شارك الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، عبر الاتصال المرئي، في الاجتماع الخامس للتحالف العالمي من أجل تنفيذ حل الدولتين، الذي تستضيفه المملكة المغربية الشقيقة في العاصمة المغربية الرباط برئاسة مشتركة من السيد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والسيد كاسبار فيلدكامب وزير خارجية مملكة هولندا، وبمشاركة واسعة من وزراء الخارجية في الدول الأوروبية والخبراء والمختصين في شؤون المنطقة.
وأكد وزير الخارجية في كلمة مسجلة للاجتماع أن مملكة البحرين، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، كرست جهودها لتعزيز السلام والاستقرار من خلال الحوار والتسوية السلمية للنزاعات.
وأضاف أن التزام مملكة البحرين بهذه الرؤية تجلى في تأكيدها الدائم بأن التعايش والتعاون الإقليمي هما مفتاح السلام المستدام في المنطقة. وقال إن هذه الرؤية الاستراتيجية أدت إلى التوقيع على اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل (C-SIPA)، مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعززت بشكل أكبر من خلال انضمام المملكة المتحدة إلى الاتفاقية، مما يعكس الإرادة الجماعية لبناء منطقة آمنة ومزدهرة.
وأكد وزير الخارجية أنه خلال رئاسة مملكة البحرين للقمة العربية الثالثة والثلاثين، حرصت المملكة على توحيد المواقف العربية ونقل رسالة سلام إلى العالم، مع التركيز على التخفيف من معاناة الفئات الأكثر تضرراً في النزاعات والصراعات والمحرومة من الحقوق الأساسية.
وقال إن الحاجة الملحة الى حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً في صميم الجهود العربية، مؤكدا أن حل الدولتين ليس مجرد هدف سياسي، بل ضرورة إنسانية والتزام قانوني يستند إلى الشرعية الدولية، وهو السبيل الوحيد القادر على كسر دوامة العنف وفتح آفاق جديدة للمنطقة.
وقال إن الأزمة الإنسانية الراهنة في قطاع غزة لا يمكن تجاهلها، الأمر الذي يتطلب التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وضمان إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية من دون عوائق. مؤكدا أن أي تسوية طويلة الأمد للوضع في غزة ينبغي أن تركز على إعادة الإعمار دون تهجير قسري للسكان المدنيين، ووضع إطار حوكمة فعّال يضمن الأمن والاستقرار في غزة.
وأضاف أن القادة العرب جددوا التزامهم بالخطة العربية التي تم اعتمادها في القمة العربية غير العادية بالقاهرة في مارس الماضي، والتي عقدت برئاسة مشتركة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وفخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، موضحا أن هذه الخطة تمثل خارطة طريق واضحة لإعادة إعمار غزة.
وأكد وزير الخارجية أن وحدة الصف غير المسبوقة بين الدول العربية والإسلامية، والتي باتت تحظى بدعم أوروبي متزايد، تمثل عنصرًا حاسمًا في جهود هذا التحالف. مشيرا الى أهمية مواصلة البناء على هذه الوحدة والزخم المتولد، وبمشاركة جادة من جميع الأطراف، يمكن العمل على تقوية التحالف العالمي وتقريب حل الدولتين من التحقق، وتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة يسودها السلام والاستقرار والاحترام المتبادل، وتتعايش شعوبها في أمن وسلام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك