طالبت 25 دولة غربية أمس بإنهاء الحرب في غزة «فورا»، معتبرة أن معاناة المدنيين الذين تتهددهم المجاعة بلغت مستويات غير مسبوقة.
ويأتي البيان المشترك الذي أصدرته دول تتقدمها بريطانيا فرنسا وإيطاليا وكندا وأستراليا، بعد 21 شهرا على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي خلف أوضاعا إنسانية كارثية تطول سكان القطاع الذين يتخطى عددهم مليوني شخص، بلغت حد الجوع وسوء التغذية، مع تقييد إسرائيل دخول المساعدات الانسانية.
وحضت هذه الدول «الأطراف والمجتمع الدولي على التوحد في جهد مشترك لإنهاء هذا النزاع المروع عبر وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار».
وقال وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وأستراليا وكندا والدنمارك ودول أخرى في بيان مشترك: «نحن الموقعين أدناه، نبعث معا برسالة بسيطة وعاجلة: يجب أن تنتهي الحرب في غزة الآن».
وأضافوا: «نحن مستعدون لاتخاذ المزيد من الإجراءات لدعم وقف إطلاق نار فوري (وإيجاد) مسار سياسي يفضي إلى تحقيق الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة بأسرها».
واعتبرت أنه «من المروّع أن يكون أكثر من 800 فلسطيني قد قتلوا وهم يحاولون الحصول على مساعدة»، وأن «رفض الحكومة الإسرائيلية تقديم مساعدة إنسانية أساسية للمدنيين غير مقبول».
وتتكرر بشكل شبه يومي في القطاع التقارير عن استشهاد فلسطينيين بنيران إسرائيلية أثناء انتظارهم المساعدات، بحسب الدفاع المدني وشهود. وأفادت الأمم المتحدة بأن نحو 800 شخص استشهدوا أثناء ذلك منذ أواخر مايو.
ويتركز إطلاق النار قرب مراكز تابعة لـ«مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، والتي ترفض الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التعاون معها بسبب مخاوف من حيادها ومصادر تمويلها.
ووصفت الأمم المتحدة نموذج مؤسسة غزة الإنسانية بأنه غير آمن ويشكل انتهاكا لمعايير الحياد الإنساني، وهو ما تنفيه المؤسسة.
ويواجه سكان غزة نقصا حادا في الغذاء والاحتياجات الأساسية، فيما تفيد جهات طبية والدفاع المدني ومنظمة «أطباء بلا حدود» بتسجيل ارتفاع ملحوظ في حالات سوء التغذية خلال الأيام الأخيرة.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها تتلقى «رسائل يائسة من الجوع» بما في ذلك تلك التي تصلها من موظفيها في غزة.
وفي منشور، قالت الأونروا إن النقص في الإمدادات أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بمقدار 40 ضعفا، في حين أن المساعدات المخزنة في مستودعاتها خارج غزة تكفي لإطعام «جميع السكان لأكثر من ثلاثة أشهر».
وأضافت: «المعاناة في غزة هي من صنع الإنسان ويجب أن تتوقف. ارفعوا الحصار ودعوا المساعدات تدخل بأمان وعلى نطاق واسع».
في السياق ذاته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «صدمته» جراء المعاناة الانسانية في غزة حيث باتت «آخر شرايين الحياة التي تبقي السكان على قيد الحياة على شفا الانهيار»، بحسب ما قال المتحدث باسمه الاثنين.
وقال ستيفان دوجاريك: «يدين الأمين العام بشدة العنف المتواصل، بما في ذلك إطلاق النار وقتل وإصابة الأشخاص الذين يحاولون الحصول على طعام لعائلاتهم».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك