القاهرة/غزة - (رويترز): أوى أفراد أسرة فلسطينية إلى الفراش بعدما لم يجدوا ما يأكلونه وناموا جائعين في منزلهم بمدينة غزة، لتقتلهم غارة إسرائيلية.
إنها أسرة الصحفية المستقلة ولاء الجعبري التي لاقت حتفها مع زوجها وأطفالهما الخمسة.
ووفقا لمسؤولي الصحة، فإن أسرة الشاعر كانت من بين أكثر من 100 شخص استشهدوا في الغارات أو بإطلاق النار من جانب قوات إسرائيلية خلال 24 ساعة ماضية.
وسُجيت جثامينهم ملفوفة في أكفان بيضاء تسربت منها الدماء وعليها أسماؤهم أمام منزلهم الذي تعرض للقصف الأربعاء.
وقال عمرو الشاعر، وهو يحمل إحدى الجثث بعد انتشالها، «هذا ابن عمي. 10 سنين. يعني زي ما أنت شايف، طلعناه من تحت الأنقاض».
وقال إيمان الشاعر، وهو قريب آخر للأسرة المنكوبة يعيش في مكان قريب: إن الأسرة لم تجد طعاما تأكله قبل سقوط القنابل عليهم. وأضاف «الأطفال ناموا بدون أكل الليلة».
وقال أقارب الشهداء إن جيرانا آخرين طالهم القصف لكنهم كانوا في الخارج يبحثون عن الطعام وقت الغارة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 10 فلسطينيين آخرين لاقوا حتفهم خلال الليل بسبب الجوع، ليرتفع بذلك إجمالي عدد من ماتوا جوعا إلى 111 شخصا، معظمهم في الأسابيع الماضية مع اجتياح موجة الجوع للقطاع الفلسطيني.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء أن 21 طفلا دون سن الخامسة كانوا من بين من لاقوا حتفهم بسبب سوء التغذية حتى الآن هذا العام. وأضافت أنها لم تتمكن من توصيل أي طعام لما يقرب من 80 يوما بين مارس ومايو، وأن استئناف توصيل الطعام لا يزال أقل بكثير من المطلوب.
وأعلنت الأمم المتحدة أمس أنها لا تعرف عدد شحنات المساعدات الموجودة في غزة والتي تنتظر التوزيع، مؤكدة أن إسرائيل لا تسمح لها بالوصول إليها.
جاء ذلك بعدما نفى الجيش الإسرائيلي الأربعاء منع المساعدات الإنسانية، وقال إن 950 شاحنة موجودة في غزة في انتظار أن توزع الوكالات الدولية حمولتها.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) في جنيف ينس لاركه لوكالة فرانس برس: إنه «رغم طلباتنا المتكررة، لم تسمح إسرائيل للأمم المتحدة بوجودها عند المعابر، وهي مناطق عسكرية. ولذلك، لا يمكننا التحقق من كمية الإمدادات الموجودة حاليا عند المعبر».
وأوضح أن الأمم المتحدة تحتاج إلى أكثر من تصريح: أحدها للسماح للمساعدات بعبور الحدود حيث يتم إنزالها من الشاحنات التي تعود بعد ذلك إلى إسرائيل، يليه تصريح آخر لشاحنات الأمم المتحدة في غزة لتنقلها. وأضاف لاركه أنه «من المهم تأكيد أن الأمر لا يتعلق فقط برفض طلبات»، بل هناك أيضا عقبات على الأرض.
ودعا المتحدث إسرائيل إلى «السماح بمرور الشاحنات من دون تأخير غير ضروري، والسماح للطواقم باستخدام طرق متعددة وأكثر أمانا، وإصدار أوامر للقوات بالابتعاد عن القوافل وعدم إطلاق النار أبدا على المدنيين على الطرق المخصصة (أو في أي مكان آخر)».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس تسجيل حالتي وفاة جديدتين بسبب المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية.
وأفادت صحة غزة، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك أمس، بارتفاع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية في القطاع إلى 113 حالة وفاة.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس ويونيو الماضيين نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضحت أن المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة للأونروا أجرت في هذه الفترة ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك