كتب إسلام محفوظ:
أشاد وزراء ومسؤولون بجهود اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية وبنجاح الخطة الوطنية للمكافحة، وما تتضمنه من أهداف ومبادرات وما حققته من نتائج بلغت نسبة النجاح فيها 97%، وأشاروا أن إدارة مكافحة المخدرات بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية استطاعت تحقيق إنجازات بارزة في مجال التصدي لقضايا تهريب المخدرات وتعاطيها سواء على المستوى الأمني أو على المستوى المجتمعي، عبر الخطط الأمنية التي ترتكز على مكافحة العرض من المخدرات والطلب عليها.
وأشاروا لـ«أخبار الخليج» أن نجاح تلك الجهود ما كان ليتحقق لولا الشراكة المجتمعية الفاعلة التي وفرت كل سبل التعاون لتوفير الحماية اللازمة للشباب البحريني من ذلك الخطر الذي يهدد أمن المجتمعات، حيث قال وزير الإعلام الدكتور رمزان النعيمي: «إن النتائج الإيجابية التي حققتها الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات تعكس تضافر الجهود والشراكة المجتمعية الفاعلة التي تضع نصب عينها حماية المجتمع وسلامة المواطن التي هي من أولويات العمل».
وبينت وزارة الإعلام في معرض الاحتفال باليوم العالمي للمخدرات مشاركتها بـ 643 مادة إعلامية نوعية استهدفت التوعية من خطر المخدر ودعمت جهود المكافحة من خلال إدارات الوزارة المختلفة، حيث شاركت في تلك الحملات إدارات الوزارة المختلفة سواء في نشر الأخبار المحلية والحلقات والتقارير التلفزيونية.
فيما أوضح المقدم محمد البوعينين مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن شعبة الإعلام الجنائي نظمت 300 محاضرة توعوية استفاد منها 16 ألفَ مستفيد، ونظمت 6 حملات توعوية استفاد منها 1855 مستفيدا، فيما نوه النقيب عبد الله المناعي، رئيس شعبة التوعية والإرشاد بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية باستفادة 151 متعافيا من خلال برنامج «تعافي» العام الماضي بالإضافة إلى تحقيق البرنامج لعدد من الجوائز العالمية.
وزينت مشاركات طلاب المدارس معرض الاحتفال باليوم العالمي للمخدرات من خلال أعمالهم الفنية التي تهدف إلى التوعية بخطر المخدرات والتي تعكس دور وزارة التربية في الخطة الوطنية للمكافحة، كما شاركت المستشفيات الحكومية متمثلة في وحدة مكافحة الإدمان عن طريق عدد من الأعمال اليدوية التي نفذها متعافون من الإدمان.
643 مادة إعلامية نوعية استهدفت التوعية من خطر المخدرات
وأكد وزير الإعلام الدكتور رمزان النعيمي أهمية الشراكة المجتمعية في مكافحة خطر المخدرات الذي يهدد المجتمع مشيرا إلى أن دور وزارة الإعلام يتمثل في تقديم المواد التوعوية سواء كان عن طريق التلفزيون أو عن طريق الإذاعة لوقاية المجتمع من هذا الخطر وأيضا المساهمة في إبراز النجاحات والإرشاد والإسهام في نشر برامج وزارة الداخلية بالتعاون مع المؤسسات الأخرى والتي تستهدف التوعية مثل برنامج «معا» أو برنامج «تعافي».
وأكد الوزير أن النماذج الناجحة من المستفيدين من البرامج التوعية تعكس الجهد المبذول في حماية المجتمع وتؤكد أن سلامة المواطن من أولويات العمل ودائما الجهد الذي تقوم به مختلف الجهات يكون لحماية المجتمع وحماية المواطن من أي خطر، خاصة عندما يتعلق الخطر بآفة المخدرات، مؤكدا أن تضافر الجهود سيحقق الأهداف المرجوة.
وبينت جهود وزارة الإعلام خلال مشاركتها في معرض الاحتفال باليوم العالمي للمخدرات مشاركتها بـ643 مادة إعلامية نوعية استهدفت التوعية من خطر المخدرات ودعمت جهود المكافحة من خلال إدارات الوزارة المختلفة، حيث شاركت إدارة الأخبار في نشر الأخبار المحلية وأخبار المجتمع والناس وحلقات تلفزيونية وتقارير تلفزيونية، كما شاركت إدارة التلفزيون في نشر الأخبار التلفزيونية واستضافة شخصيات مؤثرة في جهود التوعية واستعرض الأخبار والمقالات الصحفية الهادفة والداعمة لجهود التوعية، فيما شاركت إدارة الإذاعة بندوات خارجية متلفزة وفواصل إعلانية تلفزيونية وبرامج إذاعية ولقاءات.
المعركة مع المخدرات لا تُكسب بالقوة الأمنية فقط بل بالوعي والتعاون المجتمعي
فيما قال المقدم محمد البوعينين مدير إدارة مكافحة المخدرات ان الجميع يقف صفاً واحداً، قيادةً وأجهزة أمنية ومجتمعاً، في مواجهة واحدة من أخطر التحديات التي تستهدف أمن أوطاننا وسلامة شبابنا ومستقبل أجيالنا، مشيرا الى ان دعم الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية في أداء مهمتنا على أكمل وجه تحقيقاً للهدف الأسمى وهو مجتمع خالٍ من المخدرات، وتعليمات الفريق طارق بن حسن الحسن رئيس الأمن العام ومساندته لكافة منسوبي وزارة الداخلية رسالة واضحة بأن مكافحة المخدرات ليست مسؤولية إدارة أو جهة بعينها، بل مسؤولية وطن بأكمله، يقوده رجال مخلصون، ويقف خلفهم شعب واعٍ.
وأشار إلى أن المعركة مع آفة المخدرات لا تُكسب فقط بالقوة الأمنية، بل تُكسب كذلك بالوعي، وبالتعاون المجتمعي، وبالمبادرات الوقائية والتربوية والتأهيلية، ومن هذا المنطلق، نؤمن في إدارة مكافحة المخدرات أن مسؤوليتنا تمتد لما هو أبعد من المداهمات والضبطيات، لتشمل حماية العقول، وإنقاذ الأرواح، وصناعة مستقبل آمن لأبنائنا، موضحا أن أهم محاور استراتيجية مكافحة المخدرات الاهتمام والاستثمار في مجال الوقاية من المخدرات لخفض الطلب عليها، إلى جانب تقليل فرص عرض المخدرات، حيث ان تركيز الاهتمام فقط على محور مكافحة العرض وضبط حالات الاتجار والترويج لن يكون مجديا، ما لم تكن هناك مبادرات تهدف إلى تعزيز قدرة ومهارات النشء على تحصين أنفسهم من الانخراط في دائرة الإدمان، وقال أن عدد المحاضرات التوعوية التي قدمتها الإدارة في العام 2024 نحو 300 محاضرة توعوية استفاد منها حوالي 16 ألف مستفيد، كذلك تم تنظيم 6 حملات توعوية استفاد منها 1855 مستفيداً.
«تعافي» رائد في حماية الشباب من آفة المخدرات
أوضح النقيب عبدالله المناعي رئيس شعبة التوعية والإرشاد بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية بوزارة الداخلية، أن اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، مناسبة عالمية يحتفل فيها العالم كون مكافحة المخدرات ليست قائمة فقط على الأفراد، بل تحتاج إلى شراكات محلية ودولية، مشيرا إلى ان الجهود الحكومية والخطة الوطنية التي وضعتها مملكة البحرين، أسهمت ونجحت في خفض نسب التعاطي والإتجار بالمواد المخدرة.
وتطرق إلى دور برنامج «تعافي» الذي يعد رائداً في مجال حماية الشباب من الوقوع في آفة المخدرات والإدمان عليها، حيث يُعتبر إحدى ثمار الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية ويهدف إلى تقويم سلوك المتعاطين وخاصة فئة الشباب، وإعادة دمجهم في المجتمع وبناء ثقتهم بأنفسهم، فضلاً عن مساعدتهم ونقلهم من فئة المتعاطين الى فئة المتعافين من الإدمان، بالتعاون مع المؤسسات الطبية بالمملكة إذا تطلب الأمر كذلك.
وأوضح آليات العمل والأدوات المساندة للبرنامج والتي منها التواصل مع أسرة المتعاطي والتواصل مع المؤسسات العلاجية إن دعت الحاجة الى ذلك، فضلاً عن التواصل مع كافة الجهات الأخرى ذات الصلة بالعلاج. وخلال العام الماضي 2024م تم تخريج (100) متعافٍ من البرنامج، ومن بداية السنة حتى نهاية أبريل الماضي تم تخريج (51) متعاف، وهو ما يُظهر بوضوح الجهود المبذولة للقائمين على البرنامج.
وتطرق إلى نجاحات البرنامج حيث بالجائزة البرونزية في فئة «الصحة» على مستوى الوطن العربي وشمال إفريقيا، ضمن جوائز «ستيفي» العالمية المعنية بالإبداع والتميز المؤسسي للأعمال الدولية ومؤخراً فاز البرنامج بالجائزة الفضية في حفل جوائز ستيفي الدولية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن فئة الابتكار في التأثير المجتمعي.
برنامج «معا» شريك أساسي لأولياء الأمور
بدوره قال علي أميني مدير إدارة الوقاية من الجريمة بوزارة الداخلية، مدير برنامج مكافحة العنف والإدمان «معًا»، أن البرنامج من أبرز وأهم البرامج الوطنية التي أدرجتها مملكة البحرين ضمن الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، وذلك نظرًا لدوره البارز في ترسيخ أسس الوقاية الشاملة، وتفعيل أساليب التوعية والتدخل المبكر التي تساهم في حماية المجتمع، وبالأخص فئة الطلبة والنشء.
وقال إن البرنامج يركز بشكل رئيسي على طلبة المدارس بمختلف مراحلهم التعليمية، من خلال توعيتهم وتعليمهم كيفية اتخاذ القرارات الصحيحة في مواجهة مغريات وعروض المخدرات والسلوكيات السلبية التي قد يتعرضون لها. ويهدف البرنامج إلى تنمية مهاراتهم الحياتية والاجتماعية، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، مما يسهم في بناء جيل واعٍ قادر على رفض الانحراف التصدي لتحديات الحياة التي قد تقود إلى التعامل مع المخدرات والمؤثرات العقلية بجميع أنواعها من جانب التعاطي أو الإدمان أو الاتجار. كما يسعى البرنامج إلى غرس قيم الالتزام وتحمل المسؤولية والوعي بأضرار المخدرات على الفرد والمجتمع.
وأوضح ان دور البرنامج لا يقتصر على الطلبة فقط، بل يمتد ليشمل أولياء الأمور بوصفهم شريكًا أساسيًا في حماية الأبناء ومكملين للعملية التعليمية لمناهج برنامج معاً، حيث ينظم البرنامج عددًا من المعارض التوعوية التي تُقدّم بأساليب مبتكرة، إذ تقام بعض هذه المعارض بشكل فعلي في مواقع ميدانية حيوية، فيما يتم تنظيم معارض افتراضية يمكن الوصول إليها عن طريق أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية، من خلال روابط خاصة ترسل عبر الهواتف الذكية، ما يوفر سهولة ومرونة في المتابعة والاطلاع على محتوياتها في أي وقت.
كما يتيح البرنامج تجربة نوعية فريدة باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، من خلال نظارات الواقع الافتراضي VR تمكن الطلبة وأولياء الأمور من الدخول في محاكاة تفاعلية لسيناريوهات حقيقية تحاكي المواقف والتحديات التي قد تواجه الأبناء في الواقع.
مكافحة المخدرات بمنظور الطب النفسي
أكد الدكتور إيهاب رخا، رئيس وحدة علاج الإدمان بمستشفى الطب النفسي أهمية التوعية المستمرة وأهمية الدعم بشكل متواصل لمكافحة هذه الآفة، مشيرا الى أن اليوم العالمي لمكافحة المخدرات من الأيام المهمة لتوعية المجتمع والجهات المختصة بأهمية التصدي لهذه المشكلة، سواء من خلال تقليل الطلب على المخدرات أو من خلال تقليل عرض الكمية، بالإضافة إلى مساعدة الأسرة على فهم دورها في التعامل مع الشخص الذي يعاني من مشكلة الإدمان، وكيف يمكن مساعدته عن طريق الخدمات المتاحة، مشيرا أن التعامل مع قضية الإدمان يتم التعامل معها من منظور صحي يحتاج إلى تدخل طبي وتدخل نفسي وتدخل علاجي وتأهيلي، يمكن الشخص من التغلب على هذه المشكلة، وأشار الى أن الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات نجحت في تحقيق أهدافها وهو ما تعكسه النماذج المشرفة لأعمال المتعافين.
وأشار إلى أن وزارة الصحة والمستشفيات الحكومية المتمثلة في وحدة علاج الإدمان بمستشفى الطب النفسي تقوم بدورها على المنظور الصحي، سواء بعلاج المريض أثناء فترة التعافي أو حتى استمراره بعد مرحلة التعافي، وكذلك التعاون مع الجهات المختصة من وزارات الداخلية والتربية وغيرها سواء بتقديم الخدمة الصحية للمحتاجين، أو بالدور التوعوي والطبي، مثل التعاون مع وزارة الداخلية مع خلال برنامج «تعافي» وبرنامج العقوبات البديلة، حيث نستقبل الحالات التي تستدعي التدخل الصحي ونسهم في عملية العلاج.
وأشار الى أن الشخص متلقى العلاج بعد نجاح مرحلة التعافي يبدأ استكمال المرحلة الثانية وهي مرحلة التأهيل، وجانب من جوانب التأهيل هو التأهيل المهني، بحيث إن بعض الأشخاص يتم تدريبهم على مهارات مختلفة، مثل مهارة النجارة أو مهارة النحت، مستعرضا بعض الأعمال التي قام بها المرضى المتعافين، بعد دخولهم ورشا متخصصة توفر لهم الخدمات والأدوات والمشرف المتخصص الذي يدربهم.
وزارة العدل وبرامج معهد الدراسات القضائية حول التجارب الدولية في المكافحة
وبين حمد المسيفر، الباحث القانوني بمعهد الدراسات القضائية والقانونية وزارة العدل والشؤون الإسلامية والإيقاف، دور الوزارة في جهود مكافحة المخدرات عبر برامج معهد الدراسات التدريبية المتطورة لتعزيز مهارات الكوادر الوطنية، المتخصصة في مكافحة هذه الجريمة، مشيرا إلى أنها تنوعت لمختلف الفئات والجهات المتخصصة، بالتعاون مع الجهات الداعمة سواء المحلية خاصة المجلس الأعلى للقضاء والنيابة العامة، أو الجهات الدولية عن طريق مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة وهو التعاون الذي أسهم في عملية التدريب في مكافحة المخدرات.
وأشار إلى الدورات ترتكز على تطوير مهارات التحقيق في جرائم المخدرات والأساليب المستحدثة في ارتكاب الجريمة، بالإضافة إلى عرض برامج الجمعيات الدولية المعنية بالمكافحة كبرنامج جمعية المحامين الأمريكية حول العقوبات البديلة لمرتكبي جرائم المخدرات، وعرض التجربة الامريكية للقاضي في مجال محاكم المخدرات وكيفية تعزيز العدالة واستكشاف الأحكام البديلة لمرتكبي جرائم المخدرات في التجربة الامريكية.
كما قدم المعهد أساليب المواجهة الجنائية للاتجار بالبشر بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وأفضل الممارسات الدولية والوطنية في مكافحة جرائم المخدرات وطاولة مستديرة لمناقشة مواضيع جرائم المخدرات ومرتكبيها من الشباب ومحاضرات حول الاتجار بالأشخاص والاتجار بالمخدرات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك