العدد : ١٧٢٦٥ - الاثنين ٣٠ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦٥ - الاثنين ٣٠ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ محرّم ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

لعبة «قط وفأر».. قصف أمريكا لمواقع نووية إيرانية يشعل بحثا عن اليورانيوم

الاثنين ٣٠ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

فيينا‭ ‬رويترز‭): ‬تسبب‭ ‬القصف‭ ‬الأمريكي‭ ‬والإسرائيلي‭ ‬للمواقع‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬معضلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمفتشي‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬تتعلق‭ ‬بكيفية‭ ‬معرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬مخزونات‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب،‭ ‬وبعضها‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬درجة‭ ‬النقاء‭ ‬اللازمة‭ ‬لصنع‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬قد‭ ‬دفنت‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬أم‭ ‬تم‭ ‬إخفاؤها‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬سري‭. ‬

وبعد‭ ‬هجمات‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المواقع‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬في‭ ‬فوردو‭ ‬ونطنز‭ ‬وأصفهان،‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬تم‭ ‬محو‮»‬‭ ‬المنشآت‭ ‬باستخدام‭ ‬الذخائر‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قنابل‭ ‬خارقة‭ ‬للتحصينات‭. ‬

لكن‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬تراقب‭ ‬برنامج‭ ‬طهران‭ ‬النووي،‭ ‬قالت‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬تتضح‭ ‬بعد‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بمنشأة‭ ‬فوردو،‭ ‬وهي‭ ‬منشأة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬جبل‭ ‬تنتج‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬الإيراني‭ ‬عالي‭ ‬التخصيب‭. ‬

وقال‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬رافائيل‭ ‬جروسي‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬للغاية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أجهزة‭ ‬الطرد‭ ‬المركزي‭ ‬الحساسة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬داخل‭ ‬فوردو‭ ‬قد‭ ‬تضررت‭ ‬بشدة‭. ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬غموضا‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تدمير‭ ‬تسعة‭ ‬أطنان‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬كيلوجرام‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬نقاء‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬اللازمة‭ ‬لصنع‭ ‬الأسلحة‭. ‬وتسعى‭ ‬حكومات‭ ‬الغرب‭ ‬جاهدة‭ ‬لتحديد‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لهذا‭ ‬اليورانيوم‭. ‬

وتحدثت‭ ‬رويترز‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬مسؤولين‭ ‬حاليين‭ ‬وسابقين‭ ‬مشاركين‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬كبح‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬قالوا‭ ‬إن‭ ‬الهجمات‭ ‬ربما‭ ‬وفرت‭ ‬الغطاء‭ ‬المثالي‭ ‬لإيران‭ ‬لإخفاء‭ ‬مخزونها‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم،‭ ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أي‭ ‬تحقيق‭ ‬وبحث‭ ‬تجريه‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬شاقا‭ ‬ويستلزم‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا‭. ‬

وقال‭ ‬أولي‭ ‬هاينونن،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬كبير‭ ‬مفتشي‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2005‭ ‬إلى‭ ‬2010،‭ ‬إن‭ ‬البحث‭ ‬سيتضمن‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬عملية‭ ‬معقدة‭ ‬لاستعادة‭ ‬المواد‭ ‬من‭ ‬المباني‭ ‬المتضررة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬الجنائي‭ ‬وأخذ‭ ‬العينات‭ ‬البيئية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستغرق‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا‭. ‬

وقال‭ ‬هاينونن،‭ ‬الذي‭ ‬تعامل‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬عمله‭ ‬بالوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬ويعمل‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬ستيمسون‭ ‬للأبحاث‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مواد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليها،‭ ‬أو‭ ‬متناثرة‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬أو‭ ‬فقدت‭ ‬أثناء‭ ‬القصف‮»‬‭. ‬

ووفقا‭ ‬لمقياس‭ ‬للوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬فإن‭ ‬الكمية‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬400‭ ‬كيلوجرام‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬الإيراني‭ ‬المخصب‭ ‬بنسبة‭ ‬نقاء‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬60‭ ‬بالمئة،‭ ‬وهي‭ ‬درجة‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬النقاء‭ ‬90‭ ‬بالمئة‭ ‬تقريبا‭ ‬اللازمة‭ ‬لصنع‭ ‬الأسلحة،‭ ‬تكفي‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تخصيبها‭ ‬بدرجة‭ ‬أكبر‭ ‬لصنع‭ ‬تسعة‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭. ‬

وحتى‭ ‬لو‭ ‬تبقى‭ ‬جزء‭ ‬بسيط‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الكمية‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬مصيره،‭ ‬فسيكون‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬كبير‭ ‬للقوى‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تبقي‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬خيار‭ ‬صنع‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬مطروحا‭. ‬

وهناك‭ ‬مؤشرات‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬ربما‭ ‬نقلت‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتعرض‭ ‬للهجمات‭. ‬

وقال‭ ‬دبلوماسي‭ ‬غربي‭ ‬ثان‭ ‬إن‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬مخزون‭ ‬اليورانيوم‭ ‬سيشكل‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬القائمة‭ ‬الطويلة‭ ‬من‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬وطهران‭ ‬بما‭ ‬شمل‭ ‬عدم‭ ‬تقديم‭ ‬إيران‭ ‬لتفسير‭ ‬له‭ ‬مصداقية‭ ‬لآثار‭ ‬اليورانيوم‭ ‬التي‭ ‬عثر‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬غير‭ ‬معلنة‭. ‬

وتابع‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬ستكون‭ ‬لعبة‭ ‬قط‭ ‬وفأر‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا