بين حلم الدراسة وشغف الكرة شق الشاب البحريني سيد إلياس محمد عباس طريقًا مختلفًا، لم يسلكه الكثيرون في عمر مبكر، حيث حمل حقيبته متوجهًا إلى أستراليا بحثًا عن مستقبل أكاديمي، لكن قلبه ظلّ معلقًا بالمستطيل الأخضر، لم تكن الغربة سهلة، لكنها كانت درسًا في الاعتماد على الذات، وصناعة المستقبل.
في هذا الحوار الذي أجراه ملحق الرياضي في «أخبار الخليج» يكشف اللاعب الموهوب إلياس تفاصيل رحلته التي بدأت من أندية النشء في البحرين ووصلت إلى أروقة نادي «مالفرن سيتي» الأسترالي، ويتحدث عن التحديات، التحولات، والطموح الذي لا ينكسر بحلم تمثيل الوطن يوما ما.
1- بداية سيد إلياس، كيف كانت انطلاقتك مع كرة القدم؟ ومتى أدركت أنك تملك الموهبة التي تستحق المواصلة؟
بدايتي كانت مبكرة جدًا، حيث بدأت اللعب منذ سن الخامسة تقريبًا من خلال الأندية الخاصة في البحرين، وكانت الانطلاقة من نادي دلمون تحت إشراف المدرب «مستر مارك» الذي كان دائمًا يشجعني ويقول لي «ستكون لاعبًا مميزًا».
لاحقًا التحقت بأكاديمية أرسنال، ثم أكاديمية ليجندز، وصولًا إلى نادي المنامة، وخارج أسوار الأندية كنت أمارس كرة القدم في الحي مع الجيران، ومع أصدقائي في المدرسة، حيث منذ صغري كنت أعشق المراوغة وأبحث دائمًا عن التميز من خلال الاجتهاد والمثابرة.
2- حدثنا عن تجربتك في الفئات العمرية بنادي المنامة؟
تجربتي في نادي المنامة كانت حجر الأساس في مسيرتي، فقد بدأت من مرحلة البراعم ثم انتقلت إلى الناشئين، وهناك اكتسبت الكثير من المهارات والخبرات التي ساعدتني في بناء شخصيتي كلاعب.
3- ما الذي دفعك الى اتخاذ قرار الانتقال إلى أستراليا؟ وهل كان الدافع دراسيًا بحتًا أم أن للطموح الكروي دورًا في ذلك؟
كان القرار خليطًا بين الطموح الأكاديمي والرغبة في تطوير مستواي الكروي، حيث لم أرد أن أختار طريقًا واحدًا، بل سعيت للجمع بين الاثنين.
4- كيف جاء انضمامك إلى نادي Malvern City FC وهل تم ذلك عبر تجربة أداء أم عن طريق ترشيح مباشر؟
انضمامي جاء من خلال برنامج لاكتشاف المواهب، حيث تلقيت عروضًا من ثلاثة أندية، وبعد دراسة الخيارات، اخترت نادي «مالفرن سيتي» لأنه الأفضل من حيث المستوى، والأقرب إلى مكان سكني.
5- ما أبرز التحديات التي واجهتك في البداية سواء فنيًا أو على صعيد التأقلم؟
واجهت صعوبات فنية تتعلق بسرعة اللعب واختلاف أسلوب التدريب عما اعتدت عليه في البحرين، كان عليّ أن أتكيف مع اللعب الجماعي بشكل أكبر، وأن أواكب التوجهات التكتيكية الجديدة التي يعتمدها الفريق.
6- نلاحظ أنك الآن تلعب كصانع ألعاب، بعد أن كنت تلعب سابقًا في مركز الارتكاز.. ما سبب هذا التغيير؟
التحول جاء بناءً على ملاحظات من المدرب الذي رأى أنني أمتلك رؤية جيدة للملعب وسرعة في اتخاذ القرار، بالإضافة إلى قدرتي على خلق الفرص، وهو ما يتطلبه مركز صانع الألعاب.
7- كيف تصف تجربتك حتى الآن مع الفريق؟ وهل وجدت فروقات فنية بين الكرة الأسترالية والبحرينية؟
التجربة إيجابية جدًا، لقد شعرت بالدعم من الجهاز الفني وزملائي منذ اليوم الأول، حيث البيئة احترافية، وكل مباراة أو حصة تدريبية هي فرصة جديدة لتعلم شيء يضيف إلى مستواي، وهناك بالطبع اختلافات فنية واضحة، خصوصًا من ناحية الإيقاع والتكتيك.
8- ما هو تخصصك الأكاديمي؟ وكيف تنسّق بين الدراسة والتدريبات والمباريات؟
أدرس تخصص التربية الرياضية، في البداية كان من الصعب التوفيق بين الدراسة والتمارين، لكن مع الوقت تعلّمت كيف أرتب أولوياتي وأدير وقتي بشكل فعال.
9 - الغربة دائمًا ما تكون مليئة بالدروس.. كيف أثّرت فيك على الصعيد الشخصي؟
الغربة كانت تحديًا كبيرًا، خصوصًا في البدايات، حيث كنت بعيدًا عن أهلي وأصدقائي، لكنها علمتني الاعتماد على نفسي في كل شيء، وأسهمت في بناء شخصيتي بشكل قوي ومستقل.
10- هل تخطط للعودة إلى البحرين في المستقبل؟
العودة إلى البحرين دائمًا في بالي، فهي تمثل الجذور والهوية، لكن حاليًا أركّز على الاستفادة القصوى من التجربة في أستراليا سواء على الصعيد الرياضي أو الشخصي.
11- ما مدى طموحك في تمثيل المنتخب الوطني؟ وهل ترى أن تجربتك الاحترافية قرّبتك من هذا الهدف؟
تمثيل منتخب البحرين هو حلم وشرف كبير بالنسبة لي، وأعتقد أن الاحتراف في أستراليا ساعدني كثيرًا في التطور وزاد من فرصي للاقتراب من هذا الهدف.
12- هل تلقيت أي تواصل من أندية أو مدربين في البحرين مؤخرًا؟
لا، لم أتلقَ تواصلًا مباشرًا، لكن والدي أخبرني أن الكابتن موسى حبيب سأل عني في أكثر من مناسبة، وهذا شيء أعتز به.
13- ما رسالتك للشباب البحريني الطامح للاحتراف الخارجي؟
البحرين مليئة بالمواهب، وكل من يعمل على نفسه بجد سيصل، نصيحتي ثق بنفسك، اعمل بصمت، واجعل طموحك أكبر من أي عائق.
14- ما الكلمة التي توجهها الى نادي المنامة وجماهيره بعد هذه التجربة الخارجية؟
كل الشكر والامتنان لنادي المنامة إدارة وجهازًا فنيًا على دعمهم المتواصل، ومنحي الفرصة للتطور، حيث سيبقى النادي جزءًا مهمًا من رحلتي.
15- كلمة أخيرة؟
شكرًا لصحيفة «أخبار الخليج« على هذا اللقاء، ورحلتي ما زالت في بدايتها، وأتمنى أن أكون وجهًا مشرفًا لكرة القدم البحرينية في الخارج.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك