دير البلح - (أ ف ب): قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية أمس إن 21 طفلا استشهدوا بسبب سوء التغذية والمجاعة في مختلف مناطق قطاع غزة، وذلك مع وصول الكارثة الإنسانية التي تطال سكان القطاع الى مستويات غير مسبوقة من الجوع وفي ظل توسيع القوات الإسرائيلية عملياتها.
وأعرب أبو سلمية عن تخوّفه قائلا: «مقبلون على أرقام مخيفة من الوفيات بسبب التجويع الذي يتعرض له أهالي قطاع غزة. 900 ألف طفل في غزة يعانون من الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية».
إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة صباح أمس استشهاد 15 فلسطينيا في القصف الإسرائيلي، بعد ساعات من تنديد منظمة الصحة العالمية بقصف مقرها ومستودعها الرئيسي في دير البلح.
ويحصي جهاز الدفاع المدني يوميا سقوط مزيد من الشهداء بنيران القوات الإسرائيلية سواء في المنازل المتبقية في المدن أو في خيام النازحين وأثناء انتظار تلقي المساعدات.
وطالبت 25 دولة غربية بإنهاء الحرب المدمرة المستمرة منذ 21 شهرا «على الفور»، معتبرة أن معاناة المدنيين الذين تتهددهم المجاعة بلغت «مستويات غير مسبوقة».
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أمس: إن على الجيش الإسرائيلي التوقف عن قتل المدنيين عند نقاط توزيع المساعدات.
وكتبت كالاس على إكس أن «قتل مدنيين يطلبون مساعدات في غزة أمر لا يمكن الدفاع عنه.
تحدثت مجددا مع جدعون ساعر لتأكيد تفاهمنا بشأن تدفق المساعدات وأوضحتُ أن على الجيش الإسرائيلي التوقف عن قتل الناس في نقاط التوزيع».
وأمس، قالت الأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات.
وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل: إن «13 شهيدا وأكثر من 50 إصابة بينهم عدد من الأطفال والنساء وصلوا إلى مستشفى الشفاء بغزة بعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بغارة جوية استهدفت خيام النازحين»، في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وقال الجيش أمس إنه «بعد التحقق، نحن لسنا على علم بتنفيذ ضربة هناك خلال ذلك الوقت». وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، قال بصل إنه تم «نقل شهيدَيْن».
وأظهرت لقطات فرانس برس أعمدة دخان متصاعدة من المنطقة مع سماع طنين طائرة استطلاع.
وقال رائد بكر الذي يعيش مع أطفاله الثلاثة في خيمة في مخيم الشاطئ لفرانس برس إنه صحا على دوي انفجار ضخم وشعر أنه يعيش «كابوسا: نار وغبار ودخان وأشلاء تتطاير وأتربة قي الجو، والأطفال يصرخون، وخيمتي طارت في الهواء».
وأشار إلى أن «الجيران نقلوا عددا من المصابين مشيا على الأقدام لأنه لا توجد سيارة ولا عربات الحمير. لم ننم.. ليلة مرعبة».
وقال مهند ثابت (33 عاما): «كانت ليلة رعب.. قصف وانفجارات، لقد أهلكونا! أطفالا ونساء شهداء وجرحى، كانوا نائمين».
وأضاف أنه نقل طفلا لا يتجاوز عمره 6 سنوات كان مصابا ولم ينتبه إليه أحد في إحدى الخيام المستهدفة.
ووضح «حملتُه بين ذراعيّ وأسرعت مع جدته مشيا إلى مستشفى الشفاء. كان المستشفى مزدحما بالمصابين.. ألا يكفي الجوع؟».
وفي نداء استغاثة، قال مدير مستشفى المعمداني في غزة فضل نعيم لفرانس برس إن الأطباء والطواقم الطبية والفنية والإدارية في المستشفى «يتضورون جوعا وهم محرومون من الطعام والنوم والراحة».
وأشار إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها العاملون في القطاع الصحي الذين «يواصلون العمل لإنقاذ أرواح المواطنين المصابين والمرضى بينما أجسادهم تنهار ولا نستطيع فعل شيء».
وفي القدس المحتلة، أكد بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا أمس إثر عودته من غزة، أن الوضع الإنساني في القطاع الذي يعاني سكانه من القصف اليومي والنقص الحاد في الغذاء «غير مقبول أخلاقيا».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك