أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة جدل واسعة إثر تصريحاته الأخيرة التي كشف فيها لأول مرة أن الولايات المتحدة ساهمت في تمويل بناء سد النهضة الإثيوبي، معبّرًا عن استغرابه من عدم معالجة تأثيره على أمن مصر المائي قبل تنفيذ المشروع. جاءت تصريحاته خلال لقاء مع الأمين العام لحلف الناتو في البيت الأبيض.
ترامب قال إن إثيوبيا أوقفت تدفق المياه إلى نهر النيل بعد بناء السد، مؤكدًا أنه لو كان مكان مصر لسعى لضمان تدفق المياه. كما عبّر عن دهشته من أن المسألة لم تُحلّ قبل البدء في المشروع، معلقًا أن أمريكا موّلت أحد أكبر السدود في العالم من دون مراعاة العواقب الإقليمية.
وصف ترامب النيل بأنه «شريان حياة مصر»، وشدد على أن سلب مصر من مصدر مياهها غير مقبول، لكنه أبدى تفاؤله بإمكانية حل الأزمة قريبًا. تصريحاته فتحت من جديد النقاش حول أزمة السد في الأوساط السياسية والإعلامية، في وقت يتهم فيه ترامب المجتمع الدولي بتجاهل إنجازاته الدبلوماسية.
عبر منصته «تروث سوشال»، أعاد ترامب التذكير بدوره في تجنيب العالم حروبًا متعددة، من بينها الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا، منتقدًا ما وصفه بـ«التمويل الغبي» من أمريكا لبناء السد، والذي أدى إلى تقليص تدفق مياه النيل.
تستحضر تصريحاته مواقفه خلال رئاسته، حين رعت إدارته مفاوضات ثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان، انتهت باتفاق أولي رفضته إثيوبيا. وقتها ألمح ترامب إلى أن مصر قد تضطر إلى تدمير السد، معتبرًا أن بناءه كان يجب أن يُوقف منذ البداية.
وفي ختام تصريحاته، وصف ترامب تمويل أمريكا للمشروع بأنه «خطأ فادح» أثّر سلبًا على حياة الملايين من المصريين. أعاد هذا التصريح أزمة سد النهضة إلى الواجهة، مثيرًا تساؤلات جديدة حول الموقف الأمريكي السابق والحالي من هذا الملف الحساس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك