موسكو – (أ ف ب): أعلن الجيش الروسي أمس الأحد شن هجوم على منطقة دنيبروبتروفسك المتاخمة لدونيتسك في شرق أوكرانيا، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ثلاثة أعوام. ويشكل دخول الجيش الروسي لمنطقة دنيبروبتروفسك (وسط شرق) والذي لم تؤكده أوكرانيا، إخفاقا رمزيا جديدا للقوات الأوكرانية التي تواجه صعوبات على الجبهة على صعيد العديد والعتاد.
وقال الجيش عبر تلغرام إن «وحدات من الفرقة 90 المدرعة (...) بلغت الحدود الغربية لجمهورية دونيتسك الشعبية وتواصل شن هجوم على أراضي منطقة دنيبروبتروفسك»، مستخدما تسمية موسكو لمنطقة دونيتسك بعد إعلان ضمها. ولم تعلق كييف إلى الآن على هذه المعلومات، لكن السلطات الإقليمية في مدينة دنيبرو أشارت إلى سقوط قتيل في قصف روسي لبلدة ميجيفسكا غير البعيدة من منطقة دونيتسك. كذلك، أعلنت موسكو السيطرة على قرية زاريا الصغيرة في منطقة دونيتسك.
وفيما يتجاوز البعد الرمزي، يمكن أن تكون لهذا التقدم الذي سجلته القوات الروسية قيمة استراتيجية ميدانية، في وقت تدفع الولايات المتحدة نحو مباحثات دبلوماسية بين موسكو وكييف سعيا الى وضع حد للنزاع. وكتب الرئيس الروسي السابق والمسؤول الثاني في مجلس الأمن القومي دميتري مدفيديف على تلغرام «كل من يرفض الاعتراف بحقائق الحرب خلال المفاوضات سيواجه حقائق جديدة على الأرض. قواتنا المسلحة شنت هجوما في منطقة دنيبروبتروفسك».
ويرى بعض المراقبين أن الروس قد يكونون عازمين على المضي في تقدمهم في المنطقة، بحيث يلحقون خسائر بمنظومة الدفاع الأوكرانية في حوض دونباس، الامر الذي يشكل أولوية أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقبل الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022، كان نحو ثلاثة ملايين شخص يقيمون في منطقة دنيبروبتروفسك، حوالي مليون منهم في العاصمة الاقليمية دنيبرو التي تتعرض على الدوام لضربات روسية بمسيرات وصواريخ. وأطلقت روسيا في نوفمبر 2024 على العاصمة الإقليمية دنيبرو صاروخ «اورشينيك» المتوسط المدى، مؤكدة إصابة موقع صناعي عسكري.
ولجأ عدد كبير من أوكرانيي دونيتسك ولوغانسك إلى مدينة دنيبرو في المرحلة الأولى من هجوم القوات الروسية. وقال المحلل العسكري الأوكراني اوليكسي كوبيتكو إن تقدما روسيا في منطقة دنيبروبتروفسك ينطوي «على أخطار عديدة بالنسبة الى روسيا تفوق فوائده» بسبب «استحالة تركيز عدد كاف من القوات لتحقيق اختراق».
ويأتي إعلان الهجوم الجديد في وقت تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بعرقلة عملية تبادل للأسرى كانت مقررة نهاية هذا الاسبوع، وشكلت النتيجة الوحيدة الملموسة لمفاوضات مباشرة عقدت بداية الأسبوع، بعد أكثر من ثلاثة أعوام من بدء الهجوم الروسي في فبراير 2022. وكرر الجيش الروسي الأحد «استعداده لتسليم أكثر من ستة آلاف جثة» لجنود أوكرانيين، مؤكدا أنه نقل 1212 رفاتا ويستعد لتسليم قسم آخر عند الحدود الروسية الأوكرانية في منطقة بريانسك.
وسلم الوفد الروسي كييف قائمة مطالب في مقدمها انسحاب قواتها من أربع مناطق أعلنت موسكو ضمها، وتراجع أوكرانيا عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والحد من حجم قواتها المسلحة. ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء هذه الشروط بأنها «إنذارات» غير مقبولة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك