العدد : ١٧٣١٨ - الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١٨ - الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ صفر ١٤٤٧هـ

الصفحة الأخيرة

سباق تكنولوجي لإنقاذ القطب الشمالي قبل أن يغرق العالم

السبت ٢٨ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

اجتمع‭ ‬علماء‭ ‬ومهندسون‭ ‬داخل‭ ‬قاعات‭ ‬جامعة‭ ‬كامبريدج،‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬يبحث‭ ‬أفكاراً‭ ‬تكنولوجية‭ ‬راديكالية‭ ‬لإبطاء‭ ‬ذوبان‭ ‬الجليد‭ ‬القطبي،‭ ‬منها‭ ‬مرايا‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬أو‭ ‬ستائر‭ ‬عملاقة‭ ‬تُثبت‭ ‬في‭ ‬قاع‭ ‬البحر‭!... ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬وكأنه‭ ‬مشهد‭ ‬من‭ ‬فيلم‭ ‬خيال‭ ‬علمي‭.‬

الباحث‭ ‬جون‭ ‬مور،‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬دراسة‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬عاد‭ ‬اليوم‭ ‬ليقود‭ ‬جهوداً‭ ‬تبحث‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬فكرة‭ ‬تقنية‭ ‬لإبطاء‭ ‬الكارثة،‭ ‬فالكوكب‭ ‬يسخن،‭ ‬والقطب‭ ‬الشمالي‭ ‬يسخن‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي،‭ ‬وأجزاء‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الجليد‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعتمده‭ ‬مور‭ ‬في‭ ‬تجاربه‭... ‬ذابت‭. ‬لهذا‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬الحاسم‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2025‭ ‬ليحاول‭ ‬تضييق‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬إلى‭ ‬عشر‭ ‬فقط‭ ‬يمكن‭ ‬اختبارها‭ ‬فعلياً‭.‬

من‭ ‬أبرز‭ ‬المقترحات‭ ‬التي‭ ‬طُرحت‭ ‬كانت‭ ‬تقنية‭ ‬تفتيح‭ ‬الغيوم‭ ‬البحرية،‭ ‬والتي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬رش‭ ‬رذاذ‭ ‬ماء‭ ‬البحر‭ ‬في‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬لزيادة‭ ‬بياض‭ ‬الغيوم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬عكس‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬ومنعها‭ ‬من‭ ‬تسخين‭ ‬الجليد‭. ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬تُنفذ‭ ‬بواسطة‭ ‬مرشّات‭ ‬ذكية‭ ‬تتحكم‭ ‬بها‭ ‬أنظمة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لمراقبة‭ ‬الرطوبة‭ ‬واتجاه‭ ‬الرياح‭. ‬ميزة‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬أنها‭ ‬قابلة‭ ‬للتوقّف‭ ‬فوراً‭ ‬إن‭ ‬ظهرت‭ ‬آثار‭ ‬جانبية،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬كثيرين‭ ‬الأكثر‭ ‬أماناً‭ ‬وقابلية‭ ‬للتطبيق‭.‬

أما‭ ‬التقنية‭ ‬الثانية،‭ ‬فبدت‭ ‬أكثر‭ ‬جرأة‭: ‬إطلاق‭ ‬مرايا‭ ‬ضخمة‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء‭ ‬لعكس‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭. ‬يُطلق‭ ‬عليها‭ ‬Space‭ ‬Mirrors،‭ ‬وتستند‭ ‬إلى‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬فضائية‭ ‬متقدمة‭ ‬تتطلب‭ ‬تنسيقا‭ ‬دوليا‭ ‬عالي‭ ‬المستوى،‭ ‬ودقة‭ ‬هندسية‭ ‬في‭ ‬التمركز‭ ‬والتوجيه‭ ‬داخل‭ ‬المدار‭.‬

فيما‭ ‬اقترح‭ ‬البعض‭ ‬إقامة‭ ‬‮«‬ستائر‭ ‬بحرية‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬الماء‭ ‬لمنع‭ ‬التيارات‭ ‬الدافئة‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قواعد‭ ‬الأنهار‭ ‬الجليدية‭. ‬تُصنّع‭ ‬هذه‭ ‬الستائر‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬مرنة‭ ‬مقاومة‭ ‬للضغط،‭ ‬وتُجهز‭ ‬بحساسات‭ ‬لقياس‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬وتدفق‭ ‬المياه،‭ ‬وتثبّت‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬حرجة‭ ‬تحت‭ ‬المحيط‭.‬

لكن‭ ‬أكثر‭ ‬الأفكار‭ ‬إثارة‭ ‬للجدل‭ ‬هي‭ ‬تقنية‭ ‬الحقن‭ ‬الستراتوسفيري،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬اختصاراً‭ ‬بـSAI‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬جسيمات‭ ‬دقيقة‭ ‬مثل‭ ‬الكبريتات‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬الستراتوسفير‭ ‬لعكس‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭. ‬يشبّهها‭ ‬العلماء‭ ‬بتأثير‭ ‬البراكين‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬تبريد‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي،‭ ‬لكنها‭ ‬تثير‭ ‬قلقاً‭ ‬أخلاقياً‭ ‬واسعاً،‭ ‬خصوصاً‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬الشمال‭ ‬مثل‭ ‬مجلس‭ ‬السامي،‭ ‬الذين‭ ‬رأوا‭ ‬فيها‭ ‬مخاطرة‭ ‬أخلاقية‭ ‬جسيمة‭.‬

أمام‭ ‬هذا‭ ‬الجدل،‭ ‬وبحسب‭ ‬ما‭ ‬تناوله‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬إيلاف‮»‬،‭ ‬يحاول‭ ‬العلماء‭ ‬التذكير‭ ‬بأن‭ ‬تجاهل‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬من‭ ‬اختبارها‭. ‬الدكتور‭ ‬شون‭ ‬فيتزجيرالد،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬إصلاح‭ ‬المناخ‭ ‬بجامعة‭ ‬كامبريدج،‭ ‬قالها‭ ‬بوضوح‭: ‬‮«‬علينا‭ ‬مقارنة‭ ‬مخاطر‭ ‬الفعل‭ ‬بمخاطر‭ ‬عدم‭ ‬الفعل‮»‬،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬بات‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬البحث‭ ‬التقليدي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا