العدد : ١٧٢٧٠ - السبت ٠٥ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٧٠ - السبت ٠٥ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ محرّم ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

روسيا أول دولة تعترف رسميا بحكومة طالبان

السبت ٠٥ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

كابول‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أعلنت‭ ‬الحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬صارت‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬تعترف‭ ‬رسميا‭ ‬بالإمارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬وصفته‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬شجاع‮»‬‭. ‬سيطرت‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬العاصمة‭ ‬الأفغانية‭ ‬كابول‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬أغسطس‭ ‬2021،‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬الحكومة‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬أعقبه‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬الانسحاب‭ ‬الكامل‭ ‬للقوات‭ ‬الأمريكية‭. ‬وسعت‭ ‬طالبان‭ ‬إلى‭ ‬نيل‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬الرسمي‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يسعى‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬تداعيات‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الغزو‭ ‬السوفيتي‭ ‬بين‭ ‬1979‭ ‬و1989‭. ‬

وجاء‭ ‬الإعلان‭ ‬عقب‭ ‬لقاء‭ ‬في‭ ‬كابول‭ ‬بين‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأفغاني‭ ‬أمير‭ ‬خان‭ ‬متّقي‭ ‬والسفير‭ ‬الروسي‭ ‬لدى‭ ‬أفغانستان‭ ‬دميتري‭ ‬زيرنوف‭. ‬وقال‭ ‬أمير‭ ‬خان‭ ‬متقي‭ ‬في‭ ‬مقطع‭ ‬مصور‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬اكس‭ ‬إن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬الشجاع‭ ‬سيكون‭ ‬مثالا‭ ‬يُحتذى‭ ... ‬الآن‭ ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬مسار‭ ‬الاعتراف،‭ ‬روسيا‭ ‬هي‭ ‬السبّاقة‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬طالبان‭ ‬ضياء‭ ‬أحمد‭ ‬تكل‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬‮«‬روسيا‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬بلد‭ ‬يعترف‭ ‬رسميا‭ ‬بالإمارة‭ ‬الإسلامية‮»‬،‭ ‬مستخدما‭ ‬التسمية‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتها‭ ‬طالبان‭ ‬لأفغانستان‭. ‬

وقالت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬تلغرام‭: ‬‮«‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬الاعتراف‭ ‬الرسمي‭ ‬بإمارة‭ ‬أفغانستان‭ ‬الإسلامية‭ ‬سيعزز‭ ‬تطوير‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬المثمر‭ ‬بين‭ ‬بلدينا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عدة‮»‬‭. ‬وشددت‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬إمكانيات‭ ‬التعاون‭ ‬‮«‬التجاري‭ ‬والاقتصادي‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬‮«‬الطاقة‭ ‬والنقل‭ ‬والزراعة‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‮»‬‭.  ‬وعبرت‭ ‬الوزارة‭ ‬عن‭ ‬أملها‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬مساعدة‭ ‬كابول‭ ‬على‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ومكافحة‭ ‬تهديدات‭ ‬الإرهاب‭ ‬والاتجار‭ ‬بالمخدرات‮»‬‭. ‬

اتخذت‭ ‬روسيا‭ ‬مؤخرا‭ ‬خطوات‭ ‬لتطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬سلطات‭ ‬طالبان‭ ‬إذ‭ ‬رفعتها‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬‮«‬المنظمات‭ ‬الإرهابية‮»‬‭ ‬في‭ ‬أبريل،‭ ‬واعتمدت‭ ‬سفيرا‭ ‬لطالبان‭ ‬في‭ ‬موسكو‭. ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2024‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬إنه‭ ‬يعتبر‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬‮«‬حليفا‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‮»‬‭. ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬روسيا‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬تفتح‭ ‬مكتبا‭ ‬تمثيليا‭ ‬تجاريا‭ ‬في‭ ‬كابول‭ ‬بعد‭ ‬سيطرة‭ ‬طالبان،‭ ‬وأعلنت‭ ‬خططا‭ ‬لاستخدام‭ ‬أفغانستان‭ ‬كمركز‭ ‬عبور‭ ‬للغاز‭ ‬المتجه‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭. ‬

لم‭ ‬تعترف‭ ‬بحركة‭ ‬طالبان‭ ‬خلال‭ ‬حكمها‭ ‬بين‭ ‬الأعوام‭ ‬1996‭ ‬و2001‭ ‬سوى‭ ‬السعودية‭ ‬وباكستان‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭. ‬ولحكومة‭ ‬طالبان‭ ‬الحالية‭ ‬سفراء‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عدة‭ ‬بينها‭ ‬الصين‭ ‬وباكستان،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أيا‭ ‬منها‭ ‬لم‭ ‬يعترف‭ ‬بالإمارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬عقدين‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ (‬الناتو‭) ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وجرى‭ ‬تواصل‭ ‬محدود‭ ‬لكن‭ ‬وتيرته‭ ‬تتسارع‭ ‬مع‭ ‬سلطات‭ ‬طالبان،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭. ‬

ورحبت‭ ‬الصين‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬بقرار‭ ‬روسيا‭. ‬وقال‭ ‬المسؤول‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬ماو‭ ‬لينغ‭: ‬‮«‬بصفتها‭ ‬جارة‭ ‬صديقة‭ ‬تقليديا‭ ‬لأفغانستان،‭ ‬لطالما‭ ‬رأت‭ ‬الصين‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬استبعاد‭ ‬أفغانستان‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‮»‬‭. ‬لكن‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬شكلت‭ ‬القيود‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات،‭ ‬ومنعهن‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬وإقصائهن‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬العامة،‭ ‬نقاط‭ ‬خلاف‭ ‬شائكة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭. ‬وسارعت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناشطات‭ ‬الأفغانيات‭ ‬إلى‭ ‬إدانة‭ ‬الاعتراف‭ ‬الروسي‭ ‬بطالبان‭.  ‬

وقالت‭ ‬العضوة‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬الأفغاني‭ ‬مريم‭ ‬سليمان‭ ‬خيل‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬‮«‬تضفي‭ ‬شرعية‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬يحظر‭ ‬تعليم‭ ‬الفتيات‭ ‬ويفرض‭ ‬الجلد‭ ‬العلني‭ ‬ويؤوي‭ ‬إرهابيين‭ ‬مُدرجين‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬عقوبات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬تشير‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المصالح‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬ستتغلب‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‮»‬‭. ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬شخصيات‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬خاضعة‭ ‬لعقوبات‭ ‬دولية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وقالت‭ ‬النائبة‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬كابول‭ ‬فوزية‭ ‬كوفي‭ ‬إن‭ ‬أي‭ ‬اعتراف‭ ‬بحركة‭ ‬طالبان‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يجلب‭ ‬السلام،‭ ‬بل‭ ‬سيضفي‭ ‬الشرعية‭ ‬على‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‮»‬‭ ‬و‮«‬يُخاطر‭ ‬بتهديد‭ ‬ليس‭ ‬شعب‭ ‬أفغانستان‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬أيضا‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا