العدد : ١٧٢٦٠ - الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٦٠ - الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

ألوان

دراسة توضح أن تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يحصل بسبب كونها امرأة

الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

كانت‭ ‬الملكة‭ ‬حتشبسوت‭ ‬من‭ ‬أنجح‭ ‬حكام‭ ‬مصر‭ ‬القديمة،‭ ‬لكنّ‭ ‬إرث‭ ‬هذه‭ ‬الفرعونة‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬كليوباترا‭ ‬بـ1500‭ ‬عام،‭ ‬دمّره‭ ‬بشكل‭ ‬ممنهج‭ ‬بعد‭ ‬وفاتها‭ ‬نجل‭ ‬زوجها‭ ‬تحتمس‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬خلَفها‭ ‬في‭ ‬السلطة‭. ‬

وكانت‭ ‬أسباب‭ ‬هذا‭ ‬المحو‭ ‬الممنهج‭ ‬لآثار‭ ‬حكمها‭ ‬الناجح‭ ‬موضع‭ ‬نقاش‭ ‬واسع،‭ ‬لكنّ‭ ‬الباحث‭ ‬جون‭ ‬وونغ‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬تورنتو‭ ‬رأى‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬جديدة‭ ‬نُشرت‭ ‬الاثنين‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬مبالغةً‭ ‬في‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬العامل‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬كونها‭ ‬امرأة‭.  ‬

وقال‭ ‬وونغ‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬إن‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬الحملة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفرعونة‭ ‬بعد‭ ‬وفاتها‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الرومانسية‮»‬،‭ ‬موضحا‭ ‬دوافع‭ ‬اهتمامه‭ ‬بملكة‭ ‬حكمت‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬حقبة‭ ‬ازدهار‭ ‬استثنائي‭.  ‬

ورجّح‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تحتمس‭ ‬الثالث‭ ‬شنّ‭ ‬حملة‭ ‬تشويه‭ ‬ضد‭ ‬حتشبسوت‭ ‬بعد‭ ‬وفاتها‭ ‬بدافع‭ ‬الانتقام،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬لأنه‭ ‬أراد‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬فكرة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬وسع‭ ‬امرأة‭ ‬أن‭ ‬تحكم‭ ‬بنجاح‭. ‬

وأكد‭ ‬جون‭ ‬وونغ‭ ‬أن‭ ‬‮«‬طريقة‭ ‬فهم‭ ‬حكم‭ ‬حتشبسوت‭ ‬تأثرت‭ ‬دائما‭ ‬بجنسها‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬الاعتقاد‭ ‬السائد‭ ‬بأن‭ ‬تحتمس‭ ‬الثالث‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬زوجة‭ ‬أب‭ ‬شريرة‮»‬‭. ‬

وبيّن‭ ‬بحث‭ ‬وونغ‭ ‬الذي‭ ‬نُشر‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬أنتيكويتي‮»‬‭ ‬واستند‭ ‬إلى‭ ‬دراسات‭ ‬حديثة‭ ‬أخرى،‭ ‬أن‭ ‬تحتمس‭ ‬الثالث‭ ‬أقدم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التشويه‭ ‬لدوافع‭ ‬أخرى‭ ‬أيضا،‭ ‬مما‭ ‬يدفع‭ ‬إلى‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬نظرية‭ ‬الرفض‭ ‬لتولي‭ ‬امرأة‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭. ‬

وحكمت‭ ‬حتشبسوت‭ ‬مصر‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬3500‭ ‬عام،‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬زوجها‭ ‬تحتمس‭ ‬الثاني،‭ ‬‮«‬وبلغت‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬عهدها‭ ‬أعلى‭ ‬قمة‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬والعمارة‭ ‬والتجارة‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬موقع‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للاستعلام‭ ‬المصرية‭. ‬

وكانت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬وصيةً‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬ابن‭ ‬زوجها،‭ ‬الملك‭ ‬المستقبلي،‭ ‬لكنها‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬سلطتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬وفرضت‭ ‬نفسها‭ ‬كفرعونة‭.‬

وشرح‭ ‬الخبراء‭ ‬أنها‭ ‬وسّعت‭ ‬طرق‭ ‬التجارة‭ ‬وأوعزت‭ ‬بإنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬كبيرة،‭ ‬ومنها‭ ‬مقبرة‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬وادي‭ ‬الملوك‭ ‬بالأقصر،‭ ‬على‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬لنهر‭ ‬النيل‭.  ‬

وأعاد‭ ‬جون‭ ‬وونغ‭ ‬تقويم‭ ‬مواد‭ ‬التماثيل‭ ‬التالفة‭ ‬التي‭ ‬اكتُشفت‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬التنقيب‭ ‬التي‭ ‬أُجريت‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1922‭ ‬و1928‭.  ‬

وأكد‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬أبحاثه‭ ‬أن‭ ‬تحتمس‭ ‬الثالث‭ ‬عمل‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬على‭ ‬محو‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬إنجازات‭ ‬حتشبسوت،‭ ‬لكنه‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬‮«‬ربما‭ ‬بدافع‭ ‬الضرورات‭ ‬الطقسية‭ ‬لا‭ ‬الكراهية‭ ‬الصريحة‮»‬‭. ‬

وبالتالي،‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬تحتمس‭ ‬الثالث‭ ‬يحاول‭ ‬الحدّ‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬حتشبسوت‭ ‬بطريقة‭ ‬عملية‭ ‬كانت‭ ‬مالوفة،‭ ‬وليس‭ ‬بدافع‭ ‬الحقد‭. ‬كذلك‭ ‬اكتشف‭ ‬الخبير‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬تماثيل‭ ‬الملكة‭ ‬حتشبسوت‭ ‬تضررت‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬لأن‭ ‬الأجيال‭ ‬اللاحقة‭ ‬أرادت‭ ‬إعادة‭ ‬استخدامها‭ ‬كمواد‭ ‬بناء‭. ‬

وإذ‭ ‬لاحظ‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاعتقاد‭ ‬ساد‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬بأن‭ ‬تماثيل‭ ‬حتشبسوت‭ ‬تعرضت‭ ‬لتشويه‭ ‬انتقامي‮»‬،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬فحصا‭ ‬جديدا‭ ‬للمحفوظات‭ ‬أظهر‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬صحة‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة،‭ ‬وأنها‭ ‬عوملت‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬عومل‭ ‬بها‭ ‬أسلافها‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموت‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا