أثارت خطط شرطة العاصمة البريطانية لإغلاق نصف مكاتبها الأمامية موجة غضب واسعة، بعد تسريب وثائق تكشف نية تقليص عدد المكاتب من 37 إلى 19، في محاولة لتقليص عجز مالي يبلغ 260 مليون جنيه إسترليني.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة الغارديان «The Guardian»، بموجب هذه الخطط، سيُبقي جهاز الشرطة على 8 مكاتب فقط تعمل على مدار الساعة، بينما ستُقلّص ساعات العمل في 11 مكتبًا آخر لتُغلق عند الساعة 10 مساءً خلال الأسبوع، و7 مساءً في عطلات نهاية الأسبوع.
ويُعد هذا القرار تراجعًا عن تعهد سابق بالإبقاء على مكتب شرطة مفتوحا 24 ساعة في كل منطقة من مناطق لندن الـ32.
في جنوب غرب لندن، ستُغلق مكاتب تويكنهام، ميرتون، ويمبلدون، لافندر هيل، وميتشم، ما سيحرم السكان من التواصل المباشر مع الشرطة. كما سيُخفَّض دوام مركز شرطة كينغستون، مما يجعل أقرب نقطة متاحة على مدار الساعة في أكتون، أو ساتون، أو لامبث.
النائبة الليبرالية الديمقراطية عن تويكنهام، مونيرا ويلسون، وصفت القرار بأنه «صادم ومقلق»، قائلة إن حرمان ريتشموند بالكامل من نقطة وصول علنية للشرطة «يؤكد تدهور منظومة الأمن في العاصمة»، مطالبة الحكومة بزيادة التمويل العاجل لإحياء الشرطة المجتمعية.
وانتقدت مارينا أحمد، المتحدثة باسم حزب العمال لشؤون الشرطة، الخطوة، مشيرة إلى أن المكاتب الأمامية «تمثّل وسيلة مباشرة وآمنة للإبلاغ عن الجرائم وتقديم الوثائق، كما تعزّز حضور الشرطة في الأحياء».
وأكدت أن «إغلاق أكثر من نصف هذه المكاتب ليس حلًّا للأزمة المالية».
أما غاريث ريتشاردز، عضو جمعية لندن ورئيس مجلس ريتشموند، فاعتبر أن القرار «يثير القلق في وقت ترتفع فيه معدلات الجريمة ومخاوف المواطنين»، مضيفًا أن «التقليص يعكس فشل عمدة لندن في ضمان تمويل مناسب من الحكومة المركزية».
من جهته، أوضح متحدث باسم الشرطة أن 95% من البلاغات لم تُقدَّم عبر المكاتب الأمامية، بل من خلال الهاتف أو الإنترنت أو مباشرة إلى الضباط، مشيرًا إلى أن الإبقاء على جميع المكاتب «أصبح غير قابل للاستمرار في ظل تقلّص الموارد».
وأكد أن «الأولوية الآن هي لتوجيه الإمكانات نحو مكافحة الجريمة وتعزيز وجود الشرطة في الأحياء».
يُذكر أن شرطة المتروبوليتان تنفّذ سلسلة تخفيضات تشمل الاستغناء عن 1700 وظيفة، وإلغاء وحدات حماية الحدائق الملكية، وتقليص فرق المدارس، والطب الشرعي، والشرطة الراكبة، ووحدة «الفرقة الطائرة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك