أطلق عمدة لندن صادق خان خطة جديدة تهدف إلى إنهاء ظاهرة التشرد في العاصمة البريطانية بحلول عام 2030، وذلك من خلال تخصيص 500 منزل اجتماعي فارغ لصالح المشردين في خطوة وصفت بالأجرأ منذ سنوات لمواجهة الأزمة المتفاقمة.
والبيوت المستهدفة ضمن الخطة مملوكة للسلطات المحلية أو جمعيات الإسكان، وسيتم ترميمها باستخدام تمويل حكومي قدره 17 مليون جنيه إسترليني، على أن تُمنح للمشردين بشكل دائم مع توفير دعم شامل في مجالات الصحة النفسية والجسدية.
وتتضمن الخطة تعديلًا مهمًا في السياسات بحلول عام 2028، يقضي بإلغاء شرط المبيت ليلة واحدة في الشارع قبل الحصول على الدعم، وهو ما كان يمثل عقبة كبيرة أمام الكثيرين للوصول إلى المساعدة.
وخلال إطلاق الخطة في كنيسة سانت جون بمنطقة واترلو شاركت إحدى المتضررات، وتُدعى «خورا»، تجربتها المؤلمة مع التشرد، حيث اضطرت إلى النوم في الشارع ثلاث ليالٍ قبل السماح لها بالحصول على أي دعم، ووصفت شعورها بالخوف والضعف خلال تلك الأيام.
وستُنفذ الخطة بالتعاون مع شبكة «Clearing House»، التي تضم أكثر من 40 جمعية إسكان وتوفر حاليًا 3500 وحدة سكنية بأسعار اجتماعية، مع توقعات بزيادة العدد إلى 4000 وحدة بعد ترميم المنازل المخصصة.
وتُظهر الإحصاءات الأخيرة أن أزمة التشرد في لندن تتفاقم، إذ تم تسجيل أكثر من 4400 شخص ينامون في الشوارع بين يناير ومارس 2025، بزيادة 8% عن العام السابق، وكان نصفهم من الحالات الجديدة.
أما خلال أشهر الصيف فقد ارتفع عدد المشردين إلى نحو 4780 شخصًا بين يوليو وسبتمبر 2024، ما يشكل زيادة بنسبة 18% عن العام السابق، وتنوعت خلفياتهم بين بريطانيين وأوروبيين وأشخاص من أصول إفريقية وآسيوية.
وتهدف الخطة إلى التحول من إدارة الأزمات إلى الوقاية المبكرة، من خلال إنشاء «مراكز لإنهاء التشرد» وخط هاتفي للمساعدة، مع تركيز خاص على ذوي الاحتياجات المعقدة أو الأوضاع القانونية الصعبة.
ورحبت مؤسسات بارزة بالخطة، حيث وصفها اللورد جون بيرد بأنها خطوة مهمة نحو الوقاية المستدامة، فيما اعتبرتها منظمة «سانت مونغو» تحولًا جوهريًا في آلية الدعم، في حين دعا قادة آخرون إلى تعزيز الإسكان الاجتماعي لضمان استمرارية الحلول.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك