العدد : ١٧٢٩٠ - الجمعة ٢٥ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٠ - الجمعة ٢٥ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ محرّم ١٤٤٧هـ

الصفحة الأخيرة

أسبوع العمل من أربعة أيام.. تجربة ناجحة تعيد تشكيل بيئة العمل عالميا

الخميس ٢٤ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬مشاركة‭ ‬آلاف‭ ‬الموظفين‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬أسبوع‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬32‭ ‬ساعة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خفض‭ ‬في‭ ‬الرواتب،‭ ‬انخفاضا‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬التوتر،‭ ‬وزيادة‭ ‬في‭ ‬الطاقة،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مؤشرات‭ ‬أداء‭ ‬الشركات‭.‬

وأجرى‭ ‬فريق‭ ‬دولي‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الاجتماع‭ ‬دراسة‭ ‬تجريبية‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬أسبوع‭ ‬العمل‭ ‬المكوّن‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‮»‬،‭ ‬شاركت‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬140‭ ‬شركة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وكندا‭ ‬وإيرلندا‭ ‬وأستراليا‭. ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬عمل‭ ‬موظفو‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬أسبوعيا،‭ ‬مع‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬برواتبهم‭ ‬كاملة‭ ‬وحزم‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كذلك‭.‬

وأشارت‭ ‬مجلة‭ ‬Nature Human Behavior‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحليل‭ ‬بيانات‭ ‬33‭ ‬شركة‭ ‬أظهر‭ ‬أن‭ ‬أيا‭ ‬منها‭ ‬لا‭ ‬تنوي‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الجديد،‭ ‬إذ‭ ‬لاحظت‭ ‬معظمها‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الإيرادات‭ ‬واستقرار‭ ‬مؤشرات‭ ‬الأداء‭ ‬الرئيسية‭. ‬كما‭ ‬أبلغ‭ ‬الموظفون‭ ‬عن‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬التوتر‭ ‬والإرهاق،‭ ‬وتحسن‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬حالتهم‭ ‬الصحية‭ ‬والنفسية‭.‬

ويؤكد‭ ‬عالم‭ ‬الاجتماع‭ ‬وين‭ ‬فان،‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬بوسطن،‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬التوقعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتجربة‭ ‬قد‭ ‬تحققت،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬نادر‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تُسجّل‭ ‬أي‭ ‬نتائج‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭. ‬فقد‭ ‬بقيت‭ ‬الإنتاجية‭ ‬على‭ ‬حالها،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬بذل‭ ‬مجهود‭ ‬إضافي،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تتأثر‭ ‬كفاءة‭ ‬الشركات‭. ‬ويعزى‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬إلى‭ ‬تقليل‭ ‬الاجتماعات‭ ‬غير‭ ‬الضرورية،‭ ‬واستبدالها‭ ‬بوسائل‭ ‬تواصل‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية،‭ ‬مثل‭ ‬تطبيقات‭ ‬المراسلة‭ ‬الفورية‭ ‬والمكالمات‭.‬

وتبيّن‭ ‬أن‭ ‬يوم‭ ‬الإجازة‭ ‬الإضافي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مجرد‭ ‬حافز،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬أداة‭ ‬إنتاج‭ ‬فعالة؛‭ ‬إذ‭ ‬استخدمه‭ ‬الموظفون‭ ‬للراحة،‭ ‬وزيارة‭ ‬الأطباء،‭ ‬وإنجاز‭ ‬الأعمال‭ ‬المنزلية،‭ ‬وهي‭ ‬أنشطة‭ ‬كانوا‭ ‬يضطرون‭ ‬إلى‭ ‬تأجيلها‭ ‬إلى‭ ‬عطلة‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭. ‬وقد‭ ‬أسهم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬مستويات‭ ‬الإرهاق‭ ‬وتحسين‭ ‬الحالة‭ ‬الصحية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬بدوره‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬عدد‭ ‬الإجازات‭ ‬المرضية،‭ ‬واستقرار‭ ‬فرق‭ ‬العمل،‭ ‬وتوفير‭ ‬في‭ ‬تكاليف‭ ‬التوظيف‭.‬

ويُعد‭ ‬هذا‭ ‬مهما‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬مثل‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليم،‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الكوادر‭.‬

وترى‭ ‬عالمة‭ ‬الاجتماع‭ ‬جولييت‭ ‬شور‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬أسبوع‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬كانت‭ ‬تبدو‭ ‬مثالية‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الإرهاق‭ ‬الجماعي‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الأولويات‭ ‬بعد‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬وفّرا‭ ‬فرصة‭ ‬حقيقية‭ ‬لتطبيقها‭. ‬ويأمل‭ ‬الباحثون‭ ‬أن‭ ‬تُشكل‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬أساسا‭ ‬لإحداث‭ ‬تغييرات‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬في‭ ‬أساليب‭ ‬تنظيم‭ ‬العمل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا