تُعد مشاكل الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، من أبرز المخاوف الصحية العامة بين حول العالم، وغالبًا ما تبدأ هذه الحالات خلال سنوات المراهقة، ونظرًا إلى انتشار هذه التحديات سعى الباحثون إلى استكشاف سلوكيات نمط الحياة مثل قلة النشاط البدني والحركة واضطرابات النوم والنظام الغذائي، ومدى تأثيرها على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين.
وأشارت دراسة جديدة إلى أن زيادة النشاط البدني وانخفاض وقت الشاشة من الطفولة إلى المراهقة يرتبطان بانخفاض مستويات التوتر وأعراض الاكتئاب بحلول سن الخامسة عشرة.
ووجدت الدراسة أن الشباب الذين مارسوا تمارين رياضية وقضوا وقتًا أقل على أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة حققوا نتائج أفضل في الصحة النفسية في سنوات مراهقتهم، حيث كانت هذه الارتباطات قوية بشكل خاص فيما يتعلق بوقت الشاشة، وخاصةً استخدام الأجهزة المحمولة، الذي ارتبط بارتفاع مستويات التوتر والاكتئاب.
وأكدت الدراسة أن التمارين الرياضية تؤدي إلى مستويات أقل من أعراض الاكتئاب في مرحلة المراهقة.
من ناحية أخرى، ارتبط ارتفاع إجمالي وقت استخدام الشاشات، وخاصة استخدام الأجهزة المحمولة، بارتفاع مستويات الإجهاد والتوتر وأعراض الاكتئاب.
ومن المثير للاهتمام أن النشاط البدني كان له علاقة قوية بنتائج الصحة النفسية، حيث بينت الدراسة أن الأنشطة الخفيفة مثل المشي أو التنقل لا تقدم نفس الفوائد النفسية التي تقدمها الأنشطة البدنية المنظمة أو القوية.
وأشارت الدراسة إلى أنه ينبغي للآباء موازنة سلوكيات أطفالهم بين اللعب النشط ووقت الشاشة، فبعض وقت الشاشة لن يضر إذا كانت جوانب أخرى من الحياة، مثل رؤية الأصدقاء واللعب الحر وبناء الثقة بالنفس من خلال الرياضة، متوازنة، ومن الجيد أن يتذكر الآباء أن قضاء الطفل ساعتين يوميًا على الشاشة يعادل شهرًا تقريبًا في السنة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك