الأعلى للبيئة: خطط لإعادة تأهيل خليج توبلي للاستزراع وإدراج مواقع جديدة
تغطية: مروة أحمد
تصوير: محمد سرحان
بالتزامن مع اليوم الدولي لصون النظام الإيكولوجي لغابات المانغروف «القرم» الذي يصادف السادس والعشرين من يوليو من كل عام، شاركت «أخبار الخليج» في جولة ميدانية نظمها المجلس الأعلى للبيئة ووزارة شؤون البلديات والزراعة في محمية «دوحة عراد»، للاطلاع على الخطوات التي اتخذتها مملكة البحرين في سبيل الحفاظ على غابات المانغروف التي باتت معرّضة للخطر عالميا، وفقاً لتقديرات المنظمات الدولية، رغم أهمية هذا النوع من الغابات في حماية التنوع الحيوي وحماية البيئة، واسهامها الفاعل في ابطاء تآكل السواحل والحد من الاختلال المناخي.
وجاءت الزيارة بهدف تسليط الضوء على الدور البيئي لأشجار القرم، وإبراز أهمية المبادرات الوطنية المعنية بحمايتها، ضمن جهود مستمرة لتعزيز استدامة الموارد الطبيعية. كما تعكس الزيارة حرص الجهات المعنية على مواصلة تعزيز دور وسائل الإعلام والصحافة الوطنية كشريك فاعل في تنمية الوعي المجتمعي والمساهمة في دعم جهود مملكة البحرين نحو الاستدامة البيئية.
قال المهندس جعفر التاجر مدير إدارة الإنتاج المحلي بوزارة شؤون البلديات والزراعة إنه تم زراعة أكثر من 460 ألف شتلة قرم خلال عام 2023، مبينا أن استزراع هذا النوع من الأشجار يشكل عنصرًا مهما في تحقيق هدف الوصول الى الحياد الكربوني بحلول عام 2060 لدورها الكبير في امتصاص الكربون.
وفي حديثه عن مخزون بذور هذه الأشجار أكد أنه سنويًا يتم جمع بذور القرم بالتنسيق مع وزارة شؤون البلديات والزراعة مع الجهات ذات العلاقة مثل المجلس الأعلى للبيئة، ويتم زراعة أكثر من مليوني شتلة بالمشاتل التابعة للوزارة بدءًا من جمع البذور إلى الاستزراع ونقلها إلى المحميات الموّزعة في مختلف مناطق البحرين.
وحول استيراد بذور أشجار المانغروف، قال التـاجر إن مملكة البحرين قامت سابقا باستيراد هذه البذور من الدول الشقيقية إلا أنه في الآونة الأخيرة اكتفت المملكة بجزء كبير من محصول هذه البذور ليصبح الاكتفاء منها محليًا بنسبة كبيرة حيث يتم جمع هذه البذور من المواقع المختلفة في المملكة.
وأوضح التاجر أن أشجار القرم تعتبر من أهم الحلول الطبيعية لمواجهة التغير المناخي، لدورها الفاعل في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وتحسين جودة المياه، وتوفير بيئة غنية للحياة البحرية، مشيدًا بتكامل الجهود الوطنية لتعزيز التشجير البحري والحفاظ على النظم البيئية الساحلية.
من جانبها كشفت نوف علي الوسمي مدير إدارة المحميات بالمجلس الأعلى للبيئة عن استزراع ما يُقارب 264 ألف شتلة قرم في مملكة البحرين خلال العام الماضي، وبلغت نسبة نجاح عمليات الاستزراع حوالي 93% ما أسهم في تعزيز الوعي البيئي لدى المجتمع بـأهمية أشجار القرم.
وحول خطط المجلس الأعلى للبيئة حول زراعة أشجار القرم في مملكة البحرين، فقد أكدت الوسمي التوّسع في زيادة رقع زراعة هذه الأشجار لتشمل عدد من المواقع الجديدة، بالإضافة إلى التركيز على خليج توبلي كونه الموطن الأصلي لأشجار القرم حيث سيتم إعادة تأهيل المناطق وسيتم إعادة زراعة هذه الأشجار في المنطقة.
وخلال الجولة الميدانية أشارت إلى أن محمية دوحة عراد تتميّز بمركزها الواقع في محافظة المحرق والذي أسهم في رفع الوعي البيئي لدى المواطنين والمقيمين في المحافظة بأهمية التنوّع الحيوي، والمناطق الطبيعية في المنطقة، وقالت إن مساحة هذه المحمية تبلغ 0.9 كيلومتر مربع وتتميّز ببيئتها المد جزرية ما يجعلها بيئة حاضنة لصغار الأسماك واليرقات والقشريات، كذلك تتميّز في كونها بيئة حاضنة للطيور المائية مثل النوارس والفلامينغو.
وحديثًا عن الخطة الوطنية للتشجير ومبادرة «قرم البحرين» والتي دشنها سمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة، قالت إن المجلس الأعلى للبيئة ارتـأى زراعة أشجار القرم تحقيقًا لأهداف هذه المبادرة والتي تشمل رفع الوعي البيئي لدى المواطنين والمقيمين بأهمية هذه الأشجار على الصعيد البيئي.
وأوضحت أن المجلس الأعلى للبيئة على شراكة مستمرة مع المواطنين والمقيمين والجهات ذات الشـأن من الجهات الخاصة والحكومية مثل وزارة التربية والتعليم لإشراك المجتمع في مبادرة «قرم البحرين»، حيث يتم التواصل مع الشركات الخاصة والمدارس والجامعات لاستزراع هذه الأشجار واستعراض أهميتها للمجتمع.
وأشارت الوسمي إلى أن المجلس الأعلى للبيئة يعمل ضمن خطة وطنية طموحة لتنمية أشجار القرم لتحقيق أعلى درجات الاستدامة البيئية، بما يدعم جاهزية المملكة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية بكل فاعلية واقتدار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك