العدد : ١٧٢٦٨ - الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦٨ - الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ محرّم ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

تايلاند في مهب أزمة سياسية جديدة

الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

بانكوك‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬دخلت‭ ‬تايلاند‭ ‬مرحلة‭ ‬ضبابية‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء،‭ ‬غداة‭ ‬تعليق‭ ‬مهام‭ ‬رئيسة‭ ‬الوزراء‭ ‬بايتونغتارن‭ ‬شيناواترا،‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬تكاثر‭ ‬القضايا‭ ‬الملحّة‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬للحكومة‭ ‬معالجتها‭. ‬وتولّى‭ ‬وزير‭ ‬النقل‭ ‬سوريا‭ ‬جونغرونغريانغكيت‭ (‬70‭ ‬عاما‭) ‬رئاسة‭ ‬الوزراء‭ ‬بالإنابة‭ ‬لكن‭ ‬مهمّته‭ ‬تنتهي‭ ‬اليوم‭ ‬الخميس‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬التعديلات‭ ‬الوزارية‭ ‬حيّز‭ ‬التنفيذ‭. ‬وهو‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬إعلامية‭: ‬‮«‬سأبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهدي‮»‬‭.  ‬ومن‭ ‬المرتقب‭ ‬أن‭ ‬يحلّ‭ ‬محلّه‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬بومتام‭ ‬ويشاياشاي،‭ ‬في‭ ‬تغييرات‭ ‬حكومية‭ ‬عهدتها‭ ‬المملكة‭ ‬التي‭ ‬يثني‭ ‬انعدام‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬المستثمرين‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬المشاريع‭ ‬فيها‭ ‬ويبقى‭ ‬سيف‭ ‬الانقلاب‭ ‬العسكري‭ ‬مصلتا‭ ‬فوق‭ ‬رقبتها‭. ‬ومن‭ ‬المتوقّع‭ ‬أن‭ ‬تستمرّ‭ ‬الأزمة‭ ‬أسابيع‭ ‬أو‭ ‬حتّى‭ ‬أشهرا،‭ ‬ريثما‭ ‬تبتّ‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬في‭ ‬قضيّة‭ ‬بايتونغتارن‭ ‬المتّهمة‭ ‬بالإخلال‭ ‬بآداب‭ ‬المعاملة‭ ‬خلال‭ ‬مكالمة‭ ‬هاتفية‭ ‬مع‭ ‬الزعيم‭ ‬الكمبودي‭ ‬هون‭ ‬سين‭ ‬تمّ‭ ‬تسريب‭ ‬مضمونها‭.  ‬وبايتونغتارن‭ ‬شيناواترا‭ ‬أو‭ ‬‮«‬أونغ‭ ‬إنغ‮»‬‭ ‬كما‭ ‬يلقّبها‭ ‬التايلانديون‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الثامنة‭ ‬والثلاثين‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬أصغر‭ ‬رئيسة‭ ‬وزراء‭ ‬عرفها‭ ‬البلد‭. ‬وهي‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬لها‭ ‬طول‭ ‬باع‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬لطالما‭ ‬جسّدت‭ ‬البديل‭ ‬السياسي‭ ‬المطروح‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الملكي‭. ‬ومنذ‭ ‬انتخابات‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬التي‭ ‬فاز‭ ‬بها‭ ‬حزب‭ ‬مؤيد‭ ‬للديموقراطية‭ ‬تمّ‭ ‬حلّه‭ ‬لاحقا،‭ ‬تعاقبت‭ ‬ثلاث‭ ‬شخصيات‭ ‬على‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬تايلاند‭. ‬وقال‭ ‬سائق‭ ‬دراجة‭ ‬الأجرة‭ ‬في‭ ‬بانكوك‭ ‬بايتون‭ ‬كايويدي‭ (‬54‭ ‬عاما‭): ‬‮«‬لا‭ ‬يهمّني‭ ‬من‭ ‬سيصبح‭ ‬رئيسا‭ ‬للوزراء‭. ‬فأنا‭ ‬قد‭ ‬فقدت‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬التايلاندية‮»‬‭.   ‬

وكان‭ ‬للأزمة‭ ‬السياسية‭ ‬الأخيرة‭ ‬ارتدادات‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للبلد‭ ‬الذي‭ ‬يسجّل‭ ‬نموّا‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬ذاك‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬والمنافسة‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإقليمي،‭ ‬مثل‭ ‬ماليزيا‭ ‬وفيتنام‭ ‬والفلبين‭. ‬ويثير‭ ‬وضع‭ ‬المحرّكين‭ ‬الأساسيين‭ ‬للاقتصاد‭ ‬قلقا‭ ‬متزايدا،‭ ‬فالسياحة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬أعداد‭ ‬الزوار‭ ‬الصينيين‭ ‬والصادرات‭ ‬مهدّدة‭ ‬بزيادات‭ ‬جمركية‭ ‬أمريكية‭ ‬بنسبة‭ ‬36‭ ‬%‭.  ‬وقد‭ ‬تعقّد‭ ‬هذه‭ ‬التطوّرات‭ ‬الأخيرة‭ ‬المفاوضات‭ ‬الجارية‭ ‬مع‭ ‬واشنطن،‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬اقتراب‭ ‬مهلة‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تسري‭ ‬بعد‭ ‬انقضائها‭ ‬رسوم‭ ‬جمركية‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬صدر‭ ‬الأربعاء‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬كابيتال‭ ‬إكونوميكس‮»‬‭ ‬التي‭ ‬حذّرت‭ ‬من‭ ‬‮«‬تداعيات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والاستثمار‮»‬‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬طال‭ ‬أمد‭ ‬الأزمة‭.  ‬ومن‭ ‬الملفّات‭ ‬الساخنة‭ ‬أيضا‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الحكومة،‭ ‬التوتّرات‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬كمبوديا‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬مستوى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬إثر‭ ‬مقتل‭ ‬جندي‭ ‬من‭ ‬الخمير‭ ‬في‭ ‬تبادل‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬مع‭ ‬الجيش‭ ‬التايلاندي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المتنازع‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬مايو‭. ‬ونفى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الكمبودي‭ ‬الثلاثاء‭ ‬أيّ‭ ‬تدخّل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬التايلاندية،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬استعداده‭ ‬التحاور‭ ‬مع‭ ‬زعيم‭ ‬لديه‭ ‬‮«‬سلطة‭ ‬فعلية‮»‬‭.  ‬

ويتوقّع‭ ‬محلّلون‭ ‬أن‭ ‬تكلّف‭ ‬بايتونغتارن‭ ‬بحقيبة‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تعليق‭ ‬مهامها‭ ‬في‭ ‬رئاسة‭ ‬الوزراء،‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬الفعلية‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬والدها‭ ‬تاكسين‭ ‬الملياردير‭ ‬المثير‭ ‬للانقسام‭ ‬الذي‭ ‬تولّى‭ ‬الحكم‭ ‬بين‭ ‬2001‭ ‬و2006‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الأخير‭ ‬يتواجه‭ ‬أيضا‭ ‬مع‭ ‬القضاء‭ ‬ويحاكم‭ ‬بتهمة‭ ‬المساس‭ ‬بالذات‭ ‬الملكية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكلفه‭ ‬السجن‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭. ‬وأقيمت‭ ‬جلسة‭ ‬الأربعاء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضيّة‭. ‬

وتنمّ‭ ‬هذه‭ ‬الملاحقات‭ ‬القضائية‭ ‬في‭ ‬حقّ‭ ‬آل‭ ‬شيناواترا‭ ‬عن‭ ‬تضاؤل‭ ‬نفوذ‭ ‬العائلة‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬بحسب‭ ‬خبراء‭. ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬أقرّ‭ ‬القضاء‭ ‬بذنب‭ ‬بايتونغتارن،‭ ‬قد‭ ‬تقال‭ ‬من‭ ‬منصبها‭ ‬في‭ ‬رئاسة‭ ‬الوزراء‭. ‬و«إذا‭ ‬ما‭ ‬بقيت‭ ‬في‭ ‬السلطة،‭ ‬فسوف‭ ‬تطلق‭ ‬احتجاجات‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬شاتشاي‭ ‬سومابوت‭ ‬الموظّف‭ ‬البالغ‭ ‬40‭ ‬عاما‭ ‬الذي‭ ‬طالب‭ ‬بتنظيم‭ ‬‮«‬انتخابات‭ ‬جديدة‮»‬‭. ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬شكّل‭ ‬انعدام‭ ‬الاستقرار‭ ‬الحكومي‭ ‬ذريعة‭ ‬للجيش‭ ‬للاستيلاء‭ ‬على‭ ‬السلطة‭. ‬وشهدت‭ ‬تايلاند‭ ‬نحو‭ ‬10‭ ‬انقلابات‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬الحكم‭ ‬الملكي‭ ‬المطلق‭ ‬في‭ ‬1932،‭ ‬يعود‭ ‬آخرها‭ ‬لعام‭ ‬2014‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا