذكاء الاصطناعي، وقادرًا على تطوير الحلول البنكية الحديثة.
BBK في طليعة البنوك التي تحافظ على ثقة العملاء رغم التحديات العالمية
{ في ظل التحديات المصرفية العالمية، كيف يحافظ BBK على ثقة عملائه؟
- الثقة تُبنى عبر الزمن، لكنها قد تُفقد في لحظة، لذلك نحن نحرصُ على أعلى درجات الشفافية في تعاملاتنا، ونولي أهمية كبيرة لتجربة العميل ونقيم مستوى الرضا باستمرار، ونستجيب سريعًا لأي ملاحظات أو مقترحات.
التحديات موجودة، سواء كانت اقتصادية أو تنظيمية أو مرتبطة بالتقنيات الجديدة، لكننا نواجهها من خلال الجاهزية المستمرة، والاستثمار في البنية التحتية، والكفاءات البشرية، والابتكار المتواصل.
الاندماجات والاستحواذات والانتشار الإقليمي.. BBK يعزز حضوره محليًّا وخارجيًّا
{ الاندماج المحتمل مع بنك البحرين الوطني.. خطوة استراتيجية أم خيار تكتيكي؟
*ما موقفكم من مسألة الاندماجات بين البنوك في البحرين؟ وكيف ترون انعكاساتها على السوق المصرفي المحلي؟ وبشكل خاص، ما تفاصيل الاندماج المحتمل بين بنك البحرين والكويت وبنك البحرين الوطني؟
- الاندماجات المصرفية أصبحت ضرورة استراتيجية في ظل تطورات السوق والتحديات الاقتصادية وإذا نظرنا إلى اقتصادات الدول المتقدمة، نرى أن الاندماج بين المؤسسات المالية يعد من الوسائل الفعالة لتحقيق الاستدامة وتعزيز التنافسية ونحن في بنك البحرين والكويت ندرك أهمية هذا التحول ونتعامل معه بمسؤولية عالية.
على مستوى السوق البحريني، لا تحتاج المملكة إلى عدد كبير من البنوك التقليدية لتلبية احتياجات العملاء. بل نحن بحاجة إلى مؤسسات قوية ومرنة، قادرة على الاستثمار في التكنولوجيا، وتحمل المخاطر، والاستفادة من اقتصاديات الحجم، وكلما زاد حجم البنك، أصبحت قدرته أكبر على التمويل والمنافسة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي.
{لكن هناك من يرى أن هذه الاندماجات قد تحدُّ من المنافسة وتؤثر في فرص العمل، فهل ستؤثر هذه الاندماجات في فرص العمل والمنافسة؟
- نفهم هذه المخاوف، ولكن يجب التوضيح أن وجود كيانات مصرفية أقوى لا يعني بالضرورة غياب المنافسة، السوق البحريني منفتح، وهناك دخول متزايد للبنوك العالمية وشركات التكنولوجيا المالية (فينتك)، وكذلك شركات الاتصالات التي بدأت تقدم خدمات مالية والمنافسة مستمرة بل ومتنامية.
أما بالنسبة إلى الوظائف، فنحن لا ننكر أن أي اندماج قد يترتب عليه بعض التحديات المؤقتة، خاصة فيما يتعلق بزيادة بعض الوظائف عن الحاجة، ولكننا نؤمن أن من خلال التدر يب، وإعادة توزيع المهام، يمكن الحفاظ على الكفاءات والاستفادة منها في مجالات أخرى داخل المؤسسة.
استحواذ BBK على عمليات HSBC.. توسيع النطاق وتعزيز الثقة
{ شهدنا مؤخرًا استحواذ بنك البحرين والكويت على أنشطة بنك HSBC في البحرين، كيف تدعم هذه الخطوة في توسيع نطاق وجودكم في القطاع المالي؟ وما أبعادها الاستراتيجية؟
- هذا الاستحواذ يعد خطوة استراتيجية منسجمة مع خطة البنك الممتدة ثلاث سنوات، والتي تهدف إلى التوسع على المستويين المحلي والإقليمي وكنا نبحث عن وسيلة نمو لا تقتصر فقط على التوسع المحلي، بل تشمل أيضًا فرص الاستحواذ المدروسة التي تضيف قيمة حقيقية.
اختيارنا لـ HSBC جاء بعد تحليل عميق لحجم السوق واحتياجاته حيث لاحظنا أن هناك شريحة مهمة من العملاء، خاصة من الجاليات الأجنبية والمستثمرين الدوليين، كانت تعتمد سابقًا على البنوك الأجنبية لتلبية احتياجاتها المالية ومع تغير أولويات هذه البنوك وخروج بعضها من الأسواق، قررنا أن نكون الخيار الأول لهؤلاء العملاء.
التوسع الإقليمي.. من البحرين إلى الخليج والعالم
{ وهل سيشكل هذا الاستحواذ نقطة انطلاق لأسواق جديدة خارج البحرين؟
- بكل تأكيد، نعتبر هذا الاستحواذ قاعدة ننطلق منها نحو توسيع حضورنا الإقليمي ولدينا وجود حاليُّ في الهند والكويت، كما نخدم عملاء في السعودية ومصر، ولدينا مكاتب تمثيلية في دبي وإسطنبول ونؤمن أن الكفاءات البحرينية قادرة على تمثيل البنك في أي سوق، لما تتمتع به من التزام ومهنية عالية.
الاستحواذ لم يكن فقط من أجل التوسع الجغرافي، بل لتعزيز نوعية الخدمة والارتقاء بها، واستقطاب عملاء نوعيين، وفتح مجالات جديدة للاستثمار والتمويل. كما أنه يعزز من رصيد البنك في التعامل مع قطاعات مثل الأفراد، والشركات الصغيرة والمتوسطة، وقطاعات الثراء الخاص.
الفروع الرقمية وتجربة العميل الذكية
{ من الواضح أن البنك يولي اهتمامًا كبيرًا بالتحول الرقمي، إلى أين وصلتم اليوم من حيث رقمنة الخدمات؟ وكم يبلغ عدد الفروع الرقمية لديكم؟
- نحن بالفعل قطعنا شوطًا كبيرًا في مسيرة الرقمنة، لكننا ما زلنا في بداية الطريق بالنسبة إلى ما نطمح إليه ورؤيتنا في بنك البحرين والكويت لا تقتصر فقط على رقمنة العمليات، بل تتعداها إلى إعادة صياغة تجربة العميل بالكامل من خلال التكنولوجيا.. لطالما كانت ميزة بنك البحرين والكويت علاقاته الطيبة مع العملاء، ونريد إعادة خلق هذه الميزة في التجربة الرقمية لعملائنا من خلال التطوير التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.
صحيح أن لدينا فروعًا رقمية قائمة اليوم، وهي توفر خدمات متكاملة للعملاء، إلا أن هدفنا هو التكامل التام بين القنوات سواء كانت الفروع، أو التطبيقات، أو الإنترنت البنكي بحيث يحصل العميل على الجودة نفسها في كل نقطة تواصل.
نحن نعدُّ أنفسنا محظوظين لأن لدينا قاعدة عملاء واسعة وبنية تحتية قوية، وهو ما يمكننا من الانتقال الرقمي بسلاسة من دون أن نقصي أي شريحة من العملاء، فهناك من تعود على التعامل التقليدي ونكنُّ له الاحترام الكامل، كما أن هناك جيلًا شابًا يفضل كلَّ ما هو رقمي وسريع.
الذكاء الاصطناعي في قلب التحول
{ وهل تعتمدون على الذكاء الاصطناعي في هذا التحول؟
- بكل تأكيد، نحن ندمج الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، بدءًا من تحليل البيانات، مرورًا بخدمة العملاء التفاعلية، وانتهاءً بأنظمة الحماية والمخاطر ولدينا مشاريع قائمة حاليًا تعتمد على تقنيات تعلم الآلة لتحسين تجربة المستخدم، واختصار وقت الإجراءات، وتقديم توصيات مالية ذكية للعملاء.
كما أن تركيزنا لا يقتصر فقط على أتمتة العمليات، بل يشمل الحفاظ على سرية المعلومات، وتعزيز أمان المعاملات، نحن نستثمر في أفضل الأنظمة الأمنية لحماية بيانات العملاء، ونؤمن أن الثقة تبدأ من الأمان.
تمكين الكفاءات البحرينية العمود الفقري لاستراتيجية البنك
{ ذكرتم سابقًا أن نسبة البحرنة في البنك تتجاوز 96%، ما الذي يميز استراتيجيتكم في تمكين الكفاءات الوطنية؟ وهل هناك برامج مخصصة لدعم القيادات البحرينية داخل البنك؟
- نعم، نحن في بنك البحرين والكويت نعتز بكوننا من المؤسسات المصرفية التي تؤمن إيمانًا راسخًا بالكفاءات البحرينية إذ إن نسبة البحرنة لدينا تجاوزت 96%، وهي ليست مجرد رقم نفتخر به، بل انعكاس لسياسة واضحة في التمكين والتطوير.
نحن لا نكتفي بتوظيف الكفاءات الوطنية، بل نعمل على تأهيلها لقيادة البنك في المستقبل. لدينا برامج تدريبية متقدمة، تشمل التدريب العملي، والمهني، والتقني، وصولًا إلى بناء قيادات مصرفية تتمتع برؤية استراتيجية ومن بين هذه المبادرات، برنامج «المسار القيادي» الذي يستهدف تنمية القيادات الشابة وتأهيلها لتولي مناصب تنفيذية داخل البحرين وخارجها.
{ وهل هناك قصص نجاح تؤكد فعالية هذه الاستراتيجية؟
- بالتأكيد، بعض موظفينا الذين بدأوا معنا في وظائف مبتدئة أصبحوا اليوم يقودون إدارات رئيسية. مؤخرًا، تم تعيين عدد من البحرينيين في مناصب حساسة مثل إدارة المخاطر، وتقنية المعلومات، والتسويق، كما نؤمن أن التوازن بين الكفاءات المحلية والخبرات الدولية يعزز الأداء ويثري ثقافة العمل.
دعم رؤية البحرين 2050.. شراكة مصرفية في التنمية الوطنية
{ في ظل تطلعات البحرين نحو رؤية 2050، ما أبرز استراتيجيات البنك في دعم النمو الاقتصادي الوطني، خاصة فيما يتعلق بدور القطاع المصرفي؟
- نحن نؤمن أن القطاع المصرفي يشكل دعامة أساسية في أي خطة تنموية وطنية ومن هذا المنطلق، فإننا في بنك البحرين والكويت نضع إسهامنا في تحقيق رؤية البحرين 2050 ضمن أولوياتنا الاستراتيجية.
دورنا لا يقتصر على تقديم الخدمات المالية التقليدية، بل نعتبر أنفسنا شركاء في تنمية الاقتصاد الوطني، سواء من خلال تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أو من خلال دعم المشاريع الكبرى في البنية التحتية، أو بالمشاركة في المبادرات الحكومية الموجهة نحو الابتكار والتحول الرقمي.
المسؤولية المجتمعية.. بنك البحرين والكويت في خدمة الإنسان
{ ما دور البنك في تعزيز الشراكة المجتمعية؟ وما أبرز الفعاليات والمبادرات التي يدعمها البنك محليًّا وإقليميًّا؟
- نحن في BBK نعدُّ أنفسنا جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع البحريني، ونؤمن بأن نجاحنا كمؤسسة مالية لا يكتمل إلا برد الجميل للمجتمع، دعمنا لا يقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل يشمل التعليم، الصحة، البيئة، والرياضة.
نحن في بنك البحرين والكويت نعتز بدورنا الإنساني والمجتمعي، حيث نشارك على مدار العام في مبادرات تهدف إلى دعم مختلف القطاعات الحيوية في مملكة البحرين، على رأسها القطاع الصحي.
وفي هذا الإطار، نفخر بدعمنا لمشروع مركز قلالي الصحي الذي تبلغ كلفته الإجمالية 5.2 ملايين دينار بحريني، إيمانًا منا بأهمية توفير خدمات صحية متقدمة للمجتمع.
كما قمنا مؤخرًا بالتبرع بمبلغ مليوني دينار بحريني لصالح الخدمات الطبية الملكية، للمساهمة في توسعة مركز العناية القصوى، بما يعزز من قدرة المملكة على تقديم رعاية طبية متخصصة وعالية الجودة.
كلمة أخيرة
{ هل لديكم كلمة ختامية توجهونها إلى المجتمع، أو إلى القراء بشكل عام؟
- أود أن أبارك لكل من أسهم في تطوير القطاع المصرفي البحريني، وأؤكد أن بنك البحرين والكويت سيبقى ملتزمًا بدوره الوطني، وبناء مستقبل مالي مستدام، وتمكين الإنسان البحريني ليكون شريكًا في النجاح.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك