السويداء (أ ف ب): ساد هدوء حذر في محافظة السويداء السورية أمس غداة إعلان وقف إطلاق النار عقب أسبوع من الاشتباكات الدامية بين مقاتلين دروز وفصائل مسلحة منافسة.
وأدت أعمال العنف التي اندلعت بين الدروز والبدو السنة في 13 يوليو في محافظة السويداء في جنوب سوريا إلى مقتل أكثر من ألف شخص، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورصد مراسلان لفرانس برس موجودان على مشارف السويداء قوافل مساعدات إنسانية تتحضر للدخول إلى المدينة، مؤكدين عدم سماع أصوات إطلاق نار أو اشتباكات، وخلو طريق دمشق درعا من مقاتلي العشائر.
وشاهدا انتشارا لقوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية في قرى ريف السويداء.
وأكد المرصد حالة «هدوء حذر» تعيشها المدينة على جبهات القتال منذ منتصف ليل السبت الأحد، محذرا من «تدهور الأوضاع الإنسانية والنقض الحاد في المستلزمات الطبية».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية نورالدين البابا على تلغرام أنه «تم إخلاء مدينة السويداء من كافة مقاتلي العشائر وإيقاف الاشتباكات داخل أحياء المدينة».
وأكد المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية خلدون الأحمد لقناة الجزيرة مساء السبت «انسحاب جميع أبناء القبائل والعشائر من مدينة السويداء استجابة لنداء رئاسة الجمهورية وبنود الاتفاق الذي حدث حتى يكون هناك إفساح مجال للدولة ومؤسساتها».
وأعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع السبت وقفا لإطلاق النار والتزامه «حماية الأقليات» ومحاسبة «المنتهكين» من أي طرف، وبدء نشر قوات الأمن في السويداء.
من جهته، قال المبعوث الأمريكي الخاص توم برّاك الأحد إن سوريا تمر «بلحظة حرجة»، داعيا إلى أن «يسود السلام والحوار». وكتب على منصة إكس: «يجب على جميع الفصائل إلقاء أسلحتها»، منددا بـ«الأعمال العنيفة» التي تقوض سلطة الدولة.
وجاء إعلان وقف إطلاق النار بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة هدنة بين سوريا وإسرائيل.
كان الشرع باشر نشر قوات في السويداء الثلاثاء، إلا أنه عاد وسحبها بعد أن قصفت إسرائيل أهدافا حكومية عدة في دمشق، معلنة عزمها على حماية الدروز ومعربة عن شعورها بالتهديد من وجود قوات الحكومة السورية على تخومها.
وبينما أفاد مراسلا فرانس برس بأن قوافل إنسانية كانت تستعد لدخول المدينة أمس، ذكر أن أي مساعدات طبية أو إنسانية لم حتى الآن، وفق طبيب محلي تم التواصل معه هاتفيا.
ولا يزال السكان المحاصرون في منازلهم محرومين من الكهرباء والماء، فيما الغذاء شحيح. وقد نزح ما يقرب من 128 ألف شخص بسبب العنف، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك