العدد : ١٧٢٧١ - الأحد ٠٦ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٧١ - الأحد ٠٦ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ محرّم ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

622 مستفيدا من برامج مركز بتلكو للاستقرار الأسري في النصف الأول من العام

الأحد ٠٦ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

كتبت‭: ‬ياسمين‭ ‬العقيدات‭ ‬

 

بلغ‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬والتوعوية‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬مركز‭ ‬بتلكو‭ ‬للاستقرار‭ ‬الأسري‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬2025‭ ‬نحو‭ ‬622‭ ‬شخصًا،‭ ‬توزعوا‭ ‬على‭ ‬22‭ ‬فعالية‭ ‬شملت‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬ودورات‭ ‬تدريبية‭ ‬ومحاضرات‭ ‬توعوية،‭ ‬نُفذت‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والمجتمعية،‭ ‬واستهدفت‭ ‬فئات‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬موظفين‭ ‬وطلبة‭ ‬وأولياء‭ ‬أمور،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كوادر‭ ‬أمنية‭ ‬وتربوية‭.‬

وتنوعت‭ ‬موضوعات‭ ‬البرامج‭ ‬المقدمة‭ ‬بين‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية،‭ ‬وإدارة‭ ‬ضغوط‭ ‬العمل‭ ‬وتنمية‭ ‬المهارات‭ ‬القيادية،‭ ‬والتواصل‭ ‬الأسري،‭ ‬والمذاكرة‭ ‬الذكية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اللافت‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬هو‭ ‬الارتفاع‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬الورش‭ ‬والدورات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالسعادة‭ ‬الوظيفية‭ ‬والمؤسسية،‭ ‬والتي‭ ‬تصدرت‭ ‬قائمة‭ ‬الطلب‭ ‬بنسبة‭ ‬ملحوظة،‭ ‬لتصبح‭ ‬أكثر‭ ‬برنامج‭ ‬تدريبي‭ ‬مطلوب‭ ‬خلال‭ ‬عامي‭ ‬2024‭ ‬و2025‭.‬

ووفقًا‭ ‬لبيانات‭ ‬المركز‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬هذه‭ ‬الورشة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬بمعدل‭ ‬14‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬و5‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية،‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬428‭ ‬موظفًا‭ ‬وموظفة،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬الوعي‭ ‬المتزايد‭ ‬لدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأفراد‭ ‬بأهمية‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬جودة‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬والصحة‭ ‬النفسية‭ ‬والإنتاجية‭.‬

وتركز‭ ‬ورش‭ ‬السعادة‭ ‬الوظيفية‭ ‬على‭ ‬مفاهيم‭ ‬علمية‭ ‬وسلوكية‭ ‬متنوعة،‭ ‬أبرزها‭ ‬مفهوم‭ ‬السعادة‭ ‬العامة‭ ‬والسعادة‭ ‬الوظيفية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نظريات‭ ‬إنسانية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وبيولوجية‭ ‬تفسّر‭ ‬علاقة‭ ‬الموظف‭ ‬بالرضا‭ ‬والعمل،‭ ‬وتستعرض‭ ‬خصائص‭ ‬‮«‬الموظف‭ ‬السعيد‮»‬‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأداء،‭ ‬مقابل‭ ‬مسؤوليات‭ ‬الإدارة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬داعمة‭ ‬ومُحفزة،‭ ‬كما‭ ‬تتناول‭ ‬هذه‭ ‬الورش‭ ‬الجانب‭ ‬المهاري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمارين‭ ‬تفاعلية‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬الإيجابي‭ ‬والمرونة‭ ‬والتقدير‭ ‬والتمكين‭ ‬المؤسسي‭.‬

وبحسب‭ ‬تحليل‭ ‬نتائج‭ ‬المشاركين،‭ ‬فإن‭ ‬النساء‭ ‬شكلن‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الحضور‭ ‬بنسبة‭ ‬65‭.‬8‭%‬،‭ ‬مقابل‭ ‬34‭.‬2‭% ‬للرجال،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬الأكثر‭ ‬مشاركة‭ ‬بين‭ ‬31‭ ‬و40‭ ‬عامًا‭ ‬بنسبة‭ ‬52‭.‬8‭%‬،‭ ‬وهي‭ ‬فئة‭ ‬ترتبط‭ ‬غالبًا‭ ‬بمرحلة‭ ‬النضج‭ ‬المهني‭ ‬وتراكم‭ ‬الخبرات‭. ‬

وسلط‭ ‬البرنامج‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬محور‭ ‬حساس‭ ‬يتعلق‭ ‬بالضغوط‭ ‬المالية‭ ‬والديون‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬السعادة‭ ‬الوظيفية،‭ ‬إذ‭ ‬أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬الاستبانات‭ ‬أن‭ ‬21‭.‬5‭% ‬من‭ ‬العينة‭ ‬المشاركة‭ ‬لا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬التزامات‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬قروض،‭ ‬ما‭ ‬يدحض‭ ‬الصورة‭ ‬النمطية‭ ‬المتكررة‭ ‬بأن‭ ‬جميع‭ ‬الموظفين‭ ‬البحرينيين‭ ‬مثقلون‭ ‬بالديون‭.‬

كما‭ ‬كشفت‭ ‬النتائج‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬المشاركين‭ ‬يشعرون‭ ‬بالتقدير‭ ‬من‭ ‬إداراتهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُعد‭ ‬مؤشرًا‭ ‬إيجابيًا‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬ارتباط‭ ‬الموظف‭ ‬بمؤسسته،‭ ‬فيما‭ ‬أبدى‭ ‬نحو‭ ‬20‭% ‬من‭ ‬العينة‭ ‬شعورًا‭ ‬بعدم‭ ‬التقدير،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬ترتبط‭ ‬عادة‭ ‬بانخفاض‭ ‬مستوى‭ ‬الرضا‭ ‬والدافعية‭ ‬المهنية‭. ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬أشار‭ ‬نحو‭ ‬نصف‭ ‬المشاركين‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬وظائف‭ ‬يشعرون‭ ‬بالارتباط‭ ‬بها،‭ ‬بينما‭ ‬أوضح‭ ‬آخرون‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يشعرون‭ ‬بالارتياح‭ ‬لوظائفهم‭ ‬الحالية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬السعادة‭ ‬والصحة‭ ‬النفسية‭.‬

ومن‭ ‬النتائج‭ ‬اللافتة‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬المشاركين‭ ‬أكدوا‭ ‬وجود‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الجيدة‭ ‬مع‭ ‬الزملاء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬المباشرين‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬أدائهم‭ ‬الوظيفي،‭ ‬إذ‭ ‬تُعد‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬أحد‭ ‬العوامل‭ ‬الحاسمة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الانتماء‭ ‬والتحفيز،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬عبّر‭ ‬البعض‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬شعورهم‭ ‬بأن‭ ‬العلاقة‭ ‬الإدارية‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬إنتاجيتهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يعكس‭ ‬طبيعة‭ ‬بيئات‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬المؤسسية‭ ‬فيها‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬ببيئة‭ ‬العمل‭ ‬المادية،‭ ‬فقد‭ ‬اعتبر‭ ‬معظم‭ ‬المشاركين‭ ‬أنها‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الإنجاز‭ ‬والرضا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفر‭ ‬تجهيزات‭ ‬مناسبة‭ ‬ومساحات‭ ‬عمل‭ ‬مريحة،‭ ‬بينما‭ ‬أعربت‭ ‬فئة‭ ‬قليلة‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬تأثرهم‭ ‬بها‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬ربما‭ ‬نتيجة‭ ‬التكيف‭ ‬الشخصي‭ ‬أو‭ ‬اختلاف‭ ‬التوقعات‭.‬

كما‭ ‬أوضحت‭ ‬البيانات‭ ‬أن‭ ‬نصف‭ ‬المشاركين‭ ‬يسعون‭ ‬بجدية‭ ‬لتطوير‭ ‬مهاراتهم‭ ‬في‭ ‬مجالاتهم،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬دافعًا‭ ‬داخليًا‭ ‬نحو‭ ‬التحسين‭ ‬والنمو‭ ‬الوظيفي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أظهرت‭ ‬نسبة‭ ‬أقل‭ ‬تحفظًا‭ ‬أو‭ ‬عزوفًا‭ ‬عن‭ ‬التطوير‭ ‬الذاتي‭ ‬لأسباب‭ ‬قد‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬قلة‭ ‬الحوافز‭ ‬أو‭ ‬محدودية‭ ‬الفرص‭. ‬وأكد‭ ‬ربع‭ ‬المشاركين‭ ‬أنهم‭ ‬قد‭ ‬يتركون‭ ‬وظائفهم‭ ‬الحالية‭ ‬إذا‭ ‬توافرت‭ ‬فرص‭ ‬مشابهة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الدخل،‭ ‬ما‭ ‬يفتح‭ ‬باب‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬الرضا‭ ‬العام‭ ‬لدى‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭.‬

وفي‭ ‬جانب‭ ‬مفتوح‭ ‬من‭ ‬الورشة،‭ ‬عبر‭ ‬المشاركون‭ ‬عن‭ ‬أبرز‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬لديهم‭ ‬بالسعادة‭ ‬الوظيفية،‭ ‬وتكررت‭ ‬فيها‭ ‬كلمات‭ ‬مثل‭ ‬التقدير،‭ ‬والترقية،‭ ‬والتحفيز‭ ‬المادي،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬أن‭ ‬الشعور‭ ‬بالقيمة‭ ‬والعدالة‭ ‬والفرص‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬تطلعات‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬داخل‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭.‬

واختتم‭ ‬المركز‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬بسجل‭ ‬حافل‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬شكلت‭ ‬مجتمعة‭ ‬منصة‭ ‬مؤسسية‭ ‬لتعزيز‭ ‬مهارات‭ ‬الأفراد‭ ‬وتغذية‭ ‬الوعي‭ ‬المؤسسي‭ ‬والمجتمعي،‭ ‬ضمن‭ ‬توجه‭ ‬استراتيجي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬السعادة‭ ‬أداة‭ ‬للتمكين،‭ ‬وليس‭ ‬شعارًا‭ ‬عابرًا،‭ ‬ويعكس‭ ‬التزام‭ ‬المركز‭ ‬ببناء‭ ‬بيئة‭ ‬مهنية‭ ‬أكثر‭ ‬توازنًا،‭ ‬تعود‭ ‬آثارها‭ ‬على‭ ‬الأداء،‭ ‬والصحة،‭ ‬والمجتمع‭ ‬ككل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا