القاهرة - (رويترز): أعرب فلسطينيون أمس عن شكوكهم تجاه مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة تتولى إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وسط مؤشرات على المجاعة، في حين أحجم كثيرون عن التوجه إلى نقاط التوزيع بسبب تحذيرات فصائل المقاومة الفلسطينية من إجراءات الفحص بالمقاييس الحيوية.
وقالت مؤسسة إغاثة غزة إنها بدأت عملياتها الاثنين، لكن لم تكن هناك مؤشرات تذكر على حضور الفلسطينيين إلى مراكز التوزيع في جنوب غزة حتى بعد مرور نحو ثلاثة أشهر من الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وقال ثلاثة شهود على الأقل لرويترز إن الفلسطينيين أشاروا إلى أن أحدا لم يتوجه إلى مراكز التوزيع الجديدة الأثنين بحسب علمهم، لكن اليوم (الثلاثاء) توجه العشرات إلى أحد هذه المراكز التي أقيمت في رفح للحصول على بعض المساعدات على الرغم من التحذيرات.
واختار آخرون البقاء بعيدا.
وقال أبو أحمد (55 عاما) وهو أب لسبعة أبناء: «على قد ما أنا بدي أروح لأني جوعان وأطفالي جوعانين كمان على قد ما أنا خايف برضه». وأضاف في رسالة على تطبيق واتساب للتراسل «أنا خايف لأنه بيقولوا الشركة إسرائيلية ومرتزقة، وكمان المقاومة حكت أنه ما نروح».
وتقول إسرائيل إن مؤسسة إغاثة غزة التي تتخذ من سويسرا مقرا هي مبادرة مدعومة من الولايات المتحدة وإن قواتها لن تشارك في نقاط توزيع المواد الغذائية.
لكن تأييد إسرائيل للخطة التي تشبه مخططاتها المطروحة في السابق، وتقاربها مع الولايات المتحدة دفع كثيرين إلى التشكيك في حياد المؤسسة، بمن في ذلك مديرها السابق الذي استقال على نحو مفاجئ يوم الأحد.
وقاطعت الأمم المتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة الدولية المؤسسة الجديدة قائلين إنها تقوض المبدأ الذي ينص على أن المساعدات الإنسانية يجب توزيعها بصورة مستقلة عن أطراف النزاع وعلى أساس الحاجة.
وقال كريستيان كاردون كبير المتحدثين باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر: «يجب عدم تسييس المساعدات الإنسانية أو إضفاء الطابع العسكري عليها».
وفرضت إسرائيل، التي تشن عدوانا منذ أكتوبر 2023، الحصار في أوائل مارس.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن إحدى مزايا نظام المساعدات الجديد هي إتاحة الفرصة لفحص المستفيدين لاستبعاد أي شخص يتبين أنه على صلة بالمقاومة.
وتقول المنظمات الإنسانية التي أُطلعت على خطط المؤسسة إن أي شخص يحصل على المساعدات سيتعين عليه التسجيل في تقنية التعرف على الوجه التي يخشى كثير من الفلسطينيين أن ينتهي بها المطاف في أيدي الإسرائيليين لاستخدامها في تعقبهم وربما استهدافهم.
ولم يتم الكشف عن تفاصيل كيفية عمل النظام على وجه التحديد.
وتستخدم إسرائيل على نطاق واسع تقنية التعرف على الوجه وغيرها من أشكال التعرف على الهوية بالمقاييس الحيوية في الضفة الغربية المحتلة، وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية أنها تستخدم مثل هذه التقنيات في غزة أيضا.
وحذرت حماس السكان أيضا من التوجه إلى مواقع مؤسسة إغاثة غزة، قائلة إن إسرائيل تستخدم هذه المؤسسة لجمع معلومات مخابراتية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك