كتب علي عبدالخالق:
تصوير: رضا جميل
أكد الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأمن السيبراني، خلال المؤتمر الصحفي لإعلان النسخة الثالثة من مؤتمر الأمن السيبراني الدولي العربي، أن هذا الحدث يشكل نقلة نوعية في مجال تعزيز المعرفة بالأمن السيبراني، ويأتي تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تأكيدًا لأهمية هذا القطاع الحيوي في دعم التحول الرقمي الآمن.
وقال الشيخ سلمان: «نرى أن البحرين والمنطقة تشهدان تسارعًا كبيرًا في مسيرة التحول الرقمي، ويبرز ذلك بوضوح في القطاع البنكي، حيث تحولت معظم المعاملات إلى التطبيقات الرقمية، كما زاد اعتماد الشركات والمؤسسات على الحلول التقنية الحديثة، إلا أن هذا التطور يتطلب مواكبة أمنية متقدمة تضمن الحماية من التهديدات السيبرانية، وهو ما نعمل عليه من خلال تطوير الكوادر الفنية وتقديم دورات تدريبية متخصصة في هذا المجال الحيوي».
وأضاف: «تتمتع مملكة البحرين بموقع متقدم في مجال الأمن السيبراني على مستوى المنطقة، وذلك بفضل التوجيهات السامية من القيادة الرشيدة، التي تولي أهمية قصوى لتعزيز بيئة رقمية آمنة ومستدامة. لقد خطونا خطوات واسعة في هذا المجال من خلال تأسيس المركز الوطني للأمن السيبراني، ووضع إطار تشريعي وتنظيمي يدعم جاهزية مختلف القطاعات الحيوية لمواجهة التهديدات السيبرانية».
وحول أبرز المبادرات التي تعكس ريادة البحرين، أشار الشيخ سلمان إلى «إطلاق برامج تدريب وتأهيل وطنية، وبناء شراكات استراتيجية مع القطاعين العام والخاص، إلى جانب التركيز على رفع الوعي المجتمعي بالأمن السيبراني. وقال إن استضافة المملكة لهذا المؤتمر العربي العالمي إنما تؤكد مكانتها كمنصة إقليمية لتبادل المعرفة، وصياغة الرؤى المستقبلية في هذا القطاع الحيوي».
ولفت: «في إطار جهود المملكة لتعزيز الأمن السيبراني، قمنا بتأسيس مركز وطني موحد يعمل كمظلة تنسيقية لمختلف الجهات المعنية، بهدف رفع كفاءة الاستجابة للهجمات وتعزيز حماية البنية التحتية الحيوية. وقد اعتمدنا آليات مراقبة متقدمة، مبنية على معايير دولية دقيقة، لضمان تطبيق السياسات الأمنية بشكل موحد وفعّال على مستوى مختلف القطاعات. كما حرصنا على وضع معايير مرجعية واضحة تُلزم المؤسسات تطبيق ضوابط الأمن السيبراني، وتضمن اتساق الأداء بين الجهات الحكومية والخاصة.
وأوضح أنه في جانب التوعية، «أطلقنا مجموعة من المبادرات الوطنية التي تستهدف رفع مستوى الوعي والمعرفة بالأمن السيبراني لدى المواطنين والعاملين في المؤسسات، من خلال حملات دورية وورش تدريبية متخصصة. كما عملنا بالتعاون مع المؤسسات التعليمية على تطوير المحتوى الأكاديمي، وإدماج مفاهيم الأمن السيبراني ضمن البرامج الجامعية، بهدف بناء جيل مؤهل يمتلك المهارات اللازمة لحماية الفضاء الرقمي الوطني».
من جانبه، أكد مؤسس مؤتمر ديف كون، الشريك الاستراتيجي للمؤتمر، جيف موس، أن «إقامة هذا المؤتمر في مملكة البحرين تمثّل خطوة مهمة في دعم الجهود الإقليمية الرامية إلى بناء بيئة رقمية أكثر أمانًا واستدامة. البحرين تُعد من الدول الرائدة في تبني استراتيجيات متقدمة في الأمن السيبراني، ونحن فخورون بشراكتنا مع المركز الوطني للأمن السيبراني للمساهمة في هذه المسيرة».
وأضاف: هذا التعاون مع المملكة يعكس التزامنا بنقل الخبرات العالمية إلى المنطقة، وتوفير منصة مشتركة لتبادل المعرفة وتعزيز القدرات الفنية. لقد لمسنا في البحرين رؤية واضحة وطموحة نحو بناء مجتمع رقمي آمن، وهذا ما يجعل استضافة مثل هذا المؤتمر هنا أمرًا منطقيًا واستراتيجيًا.
وقال: «نأمل أن يشكل المؤتمر مساحة حقيقية للحوار بين الخبراء من مختلف دول العالم، ولإطلاق مبادرات عملية تعزز من جاهزية البنية التحتية، وتدعم تدريب وتأهيل الكوادر المحلية في مواجهة التهديدات السيبرانية المتصاعدة».
وتستضيف مملكة البحرين النسخة الثالثة من مؤتمر ومعرض الأمن السيبراني الدولي العربي (AICS 2025)، خلال الفترة من 5 إلى 6 نوفمبر القادم، في مركز البحرين العالمي للمعارض، وذلك بتنظيم من المركز الوطني للأمن السيبراني حيث سيشارك في المؤتمر نخبة من الخبراء الدوليين وصُنّاع القرار، والجهات الحكومية والخاصة من مختلف دول العالم.
وتم الإعلان خلال المؤتمر الصحفي عن شراكة استراتيجية مع مؤتمر DEF CON العالمي، أحد أبرز وأعرق المؤتمرات والفعاليات المتخصصة في مجال الأمن السيبراني على مستوى العالم، وذلك بهدف تعزيز المحتوى التقني وإثراء تجربة المشاركين في مملكة البحرين، وتشمل الشراكة تنظيم «قرى» DEF CON التفاعلية التي تقدم تجارب عملية في مجالات حيوية ذات أولوية مثل الذكاء الاصطناعي، ونظم التحكم الصناعي (ICS)، والحوسبة السحابية، والفضاء، بالإضافة إلى مختبرات تجريبية (Demo Labs) تتيح للباحثين والطلبة والشركات الناشئة عرض ابتكاراتهم ومشاريعهم أمام نخبة من الخبراء العالميين في بيئة تفاعلية محفزة.
ويأتي المؤتمر هذا العام ليؤكد المكانة الرائدة لمملكة البحرين في مجال الأمن السيبراني، ويُشكل منصة استراتيجية لتبادل المعرفة وبناء الشراكات واستعراض أحدث الحلول السيبرانية المبتكرة. كما يتضمن المؤتمر برامج تدريبية وورش عمل تقنية متخصصة، وجلسات حوارية، ومسابقات سيبرانية تفاعلية، ومعرضًا تقنيًا تشارك فيه نخبة من كبرى الشركات العالمية في مجال الأمن السيبراني، التي ستعرض أحدث ما توصلت إليه من حلول وتقنيات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك