العدد : ١٧٢٦٧ - الأربعاء ٠٢ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦٧ - الأربعاء ٠٢ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ محرّم ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

غضب في تركيا بسبب رسم كاريكاتوري اعتبر مسيئا للنبي محمد

الأربعاء ٠٢ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

إسطنبول‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬هاجم‭ ‬مئات‭ ‬المتظاهرين‭ ‬في‭ ‬إسطنبول‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬مجلة‭ ‬تركية‭ ‬ساخرة‭ ‬لنشرها‭ ‬رسما‭ ‬كاريكاتوريا‭ ‬اعتُبر‭ ‬مسيئا‭ ‬للنبي‭ ‬محمد،‭ ‬وذلك‭ ‬غداة‭ ‬صدامات‭ ‬تلت‭ ‬اعتقال‭ ‬صاحب‭ ‬الرسم‭ ‬وصحفيين‭. ‬ورغم‭ ‬إغلاق‭ ‬وسط‭ ‬اسطنبول‭ ‬وحظر‭ ‬التجمّعات‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬ساحة‭ ‬تقسيم‭ ‬وجادة‭ ‬الاستقلال‭ ‬التجارية،‭ ‬تجمّع‭ ‬نحو‭ ‬300‭ ‬شخص‭ ‬داخل‭ ‬مسجد‭ ‬تقسيم‭ ‬وحوله‭ ‬حيث‭ ‬نددوا‭ ‬بالرسم‭ ‬الكاريكاتوري‭ ‬الذي‭ ‬نُشر‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬ليمان‭ ‬المعارِضة،‭ ‬وهتفوا‭: ‬‮«‬ليمان‭... ‬لا‭ ‬تنسوا‭ ‬شارلي‭ ‬إيبدو‮»‬،‭ ‬حسبما‭ ‬أفاد‭ ‬صحفيون‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬

ويشكّل‭ ‬ذلك‭ ‬إشارة‭ ‬تحمل‭ ‬تهديدات‭ ‬مبطّنة‭ ‬بتكرار‭ ‬الهجمات‭ ‬الجهادية‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬المجلّة‭ ‬الفرنسية‭ ‬الساخرة‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2015،‭ ‬وأدّت‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬12‭ ‬شخصا‭ ‬وإصابة‭ ‬11‭ ‬آخرين‭. ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬وصف‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬اردوجان‭ ‬نشر‭ ‬الرسم‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬استفزازٌ‭ ‬مشين‮»‬‭. ‬وقال‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬استفزازٌ‭ ‬واضح،‭ ‬مُقنّعٌ‭ ‬بروح‭ ‬الفكاهة‭... ‬جريمة‭ ‬كراهية‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬من‭ ‬يُسيء‭ ‬إلى‭ ‬نبينا‭... ‬سيُحاسب‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‮»‬‭. ‬ودارت‭ ‬صدامات‭ ‬مساء‭ ‬الإثنين‭ ‬في‭ ‬جادة‭ ‬الاستقلال‭ ‬بين‭ ‬محتجّين‭ ‬والشرطة،‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬اعتقال‭ ‬صاحب‭ ‬الرسم‭ ‬وثلاثة‭ ‬من‭ ‬زملائه‭ ‬الصحفيين‭. ‬

وبدأ‭ ‬الأمر‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬عشرات‭ ‬الأشخاص‭ ‬الغاضبين‭ ‬بمهاجمة‭ ‬حانة‭ ‬يرتادها‭ ‬موظفو‭ ‬مجلة‭ ‬ليمان،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬تصاعدت‭ ‬حدّة‭ ‬الاشتباكات‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬حوالي‭ ‬300‭ ‬شخص،‭ ‬وفق‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬وردّت‭ ‬الشرطة‭ ‬بإطلاق‭ ‬الرصاص‭ ‬المطاطي‭ ‬والغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬لتفريق‭ ‬المحتجّين‭. ‬وفي‭ ‬اتصال‭ ‬مع‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬نفى‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬المجلة‭ ‬تونكاي‭ ‬أكغون‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مسافرا‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬نية‭ ‬خبيثة‭. ‬وقال‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬الرسم‭ ‬لا‭ ‬يمثّل‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬صورة‭ ‬كاريكاتورية‭ ‬للنبي‭ ‬محمد‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬الرسم‭ ‬يعود‭ ‬لمسلم‭ ‬قُتل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬

وأضاف‭: ‬‮«‬كان‭ ‬اسمه‭ ‬محمد،‭ ‬إنّه‭ ‬خيال‭. ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬يدعون‭ ‬محمد‮»‬‭. ‬وأكد‭ ‬أكغون‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬للأمر‭ ‬بالنبي‭ ‬محمد‭. ‬ولن‭ ‬نخاطر‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬أبدا‮»‬‭. ‬في‭ ‬الأثناء،‭ ‬صدرت‭ ‬ستة‭ ‬أوامر‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ ‬محرّرين‭ ‬وموظفين‭ ‬في‭ ‬المجلّة‭ ‬متهمين‭ ‬بنشر‭ ‬رسم‭ ‬‮«‬يسيء‭ ‬صراحة‭ ‬إلى‭ ‬القيم‭ ‬الدينية‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬علي‭ ‬يرلي‭ ‬كايا‭ ‬إنّ‭ ‬أربعة‭ ‬منهم،‭ ‬بينهم‭ ‬رسام‭ ‬الكاريكاتور،‭ ‬أوقفوا‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬هؤلاء‭ ‬الأفراد‭ ‬الوقحين‭ ‬سيحاسبون‭ ‬على‭ ‬أفعالهم‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‮»‬‭. ‬

ويُظهر‭ ‬الرسم‭ ‬المذكور‭ ‬شخصين‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬فوق‭ ‬مدينة‭ ‬دمّرتها‭ ‬القنابل‭. ‬ويقول‭ ‬أحدهما‭ ‬بينما‭ ‬يصافح‭ ‬الآخر‭: ‬‮«‬السلام‭ ‬عليكم،‭ ‬أنا‭ ‬محمد‮»‬،‭ ‬ويرد‭ ‬عليه‭ ‬الشخص‭ ‬الثاني‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬السلام‭ ‬عليكم،‭ ‬أنا‭ ‬موسى‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬منشور‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬إكس،‭ ‬أكدت‭ ‬المجلة‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬الرسام‭ ‬أراد‭ ‬إظهار‭ ‬العدالة‭ ‬للشعب‭ ‬المسلم‭ ‬المضطهد‭ ‬عبر‭ ‬تصوير‭ ‬مسلم‭ ‬قتله‭ ‬إسرائيلي،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يقصد‭ ‬أبدا‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الدينية‮»‬‭. ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2002،‭ ‬زار‭ ‬رسامو‭ ‬الكاريكاتور‭ ‬في‭ ‬شارلي‭ ‬إيبدو‭ ‬مجلة‭ ‬ليمان‭ ‬ونشروا‭ ‬مع‭ ‬زملائهم‭ ‬الأتراك‭ ‬عددا‭ ‬خاصا‭. ‬وأشارت‭ ‬مجلة‭ ‬شارلي‭ ‬إيبدو‭ ‬إلى‭ ‬ليمان‭ ‬على‭ ‬أنّها‭ ‬‮«‬أختنا‭ ‬التركية‭ ‬الصغرى‮»‬‭. ‬

ودعا‭ ‬منتقدو‭ ‬ليمان‭ ‬إلى‭ ‬تظاهرة‭ ‬احتجاجية‭ ‬السبت‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭ ‬المجاورة‭ ‬لبلدية‭ ‬اسطنبول‭. ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬ندد‭ ‬ممثل‭ ‬منظمة‭ ‬مراسلون‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬بعمليات‭ ‬التوقيف‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬السلطات‭ ‬التركية،‭ ‬وبتدخّل‭ ‬الشرطة‭. ‬وقال‭ ‬إيرول‭ ‬أونديروغلو‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سلامة‭ ‬رسامي‭ ‬الكاريكاتور‭ ‬الآن‭ ‬القضية‭ ‬الرئيسية‭ ‬للسلطات‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا