موسكو – (أ ف ب): أكدت الرئاسة الروسية أمس الثلاثاء استعدادها للتفاوض مع كييف موضحة في الوقت ذاته أنها تحتاج إلى وقت للرد على التصريحات «الخطرة» للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أمهل فيها موسكو 50 يوما لإنهاء الحرب وإلا واجهت عقوبات إضافية. والاثنين، أمهَل الرئيس الأمريكي روسيا 50 يوما للتوصل الى اتفاق سلام مع أوكرانيا أو مواجهة عقوبات قاسية، معلنا في الوقت ذاته خطة لإرسال كميات ضخمة من الأسلحة الأمريكية إلى كييف لكن من طريق حلف شمال الأطلسي.
وحذر ترامب من أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق سيفرض «رسوما قاسية جدا» على شركاء روسيا التجاريين، في مسعى لتعطيل قدرة موسكو على تمويل الحرب. وأفاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الصحافيين بأن «تصريحات الرئيس ترامب خطرة جدا. نحن بالتأكيد في حاجة إلى وقت لتحليل ما قيل في واشنطن». وأضاف إن «قرارا كهذا اتخذ على ما يبدو في واشنطن ودول حلف شمال الأطلسي ومباشرة في بروكسل، لن تعتبره كييف إشارة للسلام بل لمواصلة الحرب».
وقال بيسكوف إن روسيا تنتظر «اقتراحات من الجانب الأوكراني» بشأن جولة ثالثة من المفاوضات بعد جولتين لم تثمرا نتائج كبيرة في اسطنبول. وتابع «نحن على أهبة الاستعداد». ولم يحدد موعد للجولة الثالثة من المفاوضات حتى الآن. ورفضت روسيا التي باشرت غزو أوكرانيا في فبراير 2022، حتى الآن هدنة طويلة في الحرب لأنها ستسمح برأيها للقوات الأوكرانية بإعادة التسلح. وتشترط موسكو خصوصا أن تتخلى كييف عن أربع مناطق فضلا عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014.
كذلك، تشترط عدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي. وترفض كييف هذه الشروط وتطالب مع حلفائها الأوروبيين بهدنة غير مشروطة من ثلاثين يوما قبل مفاوضات سلام مع موسكو وتريد أن ينسحب الجيش الروسي بالكامل من أراضيها. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، حاول دونالد ترامب حمل موسكو وكييف على إنهاء النزاع ولا سيما من خلال التقرب من الرئيس الروسي. إلا انه صرح الاثنين «ظنّي بالرئيس بوتين خاب كثيرا. كنت أظن أننا سنتوصل إلى اتفاق قبل شهرين».
وأضاف أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق في مهلة 50 يوما «سنفرض رسوما جمركية ثانوية» أي تطال حلفاء موسكو. والعام الماضي، كان شركاء موسكو التجاريون الرئيسيون، الصين مع 34% تقريبا من مجمل المبادلات وبدرجة أقل الهند وتركيا وبيلاروس على ما تظهر ارقام الجمارك الروسية. ونددت الصين التي رأت الثلاثاء أن على بكين وموسكو «تعزيز دعمها المتبادل»، بـ«بإكراه لا يفضي إلى أي مكان» صادر عن واشنطن.
وأعلن دونالد ترامب كذلك أن عتادا عسكريا «بقيمة مليارات الدولارات» سيرسل إلى أوكرانيا ويشمل خصوصا أنظمة باتريوت المضادة للصواريخ. وسترسل دول أوروبية أعضاء في حلف شمال الأطلسي هذه المعدات. وأوضح الأمين العام للحلف مارك روته أن ألمانيا والمملكة المتحدة وفنلندا وكندا والنرويج فضلا عن السويد والدنمارك هي من بين هذه الدول. وأعلنت الدنمارك وهولندا أمس الثلاثاء في بروكسل أنهما مستعدتان للمشاركة في خطة ترامب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك