مدريد - (أ ف ب): شارك عشرات الآلاف أمس الأحد في مدريد في تظاهرة نظمتها المعارضة الإسبانية متهمة حكومة رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز بالفساد. وتجمع المتظاهرون في ساحة بلازا دي إسبانيا بوسط العاصمة رافعين أعلاما إسبانية وهاتفين «بيدرو سانشيز استقل!». وقالت بلانكا ريكويخو، وهي مديرة متجر تبلغ 46 عاما وكانت تحمل العلم الإسباني، لوكالة فرانس برس خلال التظاهرة: «انقضى تاريخ انتهاء صلاحية هذه الحكومة منذ وقت طويل. الأمر أصبح مرهقا».
ودعا الحزب الشعبي إلى التظاهرة بعد تسريب تسجيلات صوتية يزعم أنها توثق مهاجمة العضو الحزب الاشتراكي لايري دياس وحدة في الشرطة حققت في شبهات بالفساد بحق زوجة سانشيز وشقيقه ومساعده الرئيسي السابق. ونفت دياس الاتهام، وقالت للصحفيين الأربعاء إنها كانت تُجري أبحاثا لتأليف كتاب، ولم تكن تتحدث نيابة عن الحزب أو سانشيز. كما استقالت من الحزب الاشتراكي الذي يقوده رئيس الوزراء.
واتهم زعيم الحزب الشعبي ألبرتو نونيس فيخو الحكومة بـ«ممارسات مافيوية» في هذه القضية، وقال إن سانشيز «في صلب» فضائح فساد متعددة. وأضاف خلال التظاهرة: «هذه الحكومة لطخت كل شيء: السياسة، ومؤسسات الدولة، وفصل السلطات»، وحضّ سانشيز على الدعوة إلى انتخابات مبكرة. أعلن الحزب المعارض أن أكثر من 100 ألف شخص شاركوا في التظاهرة التي نظّمت تحت شعار «المافيا أو الديمقراطية». في المقابل، قدّر ممثل الحكومة المركزية في مدريد عدد المشاركين بما بين 45 و50 ألفا.
وسخرت المتحدثة باسم الحكومة بيلار أليغريا من حجم المشاركة وكتبت على إكس أن فرقة الروك الإسبانية إستوبا استقطبت في حفلتها الأخيرة حشودا تفوق عدد المشاركين في التظاهرة. وندد سانشيز بالتحقيقات بحق مقربين منه ووصفها بأنها جزء من «حملة تشويه» يشنها اليمين لإسقاط حكومته. وصل الزعيم الاشتراكي إلى السلطة في يونيو 2018 بعد إطاحة سلفه من الحزب الشعبي ماريانو راخوي، عبر تصويت بحجب الثقة بسبب فضيحة فساد طالت الحزب المحافظ. وقال رافايل ريدوندو وهو وسيط عقاري في الـ73 من العمر، إن قضايا الفساد التي طالت الحزب الشعبي «مختلفة تماما».
وأوضح لفرانس برس خلال التظاهرة: «الفساد الذي كان ربما موجودا في الحزب الشعبي كان يطول أفرادا يتصرفون من تلقاء أنفسهم. لكن الحزب الاشتراكي منظمة إجرامية ارتكبت جرائم من البداية حتى النهاية». من جانبها، قالت ماريا ديل مار تومي وهي امرأة أعمال عمرها 59 عاما، إنها تشارك في التظاهرة «لأننا نريد أن يرحل بيدرو سانشيز بشكل نهائي، لأن هذا الرجل فاسد، وهو منافق».
هذه سادس تظاهرة ينظمها الحزب الشعبي ضد الحكومة منذ أن تولى فيخو رئاسة الحزب في أبريل 2022. وتجري في وقت يعدّ الحزب لمؤتمر استثنائي في يوليو. وبعدما كان المؤتمر مقررا بالأساس لعام 2026، قرب فيخو موعده مشددا على ضرورة أن يكون الحزب «مستعدا» في حال تنظيم انتخابات وطنية مبكرة، في قرار اعتبر محاولة لتعزيز سلطته. وشارك راخوي ورئيس الوزراء السابق من الحزب الشعبي خوسيه ماريا أثنار في التظاهرة إلى جانب عدد من رؤساء حكومات محلية. وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن الحزب الشعبي يتقدم بفارق ضئيل على الاشتراكيين، ولو أن سانشيز يبقى زعيم الحزب الذي يحظى بأكبر نسبة من التأييد بين الناخبين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك