الأمم المتحدة - (أ ف ب): ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس الجمعة أطراف النزاع الإسرائيلي الإيراني «إعطاء فرصة للسلام»، محذرا من أن العنف قد يخرج عن نطاق السيطرة. وقال جوتيريش خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي «هناك أوقات لا تكون فيها الخيارات المطروحة أمامنا مهمة فحسب، بل حاسمة أيضا. أوقات يُحدد فيها الاتجاه الذي نتخذه ليس مصير الأمم فحسب، بل ربما مستقبلنا المشترك. ونحن في لحظة كهذه». وأضاف «إلى أطراف النزاع - الأطراف المحتملة في النزاع - وإلى مجلس الأمن كممثل للمجتمع الدولي، لدي رسالة بسيطة وواضحة: أعطوا فرصة للسلام»، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة التي تنظر في التدخل عسكريا لدعم إسرائيل.
تأتي هذه التصريحات في وقت ينتظر أن يُقدّم الأوروبيون «عرضا تفاوضيا شاملا» لإيران في اجتماعٍ بسويسرا، لا سيما بشأن القضايا النووية. وقد أمهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه «أسبوعين» لاتخاذ قرار بشأن تدخل عسكري امريكي محتمل إلى جانب إسرائيل.
وأعرب جوتيريش عن قلقه إزاء تصعيد الحرب بين إيران وإسرائيل، وحذر قائلا «لا نُدفع إلى أزمة، بل نندفع نحوها. لا نشهد حوادث معزولة، نسير على طريق فوضى محتملة». وأكد أن «اتساع نطاق هذا النزاع قد يشعل برميل بارود لا يمكن لأحد السيطرة عليه. لا يمكننا السماح بحدوث ذلك»، مجددا مطالبته بـ«إنهاء القتال والعودة إلى مفاوضات جادة».
وفي الوقت نفسه أيضا اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوجان أمس الجمعة أن النزاع بين إسرائيل وإيران يقترب بسرعة من «نقطة اللاعودة»، في وقت لا تزال الولايات المتحدة تنظر في إمكان توجيه ضربات الى إيران. وقال أردوجان «للأسف، تقترب الإبادة في غزة والنزاع مع إيران بسرعة من نقطة اللاعودة. ينبغي لهذا الجنون أن ينتهي في أسرع وقت»، محذرا من تداعياته على المنطقة وأوروبا وآسيا «لأعوام عدة». أضاف «من الضروري رفع اليد عن الزناد قبل وقوع المزيد من الدمار وسفك الدماء وسقوط ضحايا مدنيين وكارثة مروعة قد تؤثر على منطقتنا، وكذلك على أوروبا وآسيا لسنوات قادمة».
وجاءت تصريحات أردوجان في منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، قبيل اجتماع وزراء خارجية دول المنظمة في نهاية الأسبوع. من بين الحضور المرتقبين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ومن المرجح أن تتصدر الأزمة المستمرة مع إسرائيل جدول أعمال المحادثات التي تستمر يومين. وكان أردوجان قد حذر في وقت سابق أمس الجمعة من أن الضربات الإسرائيلية على إيران قد تؤدي إلى موجة هجرة تؤثر على أوروبا والمنطقة.
ونقل عنه مكتبه قوله في مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن «دوامة العنف الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية قد تؤذي المنطقة وأوروبا من ناحية الهجرة مع احتمال تسرب نووي». ورغم تصاعد المواجهة، قال مصدر من وزارة الدفاع التركية الخميس إنه لم تُسجل «زيادة» في أعداد القادمين من إيران. ولم تنشر السلطات التركية أي أرقام في هذا الصدد. وأفاد مراسلو فرانس برس في معبر كابيكوي الحدودي الرئيسي قرب مدينة فان بشرق تركيا بمشاهدة عدة مئات من الأشخاص يعبرون في الاتجاهين فيما قال مسؤول في الجمارك إن الأعداد «ليست غير طبيعية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك