تغطية: مروة أحمد
تصوير: محمود بابا
أكد أسامة العلوي وزير التنمية الاجتماعية الحاجة إلى تبني إطار خليجي موّحد يعزز حماية الأطفال في الفضاء الرقمي ويضمن تكامل الجهود بين الحكومات والمؤسسات التعليمية والأسر وشركات التكنولوجيا ومؤسسات المجتمع المدني بما يصون براءة الأطفال ويؤّمن لهم فضاء رقميا مثمرا، وأضاف بـأن التحوّل الرقمي الذي يشهده العالم أحدث تأثيرًا عميقًا في حياة الأطفال، حيث أسهم في تمكينهم للوصول إلى المعلومات والمعرفة إلا أنه قد رافقه العديد من التحديات المتزايدة التي هددت خصوصيتهم وسلامتهم النفسية والجسدية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «حماية أطفالنا في العالم الرقمي»، التي نظّمها المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية صبـاح أمس الاربعاء.
وتطرّق العلوي إلى جهود مملكة البحرين في حماية الطفل التي تمثلت في استحداث منظومة متكاملة من السياسات والتشريعات التي حققت المصلحة الفضلى للطفل في كافة الأحكام والقرارات وقد تجسّد هذا الالتزام من خلال قانون العدالة الإصلاحية للأطفال وحمايتهم من سوء المعاملة، وانشاء مركز حماية الطفل التابع لوزارة التنمية الاجتماعية والذي يتولى مسؤولية تقديم الحماية للأطفال ودعمهم إلى جانب تفعيل خط نجدة مساندة ومساعدة الطفل «998» الذي يعمل بسرية تامة على مدار الساعة وذلك لاستقبال البلاغات وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي.
وتطرّق العلوي إلى إطلاق وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع النيابة العامة وعدد من الشركاء في وقت سابق الحملة الوطنية التوعوية لحماية الأطفال من الاستغلال والابتزاز الإلكتروني «حماية»، حيث نُفذ من خلالها برامج توعوية وتثقيفية استهدفت الأطفال وأولياء الأمور والعاملين في مجال الطفولة لتأهيلهم وتمكينهم لمواجهة التهديدات بفاعلية.
ومن جانبه، قال محمد العبيدلي المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون إن التحوّل الرقمي قد أصبح جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية وامتد تأثيره إلى كل بيت وكل أسرة، لابد من التعامل بيقظة مع التحديات الاجتماعية التي تفرزها هذه التحولات خصوصًا الأطفال باعتبارهم الفئة الأكثر هشاشة في المجتمع، وأكد ضرورة العمل على تمكين الأطفال من التفاعل الآمن والمتوازن مع العالم الرقمي ضمن بيئة اسرية اجتماعية، ودعا العبيدلي إلى تبادل التجارب بين دول الخليج في هذا المجال، حيث سيسهم ذلك في فتح آفاق ومنح الفرصة لتبني سياسات موّحدة ذات استدامة قادرة على حماية الطفل وتوجيه التكنولوجيا لخدمة نموه.
وأكد العميد الدكتور عمار مصطفى السيد مساعد رئيس الأمن العام لشؤون المجتمع خلال الجلسة الحوارية التي استعرض خلالها جهود مملكة البحرين في حماية الطفل على الإنترنت أن مملكة البحرين من الدول السباقة بملف الذكاء الاصطناعي والذي سيكون ذا انعكاس في وزارة الداخلية، حيث أشار إلى وجود جهات خاصة بالداخلية ستعمل على تعزيز ايجابيات هذه التكنولوجيا وحماية الأجيال الجديدة من مخاطرها.
وأضاف أن هذه المشاركة تأتي ضمن جهود وزارة الداخلية المستمرة لتعزيز الأمن الرقمي، وتجسيداً لحرصها على حماية النشء من المخاطر المرتبطة بالفضاء الإلكتروني، وذلك من خلال تبني استراتيجيات متكاملة، وتفعيل التعاون الإقليمي بين دول المجلس.
وأشار إلى أهمية التوعية المجتمعية، وضرورة تكامل الأدوار بين الجهات الحكومية والأسر، بما يسهم في حماية الأطفال من الاستغلال والابتزاز الإلكتروني، مؤكداً أن مملكة البحرين اتخذت خطوات استباقية في هذا المجال، من خلال تنفيذ حملات توعوية مكثفة، وتطوير آليات الحماية الرقمية بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وفي حديثه مع الصحافة كشف جاسم الحمراني مدير ادارة التخطيط الاستراتيجي والاتصال المؤسسي بالمكتب التنفيذي لوزراء العمل والشؤون الاجتماعية عن وجود خطة تشمل جميع دول مجلس التعاون وسيتم البت فيها، والخروج بتصوّر موّحد وسيكون المكتب التنفيذي هو الجهة المسؤولة عن تنفيذ مبادرات هذه الخطة وتفعليها على أرض الواقع تخص حماية الطفل.
وتحدث عن انطلاق برامج ومشاريع تتناول موضوع حماية الطفل من مخاطر الفضاء الرقمي تشمل الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي كما تحدث عن العمل على خطة تمتد لخمسة سنوات تُقدم للجنة الوزارية وستتناول ضمن اولوياتها ملف حماية الطفل بالشراكة مع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، موضحًا أن مملكة البحرين ضمن المؤشر العالمي «CPS INDEX» فقد تبيّن وجودها ضمن المعدلات الخضراء الآمنة لرعاية الطفل وحمايته.
وأشار الدكتور خالد العجمي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بالإنابة بدولة الكويت الشقيقة إلى أهمية اقامة مثل هذه الجلسات الحوارية الأولويات التي تتناول موضوعًا مهمًا مثل حماية الأطفال من تهديدات الفضاء الرقمي والتي تحظى باهتمام الجميع وهي حماية الأطفال في العالم الافتراضي، حيث يسعى المكتب التنفيذي لإقامة مثل هذه الجلسات الحوارية للتعرّف على مخاطر تعرّض الاطفال إلى الفضاء الالكتروني الذي يعتبر من أهم التحديات التي يواجهها أطفال هذا الجيل.
وخلال الجلسة الحوارية قدمت وحدة حماية الطفل بالفضاء الإلكتروني ورقة عمل استعرضت خلالها أبرز التحديات والمخاطر التي يواجهها الأطفال في الفضاء الرقمي، والأساليب الحديثة التي تُستخدم في الاستدراج والاستغلال الإلكتروني، مؤكدة أن هذه المشاركة تأتي في إطار تعزيز التعاون بين الجهات الأمنية والمجتمعية في توفير بيئة إلكترونية آمنة، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة تكثيف التوعية والتثقيف الرقمي، وتعزيز الشراكة مع الأسرة والمؤسسات التعليمية في بناء جيل واعٍ بمخاطر الفضاء الإلكتروني، وقادر على التعامل الآمن والمسؤول مع التكنولوجيا.
وخلال الجلسة النقاشية تم استعراض وتبادل التجارب بين دول مجلس التعاون في مجال الحماية الرقمية للأطفال، وسياسات حماية الطفل في العالم الرقمي عبر تصميم السياسات وتنفيذها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك