غزة - الوكالات: أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 73 فلسطينيا على الأقل عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتّجاه أشخاص ينتظرون الحصول على مساعدات، غالبيتهم في شمال القطاع، حيث تزداد ظروف الجوع سوءا مع تقييد دخول المساعدات وتواصل العدوان الإسرائيلي منذ 21 شهرا.
في غضون ذلك أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأن السلطات الإسرائيلية تجوع مليون طفل في غزة.
وقالت الأونروا، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك أمس إن السلطات الإسرائيلية تجوع المدنيين في غزة.. من بينهم مليون طفل. وطالبت بـفك الحصار والسماح للأونروا بإدخال الأغذية والأدوية.
وقضى العدد الأكبر من هؤلاء أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات شمال غرب مدينة غزة، بحسب الدفاع المدني الذي أفاد في واقعة منفصلة باستشهاد ستة أشخاص قرب مركز مساعدات في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح (جنوب).
وتحدث الناطق باسم الجهاز محمود بصل لوكالة فرانس برس عن سقوط 67 شهيدا وعشرات الإصابات بإطلاق الاحتلال النار صوب منتظري المساعدات بمنطقة زيكيم شمال غرب مدينة غزة.
وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن قافلة تابعة له تتألف من 25 شاحنة وتحمل مساعدات غذائية الى شمال غزة واجهت حشودا ضخمة من المدنيين الجائعين تعرّضوا لإطلاق نار، وذلك بعيد عبورها المعابر مع إسرائيل واجتياز نقاط التفتيش.
وشدد البرنامج على أن أي عنف يطول المدنيين الذين ينتظرون المساعدة الانسانية غير مقبول على الإطلاق، مجددا الدعوة إلى حماية كل المدنيين والعاملين في مجال المساعدات.
وبات استشهاد مدنيين ينتظرون الحصول على مساعدات مشهدا شبه يومي في القطاع حيث تتهم مصادر محلية وشهود إسرائيل بإطلاق النار باتّجاه الحشود وخصوصا قرب أماكن توزيع المساعدات التي تديرها «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال قاسم أبو خاطر (36 عاما) من مخيم جباليا شمال غزة لفرانس برس: «المشهد صعب جدا. آلاف المواطنين متجمعون يحاولون الحصول على الطحين.. تزاحم وتدافع مميت لنساء ورجال وأطفال».
وتابع: «وصلنا إلى مرحلة وكأننا أموات لا أرواح فينا. الدبابات تطلق القذائف بشكل عشوائي علينا وجنود الاحتلال يطلقون النار.. عشرات الناس استشهدوا أمام عيني ولا أحد يستطيع إنقاذ أحد».
من جانبه، أفاد حسن رضوان (41 عاما) من الشجاعية: «حصلت على كيس طحين بصعوبة والموت يرافقني بأي لحظة. كان من الممكن أن أموت بسبب إطلاق النار الكثيف من الجنود والدبابة». وأضاف: «غزة تموت بكل معنى الكلمة».
وأظهرت لقطات مصورة لفرانس برس سيارة إسعاف تدخل مستشفى الشفاء في مدينة غزة تقل جرحى، بينما تكدست الأكفان على الأرض في محيط المستشفى، فيما بكى أطفال ذويهم وأقاربهم ممن انتظروا المساعدات واستشهدوا أثناء ذلك.
كذلك أكد بصل استشهاد سبعة أشخاص خلال ضربات إسرائيلية ليلية في أنحاء من القطاع حيث تتواصل الحرب بين إسرائيل وحماس منذ عام 2023.
في الأثناء، أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء «فوري» للفلسطينيين وسط القطاع.
وقال المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي إن الجيش «يوسع أنشطته» في المنطقة الجنوبية الغربية من دير البلح، وهي «منطقة لم يعمل فيها من قبل». وأعلن الجيش الأحد أيضا تكثيف عملياته البرية في جباليا بشمال القطاع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك